عقيل الحلالي (صنعاء)
نجا رئيس لجنة صياغة الدستور في اليمن من محاولة اغتيال استهدفته ما أسفر عن مقتل نجله وإثنين من مرافقيه. فيما قُتل خمسة جنود وأُصيب اثنان بهجوم شنه مسلحون من تنظيم القاعدة على حاجز أمني غرب مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت جنوب شرق اليمن.
ومن جهة أخرى، ضبطت قوات الأمن اليمينية سيارة ملغومة بضواحي مدينة المكلا. وذكرت وسائل إعلام محلية أن السيارة كانت تحوي ثلاث إسطوانات بداخلها 150 كجم من مادة (تي إن تي) شديدة الانفجار.
وذكر مصدر أمني أن إسماعيل الوزير وهو وزير سابق ورجل قانون مشهور في اليمن، “نجا من محاولة اغتيال استهدفته بوسط صنعاء” إلا أن الهجوم “اسفر عن مقتل نجله واثنين من مرافقيه”. وإصابة رئيس مكتبه بجروح.
وأكد المصدر الأمني أن مسلحين مجهولين استهدفوا موكب إسماعيل الوزير المؤلف من سيارتين بالأسلحة الرشاشة ولاذوا بالفرار. بدورهم، أكد شهود عيان أن المهاجمين كانوا أيضا على متن سيارتين رباعيتا الدفع وقد حصلت اشتباكات بين الطرفين. وبحسب الشهود، أسفرت الاشتباكات عن إصابات في صفوف المهاجمين أيضا.
وأوضح شهود أن الهجوم الذي وقع في شارع رئيسي قريب من جامعة صنعاء، أسفر عن مقتل شخصين وجرح ثلاثة آخرين بينهم الوزير الذي وصفت وزارة الداخلية إصابته بالحرجة. ولاحقاً تُوفي أحد الجرحى متأثرا بإصابته ليرتفع إلى ثلاثة عدد ضحايا الهجوم بينهم نجل رئيس مجلس شورى حزب «الحق»، أحد مكونات ائتلاف «اللقاء المشترك»، والمقرب من جماعة الحوثيين الشيعية المتمردة في الشمال.
وقال رئيس حزب «الحق»، حسن زيد، إن محاولة اغتيال الوزير الذي يُدَّرس الشريعة الإسلامية في جامعة صنعاء «جريمة تأتي ضمن سلسلة الجرائم التي تستهدف العقول الزيدية»، مشيراً إلى أن اسم الوزير كان مدرجا في منشورات من وصفهم بـ«التكفيريين» باعتباره أحد «دعاة الرافضة في اليمن». والوزير هو أحد أعضاء «رابطة علماء اليمن»، وهي جمعية دينية غير حكومية موالية لجماعة الحوثيين».
وقال وزير الخارجية اليمني، أبو بكر القربي، وهو قيادي كبير في حزب الرئيس السابق الشريك في الائتلاف الحاكم، إن محاولة اغتيال الوزير «جريمة سياسية بامتياز تهدف إلى خلط الأوراق وإثارة الفتنة.
ويرئس الوزير لجنة صياغة الدستور التي تقوم بعمل أساسي في إطار المرحلة الانتقالية في اليمن وهو صياغة دستور لدولة اتحادية من ستة أقاليم على أساس مقررات مؤتمر الحوار الوطني الذي اختتم مطلع 2014.
وسبق ان تم اغتيال اثنين من اعضاء هيئة الحوار الوطني، وهما من تيار المتمردين الحوثيين الشيعة.
وشغل الوزير عدة مناصب وزارية في السابق خلال عهد الرئيس علي عبد الله صالح.
ويشهد اليمن موجة مستمرة من العنف والانفلات الامني، لاسيما العنف الناجم عن نشاط تنظيم القاعدة.
وفي حادث آخر، ذكرت مصادر أمنية وسكان لـ(الاتحاد) أن مسلحين، كانوا على متن سيارة، هاجموا في وقت مبكر أمس بأسلحة رشاشة وقنابل يدوية، أفراد نقطة تفتيش تابعة لقوات الأمن الخاصة ومتمركزة في منطقة «بروم» عند المدخل الغربي لمدينة المكلا.
وأفادت وكالة الأنباء اليمنية ، نقلا عن مصدر أمني، بمصرع خمسة جنود وإصابة اثنين بهجوم «إرهابي» استهدف نقطة التفتيش الأمنية في «بروم». وبحسب مصدر أمني محلي، فإن ثلاثة من الجنود القتلى لقوا حتفهم بانفجار قنابل ألقاها المهاجمون على سكن صغير خاص بأفراد النقطة الأمنية.
وذكر سكان محليون أن صيحات «الله أكبر» تعالت بشكل كبير بعد سيطرة المسلحين على مركز الشرطة، مشيرين إلى أن تعزيزات أمنية وعسكرية وصلت لاحقا وفرضت طوقا أمنيا مشددا.
ولفتوا إلى أن بعض المهاجمين سألوا عن أماكن وجود مسؤولين أمنيين من بينهم رئيس الشرطة في منطقة «بروم». ويعد هذا الهجوم، الرابع على حواجز أمنية وعسكرية في حضرموت منذ بداية يناير، بعد مقتل 38 من أفراد قوات الأمن في هجومين لمتشددين في بلدتي «شبام» و«الريدة» أواخر يناير ومارس الماضيين.
وشيعت جثامين الضابط والجنود الأربعة في صنعاء بموكب جنائزي عسكري تقدمه مسؤولون كبار في وزارة الدفاع وأقارب وزملاء الضحايا. وطالب المشيعون بملاحقة ومتابعة كل من يثبت تورطه في ارتكاب تلك الأعمال الإجرامية أو من تعاون معهم».
وتشكل حضرموت بحقولها النفطية وموقعها المطل على بحر العرب هدفا استراتيجيا لضربات ما يسمى «تنظيم القاعدة في جزيرة العرب».
وكثفت الولايات المتحدة هجماتها بطائرات من دون طيار على المتشددين في اليمن منذ انتخاب عبدربه منصور هادي رئيسا انتقاليا أواخر فبراير 2012 خلفا لعلي عبدالله صالح. ونفت وزارة الدفاع اليمنية، أمس، تقارير صحيفة محلية تحدثت عن موافقة صنعاء على توسيع نطاق الضربات الأميركية في البلاد وذلك خلال مباحثات أخيرة لوزير الدفاع، اللواء ركن محمد ناصر أحمد، مع مسؤولين أميركيين في واشنطن. وقال المصدر إن تلك التقارير «مجرد أكاذيب دأبت عليها بعض وسائل الإعلام التي اعتادت تزوير الحقائق. كما نفى مصدر بوزارة الدفاع للصحف أمس، احتجاز الجيش 8 جنود من اللواء 115 مشاة يشتبه بانتمائهم للقاعدة.
عدد اليوم
