صفقة رونالدينهو بين حلم بيرلسكوني ورهان البارسا

وصفت مجلة ''فرانس فوتبول'' الفرنسية صفقة انتقال النجم البرازيلي رونالدينهو نجم برشلونة السابق الى صفوف فريق ايه·سي·ميلان الإيطالي بأنها كانت أشبه بمباراة في ''البوكر'' انتهت بفوز الطرفين·· النادي اللومباردي والنجم البرازيلي·· ففي تحقيق على صفحتين للمجلة في عددها الأخير، تحدثت عن بعض البنود السرية للصفقة وقالت إن البارسا سيحصل بخلاف الـ15 مليون يورو على 4 ملايين يورو أخرى في حال صعود ميلان لدوري الأبطال الأوروبي العام القادم، و2,5 مليون يورو أخرى عن كل تأهل لدوري الأبطال خلال المواسم الثلاثة القادمة، واستدركت المجلة قائلة: إنه رهان قد لا يفوز به النادي الإسباني، أما الطلاينة - والكلام على لسان المجلة - فقد نجحوا في تحقيق حلم رئيس النادي سيلفيو بيرلسكوني وفازوا بالصفقة بسعر معقول جداً بالنسبة للاعب بهذا الوزن الثقل، يبلغ من العمر 28 سنة فقط، وهي أيضاً صفقة ممتازة للاعب نفسه بعد موسم بالغ الصعوبة في صفوف برشلونة·· وعلقت على ذلك قائلة: لقد قفز ''روني'' الى ناد كبير سيحصل فيه على راتب سنوي قدره 6,5 مليون يورو على 3 مواسم· نهاية سعيدة وقالت المجلة: باختصار·· سينسى الجميع أن هذه ''النهاية السعيدة'' للصفقة تطلبت مناورات من الجانبين، فمسؤولو ميلان الذين كانوا يحلمون برونالدينهو منذ مباراة الدور قبل النهائي لدوري الأبطال عام ،2006 كانوا قد حاولوا ضمه في الصيف الماضي وكانت قيمة الصفقة وقتها تفوق كثيراً هذا العقد الأخير، والشيء الوحيد الذي كان يخشاه مسؤولو برشلونة هو ردود فعل الجماهير في حالة رحيل هذا النجم الذي مازال معبود الجماهير في ستاد كامب نو معقل البارسا رغم تراجع مستواه كثيراً وابتعاده عن الملاعب أغلب فترات الموسم الماضي· وتساءلت المجلة الفرنسية قائلة: إذا كان خوان لابورتا رئيس برشلونة يردد دائماً منذ ذهاب رونالدينهو الى برشلونة عام 2003 أن هذا الساحر البرازيلي حوّل برشلونة من ناد خاسر الى ناد منتصر، ومن ناد حزين الى ناد ترتسم على شفتيه البسمة، فلماذا بعد مرور 5 سنوات سجل خلالها 92 هدفاً وأسهم في حصول الفريق على دوري الأبطال الأوروبي مرة والدوري الإسباني مرتين، دون أن ننسى جائزة الكرة الذهبية التي حصل عليها من المجلة وجائزة أحسن لاعب في العالم التي حصل عليها من الفيفا عام ،2005 لماذا يرحل رونالدينيو من برشلونة؟ وأجابت على التساؤل قائلة: إدارة برشلونة كانت ترغب على ما يبدو في محو موسمين من خيبة الأمل لم يفز فيهما الفريق بشيء ولهذا رأت أن تتخلص من بعض النجوم الذين باتوا مرفوضين في برشلونة مثل ديكو وايتو وبوجه خاص رونالدينهو، وقالت المجلة: رغم كل ذلك فقد خسر البارسا لاعباً قدم للفريق ولجماهيره أجمل لحظات المتعة والسعادة خلال السنوات الاخيرة·· والزمن وحده هو الذي سيقول كلمته وما اذا كان برشلونة قد سلك الطريق الصحيح وعقد صفقة ناجحة مع ميلان أم انه الخاسر الأكبر في هذه الصفقة· صفقة القرن واستمرت المجلة في تحليلها لهذه الصفقة التي تخص أحد أشهر نجوم كرة القدم خلال السنوات الخمس الأخيرة، فقالت متسائلة: ما الذي ينتظره فريق ميلان من رونالدينيو؟ وأجابت قائلة: في اقليم لومبارديا حيث يوجد نادي ايه·سي· ميلان كان الجميع مسؤولين وجماهير ولاعبين يتطلعون بشغف لوصول هذا النجم العالمي الكبير، بل انهم هناك في ميلان على قناعة تامة بأنهم حققوا ''صفقة القرن''، وأضافت المجلة قائلة: إن مسألة ابتعاد رونالدينيهو عن لياقته البدنية باتت ماضياً لا عودة اليه لأن هذا النجم البرازيلي كان حريصاً خلال الأسبوعين الأخيرين على التدريب بقوة مع معده البدني الخاص، وقد ظهر ذلك بوضوح للعيان عندما وصل رونالدينيو الى مركز التدريب الخاص بنادي ميلان، حيث بدا وقد فقد بضعة كيلوجرامات من وزنه· واستطردت المجلة تقول: إن كارلو انشيلوتي المدير الفني لفريق ميلان يعول كثيراً على مشاعر الثأر والانتقام داخل اللاعب حيث يريد أن يثبت للجميع - وبوجه خاص لمسؤولي برشلونة وجماهيره - انه لم ينته بعد وسيسعى لاسكات وإخراس ألسنة منتقديه في أقرب فرصة·· وأقرب فرصة هي دورة بكين للألعاب الأولمبية حيث وافق ناديه ميلان على ان يشارك رونالدينيو منتخب بلاده البرازيل في دورة كرة القدم بهذه الدورة وهو ما يعني ان النجم البرازيلي سيبتعد تماماً عن فترة الإعداد الخاصة بناديه قبل بداية الموسم، ولكن المجلة نقلت على لسان انشيلوتي قوله: ليس شيئاً خطيراً أن يبتعد رونالدينيو عن فترة إعداد الفريق طالما انه سيعوضها بالتدريب مع منتخب السامبا البرازيلي والمشاركة في عدد من المباريات معه في دورة بكين وهذا أمر جيد بالنسبة لمعنوياته ولرفع لياقته الذهنية والفنية، وأضاف انشيلوتي قائلاً: لا تنسوا ايضاً أن ميلان لن يلعب في دوري الأبطال الاوروبي موسم 2008/،2009 وإنما سيلعب في كأس الاتحاد الأوروبي فقط· ومضت المجلة الفرنسية تقول: هناك نقطة أخرى تثير القلق فيما يتعلق بإمكانية انسجام واندماج رونالدينيو مع مجموعة لاعبي ميلان وايضاً مع طرق اللعب والتكتيكات التي يلعب بها انشيلوتي، ولاسيما ان بعض لاعبي ميلان مثل جاتوزو وسيدورف على وجه الخصوص كانوا قد تحدثوا ببرود شديد عندما سألوا في الربيع الماضي عن رأيهم في احتمالات انتقال رونالدينيو لميلان، وقالوا وقتها: أولوياتنا نجدها في أي مكان، أما الخبير الكروي الشهير سيزار مالديني فقد أكد فيما يتعلق بانضمام روني للميلان قائلا: رونالدينيو بطل ونحن نرحب دائماً بالأبطال·· وعندما تكتمل لياقته البدنية سيعود مرة أخرى المهاجم الفذ الذي أثار إعجابنا جميعاً· وعلى المستوى التكتيكي تقول المجلة إن كارلو انشيلوتي لن يطرح الكثير من الاسئلة فهو يقول: روني سيلعب في المركز الذي سيجد نفسه فيه على راحته أكثر، وسيكون علينا ان نراعي عدم حدوث أي خلل في توازن الفريق، وإذا ما وافق الجميع على تقديم بعض التضحيات، فسوف نصل الى الوضع الأمثل· انتقالي انتصار كبير وبانضمام رونالدينيو لميلان - والكلام للمجلة - ستكون القوة الهجومية للفريق كبيرة جداً وتلك هي نقطة القوة في ميلان في شكله الجديد ''نيولوك''، ونقلت المجلة على لسان رونالدينيو قوله: أشعر وكأنني في بيتي هنا، ومجرد ارتدائي لفانلة ميلان هو انتصار كبير، وأنا سعيد بوصولي الى ميلان وأتمنى أن أنجح في رسم البسمة على شفاه الجميع هنا، وكان رونالدينيو قد قام باستعراض مهاراته الفردية العالية على أرض ملعب سان سيرو ليسعد الجماهير الغفيرة التي حضرت لاستقباله على أرض الملعب (اكثر من ثلاثين ألف متفرج)· وتقول المجلة ايضاً: في يوم واحد فقط تلقى نادي ميلان 5230 طلباً جديداً للاشتراك في النادي لموسم 2008/ ،2009 بينما بلغ عدد حاجزي التذاكر الموسمية للفريق طوال ثلاثة اسابيع 13 الفاً فقط، وهو رقم قياسي يحسدهم عليه جيرانهم في انتر ميلان· الخبراء فريقان ويبقى أن نقول إن خبراء الكرة والمراقبين في ايطاليا انقسموا الى فريقين فيما يتعلق بمستقبل النجم البرازيلي رونالدينيو، أحد الفريقين أكد أن روني سيعود افضل مما كان عليه وسيمحو تماماً آثار الموسمين الأخيرين وهما أسوأ موسمين لعب فيهما الكرة حيث لم يحقق شيئاً مع برشلونة·· والفريق الآخر يتوقع له نهاية مشابهة تماماً لمواطنه رونالدو، وأن ما بدر منه في آخر موسم مع برشلونة ما هو إلا بداية النهاية بعدما انغمس في طريق السهر والشرب واصطحاب الفتيات في الملاهي الليلية وهو ما أثر بشدة على مستواه الذي تراجع وأدى الى استبعاده من التشكيلة الأساسية لبرشلونة في أغلب فترات الموسم الماضي، ترى هل يثبت رونالدينيو انه قادر على العودة فعلاً أفضل مما كان في أوج توهجه في عامي 2005 و2006أم سيخيب آمال عشاقه ويسير في طريق النهاية ؟ دعونا ننتظر لنرى·