الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حسان بن ثابت الأنصاري.. شاعر الرسول

27 مايو 2017 02:41
سلوى محمد (القاهرة) من الشعراء المعمرين أبو الوليد حسان بن ثابت الأنصاري الخزرجي شاعر عربي وصحابي من الأنصار من قبيلة الخزرج، لقب بشاعر الرسول، وهو من شعراء الجاهلية والإسلام، ولد في المدينة، له صلة قرابة ببني النجار أخوال، رسول الله صلى الله عليه وسلم، عاش ستين عاماً في الجاهلية ومثلها في الإسلام. كان من شعراء الغساسنة في الشام ومدحهم بقصائده بعد أن أكرموه وأغدقوا عليه العطايا، وبعد إسلامه كان شاعر النبي، صلى الله عليه وسلم، وكان عليه الصلاة والسلام يثني على شعر حسان، ويحثه على ذلك ويدعو له: اللهم أيده بروح القدس. وأهدى لهُ النبي، صلى الله عليه وسلم، جارية قبطية تسمى سيرين بنت شمعون فتزوجها حسان، وأنجبت منهُ ولدهُ عبد الرحمن، وحسن إسلامها، وهي أخت زوجة الرسول، صلى الله عليه وسلم مارية القبطية. اكتفى حسان بالشعر؛ لأن قلبه لا يقوى على الحرب ولم ينصر الرسول، صلى الله عليه وسلم بسيفه، ولكنه نصره بكلماته. كان يرد على شعراء قريش الذين يتعرضون للإسلام بهجائهم، أو يتجرؤون على النبي، صلى الله عليه وسلم، بقولهم، وقد استأذن في الرد على أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب حين هجا النبي، صلى الله عليه وسلم، قبل أن يسلم، فأذن له، فقال: ألا أبلغ أبا سفيان عني مغلغلة فقد برح الخفاء هجوت محمداً فأجبت عنه وعند الله في ذاك الجزاء أتهجوه ولست له بكفء فشركما لخير كما الفداء فإن أبي ووالده وعرضي لعرض محمد منكم وقاء. أرسلت قريش حسان ليهجو الرسول، صلى الله عليه وسلم، فوقف قبل إسلامه على ربوة ينتظر رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لينظر إلى صفة من صفاته ليهجوه بها، ومر الرسول، صلى الله عليه وسلم، فلما رأى حسان النبي، عليه الصلاة والسلام، فانشرح صدره ورجع إلى القوم، وقال لهم: اللهم إني أشهدك أني أشهد أنه رسول الله، قالوا: ماذا دهاك، ما لهذا أرسلناك فأجابهم بقوله: لما رأيت أنواره سطعت وضعت من خيفتي كفي على بصري خوفا على بصري من حسن صورته فلست أنظره… إلا على قدري لقد غلبت على أساليب حسان الشعرية الصبغة الإسلامية والاستعانة بصيغ القرآن وتشبيهاته، كما غلبت عليها الرقة واللين والدماثة، وأكثر ما نرى ذلك في شعر الدعوة إلى توحيد الله وتنزيهه، وتهجين عبادة الأوثان، ووصف الشعائر الإسلامية وذكر مآثرها وبيان عقاب المشركين وبعض ما مدح به الرسول أصحابه أو رثاهم به قوله: وأحسن منك لم تر قط عيني وأجمل منك لم تلد النساء خلقت مبرأ من كل عيب كأنك قد خلقت كما تشاء وحين أصيب المسلمون بالنبي، صلى الله عليه وسلم، قال مرثيته التي يبكيه فيها، منها: بطيبة َرسمٌ للرسولِ ومعهدُ منيرٌ، وقد تعفو الرسومُ وتهمدُ ولا تنمحي الآياتُ من دارِ حرمة ٍ بها مِنْبَرُ الهادي الذي كانَ يَصْعَدُ توفي حسان بن ثابت في المدينة عن عمر ناهز المائة والعشرين عاماً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©