ماجدة محيي الدين (القاهرة)
حصد المطبخ اللبناني شهرة واسعة حول العالم بأطباقه المميزة والتي نالت إعجاب العديد من الشعوب، وأصبحت بعض الأكلات تحظى بشهرة عالمية، وكأنها سفير لذلك البلد، وأشهر الأطباق على المائدة الرمضانية في لبنان «الفتوش»، و«التبولة»، و«والكبة نية»، و«السنبوسك»، والمحاشي وأنواع الحساء المتعددة وتهتم الأم اللبنانية بتوضيب المائدة وتزيينها بالمفارش والزهور.
وطبق «الفتوش» الذي يحظى بشعبية كبيرة على مائدة رمضان اللبنانية له حكاية طريفة، حيث ارتبط باسم أحد العائلات اللبنانية المعروفة في مدينة زحلة تحديداً، حيث فوجئ «آل فتوش» بوصول عدد من الضيوف من جبل لبنان، واستضافهم دار «آل فتوش»، وقدموا لهم الطعام والعديد من الأطباق الشهية واللحوم والطيور، لكنهم امتنعوا عن تناول أي من تلك الأطباق اللذيذة واكتفوا بتناول السلطات والخبز، وانتبه أحد أفراد عائلة «آل فتوش»، وقال لصاحب الدار «فتوش.. ضيوفك عم ياكلو السلطة بالخبز، هيدي أكلة جديدة»، وعندما أصر صاحب الدار على تقديم الطيور واللحوم للضيوف اعتذروا موضحين له أنه وقت صيام وهم يمتنعون عن تناول الطيور واللحم في ذلك الوقت، وهكذا أصبح «الفتوش» يتم إعداده وتجهيزه بطريقة تناسب الضيوف، وانتشر «الفتوش».
ويتم إعداد الفتوش من مجموعة من الخضراوات الطازجة وأحياناً يضاف الحمص بالطحينة والبطاطا المقلية، حيث يتم تقطيع الخس أو الكابوتشي والبقدونس والبندورة «الطماطم» والخيار إلى قطع صغيرة بأحجام مناسبة ويضاف إليها قليل من الحامض والبطاطا المقلية والحمص بالطحينة، وأصبحت شرائح الخبز جزء من المكونات الأساسية لطبق «الفتوش»، وهو بمثابة وجبة متكاملة تضم الفيتامينات والمعادن والحبوب الغنية بالبروتين والكالسيوم إلى جانب الخبز المحمص والذي يمثل النشويات أو الكربوهيدات، أما الطحينة، فهي غنية بزيت السمسم الذي يمثل الدهون غير الضارة.
أما «التبولة»، فهي نوع آخر من السلطة اللبنانية حققت شهرة وشعبية كبيرة لا تقل عن «الفتوش» واستمدت اسمها من اعتمادها على مجموعة من التوابل المميزة تكسبها طعماً ومذاقاً مميزاً، ويتم إعدادها من البقدونس المفروم الناعم والنعناع الأخضر المفروم وعدد من ثمرات الطماطم التي يتم تقطيعها إلى قطع صغيرة ونحو كوب من البرغل المنقوع المصفى ثم تضاف بصلة مفرومة ومتبلة بالملح والفلفل والقرفة والتوابل. أما أطباق الحلو، فهي عديدة ومميزة، ومنها: البقلاوة والبسبوسة وحلوى «ليالي لبنان»، وتقدم باردة وتنسب إلى لبنان لأنها أصل هذا النوع من الحلوى، وهو يعتبر حلوى شعبية بسيطة في متناول اليد فضلاً عن أنه من الأصناف الخفيفة على المعدة وطريقة إعداده سهلة وسريعة ويتم إعداده من الحليب ودقيق السميد والنشا والسكر ويزين بالعسل والفستق والقشدة.