الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«ليلة سقوط غرناطة» .. ملحمة تاريخية درامية

«ليلة سقوط غرناطة» .. ملحمة تاريخية درامية
27 مايو 2017 01:56
سعيد ياسين (القاهرة) «ليلة سقوط غرناطة».. مسلسل تاريخي، يعد من أجمل ما قدمته الدراما العربية التاريخية في شهر رمضان قبل أكثر من 35 عاماً، ويعتبره النقاد نموذجاً بليغاً في فن الكتابة التليفزيونية لكاتب كبير أسهم من خلاله وأعمال أخرى في الحفاظ على الهوية العربية. تناولت أحداثه آخر ليلة من ليالي غرناطة هذه المملكة الجميلة التي كانت في وقت من الأوقات محجة العرب والأوروبيين إلى الأندلس، وشهدت سقوط الحضارة الإسلامية في بلاد فتحها العرب المسلمون وبنوا فيها حضارة كبيرة، ونتيجة التناحر الذي جرى بين حكام الممالك الأندلسية ضعف بنيان الدولة، وصارت البلاد لقمة سائغة بيد الإسبان الذين احتفوا باستعادة إمبراطوريتهم. شارك في بطولته عبدالله غيث، وأحمد مرعي، ومحمد وفيق، وأمينة رزق، وتوفيق الدقن، ورغدة، وإبراهيم عبدالرازق، وراوية أباظة، وأحمد خليل، وشاكر عبداللطيف، وصفاء الطوخي، وعبدالرحمن أبوزهرة، وكتبه محفوظ عبدالرحمن، وأخرجه الأردني عباس أرناؤوط، وجسد عبدالله غيث فيه شخصية «غسان الغساني»، وهو شخصية تاريخية اسمها الحقيقي «موسى الغساني»، وهو قائد قوات غرناطة، أو ما تبقى من قواتها التي حاربت جيوش أوروبا بأكملها، وخانهم أميرهم ووزيرهم ومعظم رجال الحكم، وهو ما دفع المواطنين العاديين في غرناطة لتهيئة أنفسهم للعيش تحت حكم الإسبان، لكن «الغساني»، حاول أن يقاوم حتى النهاية وفشل مرات كثيرة، إلا أنه في المشهد العاشر من الحلقة الأخيرة من المسلسل، أدرك أن مصيرهم لم يعد في أيديهم، وأنهم لم يعودوا يملكون حلماً واحداً، فخرج لمحاربة الإسبان وحده بدون أن يخبر رجاله، والتقى ببعض أنصاره، وقال لهم كلمات ذات دلالة، منها: إذا تمزق الثوب فلا ترتقوه، وإذا جف الفرع فاقتلعوا الشجرة، وإذا همس الشيطان لكم اقطعوا آذانكم، وإذا أردتم أن تتدفأوا فأشعلوا النار في العالم كله. وقال المؤلف محفوظ عبدالرحمن إن فكرة المسلسل جاءته في 1979، وهو عام يأتي ضمن فترة زمنية كان العرب يعيشون خلالها وسط مشاعر بفقد حلم تحقيق العدالة الاجتماعية، أو حلم بناء دولة القومية العربية، بعد تصاعد التسلط الإسرائيلي إلى أعلى مظاهره الفاشية، وأصبح الحلم العام لكافة المواطنين هو الوصول للثراء بأي ثمن وطريقة، ورغم أن التليفزيون المصري لم يقم بإذاعته وقتها لأسباب مختلفة، إلا أن عدد المصريين الذين شاهدوه كان أكبر من الذين شاهدوا أعمالاً أخرى، رغم عدم وجود فضائيات آنذاك، ولم يكن متاحاً سوى الفيديو، وكشف أن كتابة المسلسل استغرقت 26 يوماً فقط، وهي فترة قياسية بالنسبة لعمل بنفس الحجم والمستوى، وأشار إلى أن تجربة إنتاجه تميزت بأنها لم تحظ بميزانية كافية، حيث كانت أدنى ميزانية توفرت لعمل فني في هذه الفترة، واعترف بأن الفنان الراحل عبدالله غيث قام بدور البطل الرئيس في المسلسل، وهو «غسان الغساني»، وأنه ارتكب خطأ تاريخياً في النص المكتوب والذي تحول إلى نص درامي، وهو أن الاسم الحقيقي للشخصية هو «موسى الغساني»، وليس كما ورد في النص المكتوب أو العمل الدرامي باسم «غسان الغساني»، وانتقد تجاهل المؤرخين والنقاد المتابعين للمسلسل لهذا الخطأ التاريخي في اسم شخصية تاريخية، وقال إنه كان يتوقع أنهم سيقومون بتصحيح الخطأ، فضلا عن نقده هو شخصياً لما صدر عنه من خطأ يستوجب المراجعة التاريخية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©