انتقد أولياء أمور طلاب في مدارس الشارقة غياب دور المقاصف المدرسية في تكوين ثقافة وأنماط غذائية سليمة لدى أبنائهم، مطالبين بالتركيز على ضرورة تطويرها باعتبارها تفتقر إلى المقومات الغذائية السليمة، في وقت أعلنت فيه وزارة التربية والتعليم نيتها تطبيق نظام جديد للتغذية المدرسية، تتولى من خلاله مهمة تحسين جودة الوجبات الغذائية في المدارس الحكومية والخاصة بميزانية تقدر بـ 90 مليون درهم سنويا.
وطرحت الوزارة على المناطق التعليمية وبالتعاون مع المركز العلمي لتطوير الرياضة المدرسية، استمارة تهدف إلى تحديد نوعية الوجبات الغذائية المفضلة لدى الطلبة، والوقوف على واقع المقاصف المدرسية في الدولة. وقالت فاطمة الزرعوني، ولية أمر طالب في الصف السابع، إن ابنها يعشق المأكولات السريعة، وإنه يصر على تناولها رغم رفضها شراء هذا النوع من الأطعمة، معربة عن أملها في أن يلعب المقصف المدرسي دوره الحقيقي في تغيير النمط الغذائي لدى الطلاب.
وأكد عدد من مدراء المدارس الحكومية والخاصة أهمية الوجبة الصحية المتكاملة لطلبة المدارس، بحيث تشتمل على 30% من الاحتياجات والعناصر الغذائية التي يحتاجها الطالب خلال يومه الدراسي، مشددين على أهمية التركيز على الغذاء الصحي في المدرسة والمنزل، في ظل ارتفاع واضح في أعداد الطلبة المصابين بالسمنة المفرطة.
من جانبه قال خلفان الرويمة مدير ثانوية الخليج العربي، إن المدرسة تعتمد على التعاون مع موردين لإعداد “ساندويشات” وتقديم عصائر صحية للطلبة، رغم قلة الإقبال من قبل الطلاب لافتا إلى أهمية تغير أنماط الغذاء لديهم.
وأضاف أن المشكلة لا تكمن في أحيان كثيرة في المقصف المدرسي، بقدر ما ترجع إلى الطالب نفسه وتوجهه نحو نمط غذائي معين، غالبا ما يكون بعيدا عن الغذاء الصحي، حيث يلاحظ بصفة عامة رغبة الطلاب الشديدة تجاه الوجبات السريعة والمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة، وانعدام الرغبة لديهم في تناول أي غذاء صحي، مطالبا بضرورة تثقيف الطالب صحيا، وتضمين المناهج المزيد من المواضيع التي تتناول الصحة الغذائية وخطورة تناول الأغذية السريعة على صحة الإنسان.
وأكد مصطفى موسى مدير مدارس المعرفة الخاصة، حرص المدرسة على المنظومة الغذائية للطلبة، مشيرا إلى متابعة الإدارة الدائمة لأداء العاملين في المقصف المدرسي، ومدى تطبيقهم للاشتراطات اللازمة، والاطلاع على محتوياته وما يقدمه من مأكولات ومشروبات.
وكانت بلدية الشارقة قد سجلت بعض المخالفات في عدد من المدارس، في ظل خضوع المقاصف المدرسية لرقابتها، وذلك خلال الزيارات الدورية التي نفذتها للمدارس بهدف الاطلاع على مدى التزامها بشروط العمل في المقاصف ونوعية الأغذية التي توفرها للطلبة.
وقال المهندس سلطان المعلا مدير عام البلدية إن قضية المقاصف المدرسية تندرج ضمن مهام البلدية من حيث الرقابة الصحية، منوها إلى أن قسم رقابة الأغذية في بلدية الشارقة يقوم بأخذ عينات من الأطعمة من المقاصف وبصورة دورية، كما أن مفتشي البلدية يستجيبون لأي شكوى ترد بحقها ويتوجهون على الفور لأخذ عينات لإخضاعها للفحص المخبري، حيث تتم في حال وجود نتائج سلبية مخاطبة إدارة منطقة الشارقة التعليمية للتوقف عن التعامل مع الكافيتريا التي تورد الأغذية حفاظا على صحة وسلامة الطلبة.
وأشار المعلا إلى أن البلدية تتخذ الإجراءات اللازمة في مثل هذه الحالات، حيث يتم منح المقصف فرصة لتحسين أدائه، وفي حال عدم إزالة المخالفات تفرض عليه عقوبات رادعة تتمثل في الغرامات التي تبدأ من 500 درهم وقد تصل إلى مليون درهم وفق حجم المخالفة، كما تصل أحيانا حد الإغلاق.
شروط الأغذية الصحية في المقاصف
أوضح المهندس سلطان المعلا مدير عام بلدية الشارقة أن عملية تقييم الجمعيات التعاونية المدرسية ترتكز على حزمة معايير صحية، في مقدمتها خلو الأطعمة من البهارات الحارة، وقلة الأملاح، وخلو الأغذية من الأصباغ الكيماوية، كما تشدد أيضا على أن تكون الأغذية قليلة الدسم، وعلى تجنب المشروبات المضاف إليها أصباغ كيماوية، وأن لا تقل نسبة تركيز العصير عن 30%، إلى جانب سلامة تاريخ الصلاحية، وعدم تجميد الأغذية وإعادة إذابتها، وتخزين الأغذية بطرق سليمة في مكان صالح لذلك، وتعبئة المادة الغذائية بشكل صحيح.
وتشمل قائمة الأغذية غير المسموح بها في مقاصف المدارس جميع أنواع “الشيبس”، والمشروبات الغازية وجميع أنواع المشروبات المضاف إليها مواد كيماوية، وأنواع السكاكر والعلكة.
عدد اليوم
