تفاؤل لبناني بولادة الحكومة «قريباً جداً»

ارتسمت في اليوم الثاني للاستشارات النيابية التي يواصلها الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة اللبنانية سعد الحريري ملامح حلول إيجابية أوحت للمراقبين في بيروت بأن ولادة الحكومة قد تكون قريبة جداً وربما خلال الأسبوع الأول من اكتوبر المقبل، وهذا ما ألمحت اليه لقاءاته مع كتل «القوات اللبنانية» و»الكتائب» و»المستقبل» في استشارات الأمس. ووصفت مصادر الرئيس المكلف لـ»الاتحاد» الأجواء بالإيجابية وقالت: «إن اليد الممدودة للحريري تتلاقى مع يد المعارضة للتعاون على قيام حكومة وحدة وطنية قادرة على مواجهة كل التحديات. وأوضحت بأن الحوار خلال الاستشارات مع الكتل البرلمانية المعارضة الكبرى، أثبت أن لا عقبات كأداء تواجه التأليف، وان كل المطالب قابلة للنقاش والتوصل الى حلول وسطية ترضي كل الأطراف. وفي السياق أكد نائب الأمين العام لـ»حزب الله» نعيم قاسم أن الجميع يربح عندما تتشكل حكومة الوحدة الوطنية، لأن الناس ستنسى التنازلات والمعادلات المختلفة وسيبقى أمامها الحكومة التي تستطيع ان تنطلق الى الاستقرار السياسي والأمني والعمل الاجتماعي ومعالجة القضايا المختلفة، وعندها لا يهول على لبنان تارة بحرب وأخرى بفوضى وثالثة بتوتر، ويتم وضع حد للبلبلة التي تأتي من إسرائيل ومن ضعاف النفوس، ونصح باعتماد صيغة 15-10-5. وشدد على أنه لا يستطيع أي فريق مهما علا شأنه ان يحكم لبنان وحده ويعالج كل المساوئ. وكشف عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب ايلي عون ان النائب وليد جنبلاط متوافق تماماً مع رئيس البرلمان نبيه بري على دعم الرئيس المكلف في موضوع تشكيل الحكومة. وقال : «إن الاتصالات الأخيرة بين الرجلين تؤكد قناعتهما بضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة، وان التأخير يحمل مخاطر سياسية وأمنية». لافتاً الى أن الحوار السوري – السعودي يعطي نتائج إيجابية لجهة تأليف الحكومة. وكان لافتاً ان «حزب الله» أبدى تفاؤلاً مفرطاً في إمكانية الوصول الى تشكيل حكومة وحدة وطنية. ووصفت إذاعة «النور» الناطقة الإعلامية باسم الحزب لقاء كتلة «الوفاء للمقاومة» مع الرئيس المكلف خلال الاستشارات بالإيجابية جداً. وتقاطع تفاؤلها مع تسريبات لنواب تكتل «التغيير والاصلاح» تؤكد بأن هناك فرصة فريدة اليوم لقيام حكومة وحدة وطنية حقيقية. ففي اليوم الثاني للاستشارات النيابية، التقى الرئيس الحريري عصر أمس كتلة نواب «القوات اللبنانية» وتحدث باسمها النائب جورج عدوان، الذي أكد «ان المطلوب حكومة تتقدم من اللبنانيين ببرنامج». وشدد على ضرورة تنفيذ مقررات لجنة الحوار الوطني ومعالجة ملف سلاح «حزب الله». وأشار الى انه تم الاتفاق مع الرئيس المكلف على استكمال الحوار في جلسة ثانية. ودعا الى المحافظة على الدستور ونتيجة الانتخابات النيابية. وقال عضو الكتلة النائب انطوان زهرا قبل الاجتماع: نحن حلفاء للرئيس المكلف ونريد تسهيل مهمته، وأشار الى ان التقارب السعودي – السوري لا يمكن ان يكون الهدف منه تسهيل حياة اللبنانيين. وأعلن وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال ايلي ماروني بعد لقاء كتلة «الكتائب» الرئيس المكلف «ان الكتائب اكدت دعمها للرئيس الحريري والوقوف الى جانبه، واعتبر انه يحق للأكثرية التي انتجتها الانتخابات تشكيل الحكومة، وأكد الوقوف الى جانب حكومة وفاق وطني دون وجود مطالب مشروطة من المعارضة». وأوضح بأنه تم التوافق على عقد جلسة ثانية للاستشارات بين الرئيس المكلف وكتلة «الكتائب». وقال المتحدث باسم كتلة «المستقبل» النائب محمد قباني بعد اللقاء: «إن من واجب الكتلة تسهيل مهمة الرئيس الحريري لأن في ذلك مصلحة وطنية. وأشار الى ان الكتلة قررت عدم الادلاء بأي مواقف مسبقة لا حول تشكيل الحكومة او الصيغة بانتظار ما ستنتهي إليه المشاورات. وأكد بأن ثوابت الكتلة معروفة ويدها ممدودة للجميع وكل شيء في وقته «حلو». الي ذلك ارتفعت أسهم شركة سوليدير العقارية اللبنانية لليوم الثاني امس تدعمها توقعات باحراز تقديم في المحادثات الرامية لتشكيل حكومة جديدة. وصعد سهم سوليدير من الفئة (أ) بنسبة 3.8 في المئة في أوائل التعاملات ليصل إلى 24.92 دولار في معاملات مكثفة. وزاد سهم الفئة (ب) بنسبة 3.2 في المئة إلى 24.94 دولار. وارتفع مؤشر بلوم للاسهم 1.2 في المئة عند 1477.73 نقطة. وعقد يوم الاربعاء اجتماع قمة بين الرئيس السوري بشار الاسد والعاهل السعودي الملك عبدالله الامر الذي أثار الآمال في إحراز تقدم يمهد لتشكيل الحكومة اللبنانية المقبلة. وقال متعامل معلقا على ارتفاع أسهم سوليدير «إنها القمة السعودية السورية. فالناس يفكرون بإيجابية في الحكومة».