الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

واشنطن وأميركا اللاتينية... لا جديد!

1 ابريل 2011 23:04
بالنسبة لرجل يفخر باتخاذه "خطوات غير مسبوقـة" في محاولة للتخفيف من حـدة خمسـة عقـود مـن التوتـر مـع كوبـا، لم يبـدُ الرئيـس الأميركـي أوبامـا تواقـاً للقيـام بمبادرات تجاه النظام العسكري الكوبي عندما حاورته الثلاثاء الماضي. فلسان حاله كان يقول: "الكرة في ميدانك الآن، يا كوبا". أوباما، الذي تحدث طويلاً حول مواضيع مختلفة من التوتر مع فنزويلا والأرجنتين إلى اتفاقيتي التجارة الحرة المعلقتين مع باناما وكولومبيا، قال إنه قام ببعض من أهم التغييرات في السياسة الأميركية تجاه كوبا منذ عقود، لكن القيادة الكوبية لم ترد على ذلك بالمثل. وفي هذا الإطار قال أوباما: "لقد وسعنا التحويلات المالية، ووسعنا السفر، وبعثنا بإشارة قوية إلى الشعب الكوبي"، مضيفا: "والحق أن الحكومة الكوبية قامت باتخاذ بعض التدابير بخصوص الإفراج عن المعتقلين السياسيين وخطت بعض الخطوات نحو اقتصاد السوق، لكننا لم نر تتمة كافية لذلك مثلما كنا نريد". كما قال أوباما إن على السلطات الكوبية أن تتخذ بعض "الخطوات الهامة"، لكنه لم يكن دقيقاً عندما سألتُه بشأن الحد الأدنى من التدابير التي يتعين على كوبا أن تتخذها من أجل تحسين العلاقات بين البلدين. واللافت أيضا أن أوباما لم يأت على ذكر ألان جروس، المقاول الأميركي الذي حكم عليه بالسجن لخمس عشرة سنة هذا الشهر، بسبب إدخاله معدات هاتفية إلى كوبا، غير أن مسؤولين أميركيين آخرين طلبوا الإفراج الفوري عنه خلال الأيام الأخيرة. وحول اتفاقيتي التجارة الحرة المعلقتين مع كولومبيا وباناما، سألتُ أوباما حول ما إن كان يرى احتمالاً يفوق 50 في المئة ليحيلها إلى الكونجرس من أجل تصويت هذا العام. فقال: "لن أشير إلى رقم معين... لكني مهتم جداً بتمرير تينك الاتفاقيتين". وسألته: هل سيحدث ذلك هذا العام؟ ونعلم أن الجمهوريين يتهمونه بالتلكؤ والمماطلة بخصوص الاتفاقيتين بسبب مقاومة اتحادات عمالية أميركية سيحتاج أوباما إلى دعمها من أجل إعادة انتخابه العام المقبل، فقال: "إنني سأرسل فريقي إلى كولومبيا وباناما من أجل رؤية كيف يمكننا أن نحل أي خلافات عالقة بسرعة قبل أن نعرضهما على الكونجرس". لكن هل سيحدث ذلك هذا العام؟ ألححتُ من جديد. فأجاب قائلاً: "متى وضعت جدولاً زمنياً، فإن الناس سيشتكون إذا حدث ذلك حتى بعد أسبوع واحد على الموعد الذي حددته سلفاً، لذلك سأتجنب الإشارة إلى تاريخ معين". وهو ما يعني في اعتقادي أن أوباما غير مستعد لإنفاق رأسمال سياسي كبير على اتفاقيتي التجارة الحرة العالقتين مع أميركا اللاتينية، على الأقل ليس بعد. أما إذا لم يفعل ذلك هذا العام، فإنه من غير المرجح أن يقوم به خلال سنة انتخابية هي 2012. وبخصوص بعض التقارير الإخبارية التي تفيد بأن فنزويلا تعمل على مساعدة إيران سراً على الحصول على اليورانيوم، في انتهاك لقرارات مجلس الأمن الدولي الرامية إلى وقف برنامج إيران للأسلحة النووية، سألتُ أوباما حول ما إن كان قلقاً بشأن هذا الموضوع، وإلى أي مدى.؟ فقال لي: "إننا نأخذ مسألة حظر الانتشار النووي على محمل الجد... إنني لن أدلي بتصريحات جذرية حول هذه المواضيع، لكننا مهتمون بأن يتم احترام القانون الدولي والقرارات الدولية، ونحن حريصون على أن يتم احترامها". وشخصياً، أعتقد أن أوباما قد أُخبر من قبل كبار مساعديه بأن الادعاءات الأخيرة لبعض الجمهوريين الكبار في الكونجرس من أن فنزويلا تعمل على مساعدة إيران على الالتفاف حول العقوبات الأممية لبرنامجها النووي، إنما تحركها دوافع سياسية، وأنه لا يوجد دليل بعد يربط فنزويلا ببرنامج إيران للأسلحة النووية. أما بخصوص التوتر الدبلوماسي الأميركي الأخير مع الأرجنتين بسبب قرار حكومة هذا البلد الأميركي الجنوبي حجز معدات من طائرة شحن تابعة لسلاح الجو الأميركي، كانت قد حطت هناك من أجل مناورات مشتركة، فقد سألتُ أوباما ما إن كان المتحدث باسم البيت الأبيض قد بالغ في رد فعله عندما وصف الحادث بـ"الخطير"، وما إن كانت المشكلة برمتها قد حُلت أصلا، فأجاب قائلاً: "كلا، إنه خطير على اعتبار أن الأرجنتين تعتبر تاريخياً صديقاً وشريكاً للولايات المتحدة. لديهم الآن بعض من معداتنا الخاصة بالاتصالات، وليس ثمة سبب لكيلا يعيدوها إلينا. وفي المرة التي سألتقي فيها بالرئيسة كرشنر، سأقول لها: "هل يمكن أن نستعيد معداتنا؟". غير أن ذلك لن يلقي بظلاله على العلاقات الأميركية- الأرجنتينية". وفي تقديري، فإن أوباما ينظر إلى قرار الحكومة الأرجنتينية القاضي بحجز معدات أميركية باعتباره خطوة دعائية انتخابية فظة من قبل حكومة فيرنانديز دي كرشنر لاستغلال الشعور المعادي للولايات المتحدة في ذلك البلد استشرافاً لانتخابات هذا العام الرئاسية. أندريه أوبنهايمر - سان سالفادور ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي. إنترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©