الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المرأة.. ألبسها الله ثوب العزة

27 مايو 2017 01:50
محمد أحمد (القاهرة) امتدح القصص القرآني المرأة المؤمنة وأثنى عليها ووصفها بأجل الصفات وألبسها ثوب العزة والطهر والعفاف، وصورها أماً عطوفاً، وزوجة بارة، وأختا رحيمة، وابنة بالغة الحياء، وملكة عظيمة العرش. وأولى الشخصيات التي تمثل المرأة المؤمنة هي حواء، أول امرأة خلقها الله تعالى، وإليها انتسبت بنات جنسها، وكانت ثاني مخلوق جعله الله خليفة له في أرضه، فقرنها بزوجها آدم مخاطبة في شأنه وشأنها في سورة البقرة: (وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ)، «الآية 35»، وفيها خطاب رباني جليل إلى سكنى جنة نعيم وفضل. وتتحدث الآيات القرآنية عن قصة الخلق من نفس الزوج، قال تعالى: (خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا...)، «سورة الزمر: الآية 6»، وفي الأعراف: 189 قال سبحانه: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا)، وفي النساء جاءت الآية الأولى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا...)، وتلك الآيات صريحة الدلالة على أن خلق حواء قد تم من جنس زوجها آدم «من نفسه»، ومن ضلعه، وفي حديث النبي قال: «استوصوا بالنساء، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإذا ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء»، بمعنى اقبلوا وصيتي فيهن، وأعملوا بها وارفقوا بهن، وأحسنوا عشرتهن، وخلقت من ضلع، إشارة إلى خلق حواء من ضلع آدم. صورة أخرى في سورة الأعراف صورة أخرى لحواء مع آدم، قال تعالى: (... وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ * قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)، «الآيتان 22 - 23»، وهو بيان لما كان من أمرهما بعد أن تذكرا نهي الله سبحانه لهما. اختلف أهل العلم في دور حواء في المعصية التي تمثلت في الأكل من الشجرة، فمنهم من يحملها المسؤولية الكاملة ويتهمها بأنها الوسيط بين آدم والشيطان، والبعض منهم أبعد عنها أي علاقة بالأمر، حيث إن لا دليل يشير إلى وسوستها أو تدخلها بالأكل من الشجرة، إنما هي تابعة لزوجها، فهو الذي اقترف الإثم، والقول بين الرأيين، أن المعصية قد تمت من الجانبين وكان الاستغفار من كليهما والتوبة من الله عليهما معا، مما يتضح في الألفاظ التي جاء الضمير يشير إلى المثنى، في الآيات الكريمة. القوامة وفي قصة حواء العديد من العبر التي يرصدها العلماء، منها أن القوامة للرجل لا للمرأة، ذلك أنه خُلق أولاً، وكانت هي من نفسه، كما أن خطاب التكليف كان له حينا ولهما حينا آخر، فهو إذن المكلف بقيادة الأسرة والمجتمع، إضافة إلى أنه على المخلوق أن يستسلم لأمر خالقه، دون أن يخضعه لمقياسه ونظرته، ومن هذه العبر أن الإنسان مخلوق ضعيف، تعتريه نقاط ضعف، من الحرص على الحياة وخشية الموت، وتحصيل المال للإنفاق، ويجب على المؤمن تسليم أجله ورزقه لخالقه مع الأخذ بالأسباب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©