الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خان الزيت بورصة وفندق منذ القرن الرابع عشر

خان الزيت بورصة وفندق منذ القرن الرابع عشر
26 سبتمبر 2009 01:22
لعبت الخانات في فلسطين عامة دوراً مهماً كمحطات تجارية مهمة، فكانت تتخطى دورها كسوق تجاري لعقد الصفقات التجارية، وتبادل السلع كبورصة بل تعدته لتأخذ دور الفندق لاستراحة المسافرين والتجار. وتميزت بأسلوب ونمط عمراني جاء على أثره إنشاؤها على طابقين: الأسفل أو الأرضي بمثابة إسطبل للحيوانات، وعقد وإبرام الاتفاقيات التجارية وتبادل السلع، والطابق العلوي للنوم والاستراحة. وقد غصت مدينة غزة بالعديد من هذه الخانات وفق ما جاء في الدفتر العثماني في الفترة الزمنية من عام 522 لعام 1549م خان الدباغة، وخان الطباعة، وخان الكتان، وخان الجبالين، وخان حكر التفاح. كما ظهر على خريطة رسمت في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي كل من خان المعارف وخان السبيل وخان الغلة وخان الكتان وخان الزيت وخان أبي النصر، وجميعها اندثرت ولم يبق منها أثر وقد كانت داخل سور المدينة القديمة. أما خارج سور المدينة ونتيجة للتوسع العمراني والازدهار الاقتصادي فقد أنشئت بعض الخانات خارج سور المدينة منها (خان الطيب) و(خان التركماني) وهو ضمن أوقاف مدرسة (السلطان قايتباي) بالقدس الشريف بتاريخ سنة 877هـ وكان يقع في مكان ما بحي الشجاعية ونظرا لاندثارها جميعا بحيث لم يبق منها ماثلا سوى خان الزيت في قلب مدينة غزة وكان جزء من مجمع عمراني يقع للجنوب مباشرة من (سوق القيسارية) وكان متصلا بها بعقد مثمن مازال حتى الآن بحيث يصل لباب الخان الرئيسي والذي وصفه بيكر بأنه مدخل جميل. ولما كان هذا الخان والقيسارية والجامع العمري الكبير تمثل وحدة بنائية متصلة، فقد أضفت على قلب المدينة ومركزها طابعا جميلا لذا ربما كان بناء الخان يعود لنفس الفترة في منتصف القرن الرابع عشر الميلادي 1329 - 1350م خاصة وقد كان يطلق عليه (البيمارستان الناصري) نسبة للسلطان الناصر ابن السلطان الملك المنصور قلاوون. الخان الباقي يأخذ خان الزيت شكل المستطيل غير المنتظم بحيث يصل طوله لنحو 34 مترا من الشرق للغرب وبعرض 22 مترا من الشمال للجنوب وهو مبني على هيئة طابقين بهما غرف سفلية وعلوية تحفها من الأمام إيوانات. ويمثل الطابق السفلي إسطبلات ومخازن ومزاود للحيوانات في حين يوجد في الطابق العلوي غرف للراحة والنوم وهي بالتالي أشبه بفندق في وقتنا الحالي. وكان للخان بوابتان ويقال ثلاث بوابات رئيسية منها تلك الواقعة عند جداره الشمالي قبالة القيسارية والثانية تقع في الجدار الغربي المقابل لشارع الشيخ عطية (شارع حمام السمرة)، وقد جاء ذكر خان الزيت في عام 1841م على لسان بعض الرحالة دون أن يحدد موقعه قائلاً بأنه دخل مدينة غزة في يوليو سنة 1841م ورأى خاناً فناؤه واسع وبه رجال يقفون أسفل إيوانات تحيط بالفناء من جميع الجهات. وممن زاروا الخان الرحالة المسلم الشيخ مصطفى أسعد اللقيمي الدمياطي، وأقام به ليلة الميلاد 1730م وقد وصف فيها ما حاق بالمدينة من خراب ودمار من رهط الأعراب. وفي الحرب العالمية الأولى هدمت قنابل الحلفاء من غرفه، ومن قبلها أزال جمال باشا أجزاء منه على أثر فتح شارع سمي باسمه جمال باشا وهو شارع عمر المختار حاليا وهو من أكبر شوارع غزة. ولم يبق منه سوى بعض الغرف السفلية والعلوية خاصة في جهته الغربية حتى الخمسين الأخيرة من القرن العشرين، وبعدها وفي بداية الستينات تم هدمه. وقد أوقفت لهذا الخان العديد من المزارع والقرى الفلسطينية خاصة أيام السلطان الملك الناصر قلاوون وابنه فيما بعد عندما كان بيمارستان وفي أواخر أيامه كان وقفا لـ(آل رضوان) ثم قاموا ببيع أراضيه عندما تم حل وقفه.
المصدر: فلسطين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©