الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«الورود المفخخة» المحطة الأخيرة في رحلـة «داعش»

«الورود المفخخة» المحطة الأخيرة في رحلـة «داعش»
11 يوليو 2016 00:17
أكد مختصون في شؤون الحركات الإسلامية والجماعات المسلحة أن العمليات الإرهابية التي نفذها تنظيم «داعش» خلال رمضان الماضي، محاولة فاشلة للتغطية على خسائره المتتالية في العراق وسوريا وليبيا، وأن التنظيم وضع خطة «الورود المفخخة»، واستهدف من خلالها مناطق بالغة الأهمية للفت أنظار العالم، ورفع الروح المعنوية لكوادره التي تعاني إحباطاً متزايداً بسبب الضربات الأخيرة التي تلقاها التنظيم الإرهابي. وأضافوا أن عمليات «داعش» في السعودية، تؤكد أن التنظيم ينفذ حرباً بالوكالة ليس ضد المملكة فحسب، وإنما ضد الإسلام، وهو ما تدعمه تقارير أمنية غربية تشير إلى تواصل قيادات «داعش» مع عدد من الأجهزة الاستخباراتية في المنطقة وخارجها، وتنفيذها أجندات تخدم أطماع قوى متربصة بـ«الخليج». سعيد ياسين (القاهرة) يقول الباحث في شؤون الحركات الإسلامية والجماعات المسلحة أحمد عطا: «ينفرد «داعش» عن بقية التنظيمات التكفيرية التي ظهرت في منطقة الشرق الأوسط بثلاث سمات، أولها قدرة التنظيم على ممارسة الحرب الميدانية التقليدية بمهارة شديدة، وثانيها امتلاك عناصره مهارات حرب الشوارع، أما السمة الثالثة فتتعلق بقدرة مقاتلي «داعش» على ضرب الأهداف الحيوية داخل المدن كالمولات والكافيهات والأماكن العامة مثل المطارات والمؤسسات المالية وغيرها. وتأسيساً على هذه السمات وضع التنظيم استراتيجيته المتطورة التي تميزه عن تنظيم القاعدة وجبهة النصرة وأنصار الشريعة، ووفقاً لمجريات الأمور على مسرح العمليات في جبهاته الرئيسة الثلاث في العراق وسوريا وليبيا، وضع التنظيم خطته لشهر رمضان الماضي، مستخدماً المسارات البديلة التي أطلق عليها البغدادي خطة (الورود المفخخة)». واستعرض عطا وضع التنظيم في الجبهات الرئيسة، قائلاً: «في ليبيا مني «داعش» بخسائر في معقله بمدينة سرت، وانتقل بعناصره إلى الجنوب الليبي بمساعدة أنصار الشريعة الذين انضم عدد كبير منهم إلى التنظيم بعد القبض على أبو أنس الليبي بمعرفة القوات الخاصة الأميركية، وموته في أحد مستشفيات نيويورك، واستقر التنظيم في الجنوب بهدف الاستمرار في ليبيا لسنوات قادمة، خصوصاً بعد نجاحه في ضم عناصر جديدة من جماعة «بوكو حرام» التي بايعت «داعش» منذ عام». وفي الجبهة الثانية في العراق، خسر التنظيم موقعة الفلوجة وفي المقابل قام بتأمين مدينة الموصل بأسلحة متطورة وثقيلة، وهي مدينة النفط التي نهبها التنظيم وباع بترولها لبعض سماسرة أوروبا بواسطة شركات نقل تركية. وفي سوريا لا تزال الرقة تحت سيطرة «داعش»، لكن في ظل مطالبات من الجناح العسكري للمعارضة السورية المعتدلة وقوات سوريا الديمقراطية لقوات التحالف الدولي بالسعي لفصل الرقة عن سوريا حتى يتم القضاء على «داعش». ووفقاً للمشهد العام في الجبهات الثلاث، نفذ التنظيم خطة المسارات البديلة اعتماداً على عناصره المنتشرة في عدد من دول المنطقة للتغطية على الخسائر التي تكبدها في الفترة الأخيرة، وتمكن من تنفيذ أربع عمليات متتالية في أقل من عشرة أيام، في بنجلاديش، ثم تفجير مطار كمال أتاتورك في تركيا، وتفجير حي «الكرادة» التجاري في وسط بغداد والذي أوقع 292 قتيلاً، وهو أكبر العمليات التي نفذها «داعش» في رمضان، وذلك رداً على مقتل العشرات من عناصره في الفلوجة، وأخيراً السعودية بجوار الحرم النبوي. وأشار عطا إلى أن من خلال عملية السعودية تحديداً تأكد أن «داعش» ينفذ بعض العمليات بالوكالة لأن قياداته تتواصل سراً مع عدد من الأجهزة الاستخباراتية حسب ما أكدت العديد من التقارير الخارجية، والتي أشار إليها اليورو بول «جهاز الشرطة الأوروبي» في اجتماع وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي في يناير الماضي، كما لفت الجهاز إلى معلومات غاية في الخطورة، منها انضمام أكثر من ثلاثة آلاف عنصر تكفيري من داخل أوروبا لـ«داعش» سراً، وتم نقلهم لصفوفه في الرقة والرمادي وحاربوا بالفعل، وتم نقلهم مرة أخرى بمعرفة جهات غير معلومة داخل أوروبا، وهم من قاموا بتفجير مطار بروكسل بمساعدة يوسف العجمي الموظف البلجيكي داخل المطار والذي جنده «داعش» وقدم معلومات خطيرة للتنظيم. وأضاف عطا: بعد عملية الحرم النبوي سيمضي في تنفيذ خطة «الورود المفخخة» والتي قد تكون آخر محطة في رحلة «داعش» بسبب الغضب الشعبي والرسمي الذي أثارته، مشيراً إلى أن تقارير أمنية أكدت أن السعودية هدف أساسي للتنظيم، ومعها البحرين والكويت، خصوصاً أن تقرير الأمن القومي الأميركي الصادر عن شهر أغسطس من العام الماضي، أشار إلى أن تنظيم «داعش» يصدر 200 ألف رسالة عبر «تويتر» يومياً، ولديه أكثر من ألف عنصر من الشباب تحت سن العشرين تم تجنيدهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية والكويت والبحرين. وتوقع عطا أن ينفذ تنظيم «داعش» عمليات أخرى في المرحلة القادمة، خصوصاً أن منطقة الخليج العربي تمثل هدفاً حيوياً يستطيع من خلاله لفت أنظار العالم نظراً لحجم الاستثمارات الغربية في دول مجلس التعاون الخليجي، ومعتمداً على نقاط الارتكاز المسلح لعناصره والتي تنتشر في عدد من دول العالم. وقال الخبير في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي منير أديب، إن العمل الإرهابي الذي شهدته المدينة المنورة كان يستهدف الحرم النبوي نفسه، وليس ساحات المسجد الخارجية، وتحليل هذا التطور الكبير يتضح بجلاء أن أفراد هذه التنظيمات يعانون خللاً قكرياً حقيقياً، وأن أزمتهم ليست مع سياسة معينة أو ديانة محددة، وإنما هم أعداء للإنسانية. وأشار إلى أن أدبيات هذه التنظيمات، خصوصاً «داعش»، تقوم على فكرة «من ليس معنا فهو عدونا»، بغض النظر عن التوجه السياسي أو العقائدي، فهم لديهم خصومة مع الإنسانية، فعناصر التنظيم لا تختلف عن الخوارج الذين حاولوا من قبل الاستيلاء على الحرم المكي وتوجيه مجانيقهم تجاهه، والعمليات الأخيرة تتفق مع أفكار أبوبكر البغدادي في كتابه «إدارة التوحش»، فأدبيات التنظيم قائمة على التوحش في القتل وسفك الدماء والتمثيل بالجثث، لبث الرعب والخوف والاضطراب في صفوف من يرونهم أعداء لهم. ولفت إلى أن هذه العمليات تشير إلى ضعف التنظيم وحالة الإنهاك التي تعاني منها عناصره، فهذه الحالة المتردية هي سبب اللجوء إلى استهداف أماكن مهمة حيوية تضعه في بؤرة الاهتمام وتجدد حيوية كوادره. وأوضح أن السعودية تدفع الآن ضريبة محاربتها الإرهاب إما عسكرياً أو فكرياً أو دعماً للدول التي تحارب الإرهاب، ومواجهتها الأفكار الهدامة، وسعيها الحثيث للقضاء على هذه التنظيمات المخربة، منبهاً إلى أن حدوث هذه العمليات لا يعني وجود تقصير أمني، فالعدو مجهول وخبيث، ويستطيع اختراق الإجراءات الأمنية بسهولة، ورغم هذا فأمن المملكة متيقظ، ويعلم القائمون عليه أن السعودية مستهدفة، ولديهم من الخطط والاستعداد ما يكفي لمواجهة محاولات الفئة الضالة، خصوصاً مع اقتراب موسم الحج. وفيما يخص تمكن التنظيم من السيطرة على عقول عناصره للقيام بهذه العمليات القذرة في أطهر بقاع الأرض، أوضح أن تلك التنظيمات تلعب على عنصرين أساسيين في توجيه عناصرها، الأول إقناعهم بالجزاء الكبير الذي ينتظرهم في الآخرة، والثاني الصراعات والتناقضات القائمة في المنطقة، مشيراً إلى أن القوة العربية المشتركة كانت تستطيع مجابهة هذه التنظيمات والتصدي لعملياتها، إلا أن مشروعها توقف بسبب أحداث المنطقة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©