الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الانتخابات الهندية.. حملات على الطريقة الأميركية

8 ابريل 2014 23:36
آني جوين وراما لاكاشمي نيودلهي في صباح أحد أيام الأحد، انتشر المتطوعون للعمل مع حزب المعارضة الرئيسي في الهند في أحد المباني السكنية بالعاصمة. كانوا يطرقون الأبواب، مسترشدين بمجموعة من البيانات التحليلية الأكثر تطوراً حول الناخبين. وعندما ذكر لهم أحد الشباب أنه يفضل مرشح الحزب «ناريندا مودي» لتولي منصب رئيس الوزراء، انتفض المتطوعون يسألونه «هل تستخدم فيسبوك أو تويتر أو واتس آب للدردشة مع أصدقائك؟ نريد أن نرسل لك بعض النكات السياسية ومقاطع فيديو ورسائل لمودي لتداولها بين أصدقائك». وبدءاً من أمس الأول الاثنين، يتوجه الملايين إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات التي قد تطيح بالحزب الذي هيمن على الساحة السياسية في الهند على مدى عقود. كما يتجاوز الناخبون أولويات تقليدية مثل الطائفة والدين للتركيز على الفساد الحكومي والاقتصاد. ويختلف الناخبون الهنود تماماً اليوم مقارنة بما كانوا عليه قبل عقد من الزمان، عندما تولى ائتلاف رئيس الوزراء مانموهان سنج السلطة لأول مرة. فحوالي ثلثي الشعب ينتمون إلى فئة عمرية تقل عن 35 عاماً. كما أصبح الناخبون أكثر تحضراً واتصالاً عما قبل، إلى جانب زيادة دخل الفرد بشكل كبير. كما يشكل سكان المدن القادرون على التنقل نحو ثلث الناخبين. وللوصول إليهم، تتجاوز الأحزاب السياسية الحملات التقليدية، التي تمتلئ بأنصار المرشحين، حيث أصبحوا الآن يتبعون استراتيجيات الحملات الانتخابية على الطراز الأميركي. وتتميز هذه الحملات بحشد المتطوعين والوصول إلى الناخبين عبر وسائل التواصل الاجتماعي واستهداف المجموعات المختلفة مثل رجال الأعمال والطلاب والمتقاعدين الذين يعيشون في مجتمعات مغلقة. وتأمل الأحزاب في إشراك أعضاء الطبقة المتوسطة في الهند والآخذة في النمو، والتي ظلت في المنزل في الانتخابات السابقة بدلاً من الانتظار في طوابير طويلة فوضوية أمام مراكز الاقتراع. كما أن هناك أيضاً أساليب تتبع للوصول إلى الشباب الهندي. لقد زاد عدد الناخبين لأول مرة من 43 مليونا في 2009 إلى 101 مليون، من بين 814 مليونا ممن لهم حق الانتخاب، وفقاً للجنة الانتخابات في الهند. في الماضي، كان الناخبون يدلون بأصواتهم من خلال طوابير تصطف على أساس طبقي أو ديني أو عرقي، وفي بعض الأحيان كانوا ينفذون أوامر شيوخ القرية. وقد استفاد حزب المؤتمر الحاكم من ذلك، وأصبح له وجود قوي في الريف. يقول أحد الشباب: «لا أطيق صبراً. أشعر في بعض الأيام أنه لن يطرأ أي تغيير على أسلوبنا القديم في السياسة ورجالها، لكنني أشعر في أوقات أخرى أنه لا يزال بعض الأمل في الهند»، وأضاف «تافلين كوهلي» طالب علم نفس، «إن الوظائف مهمة بالنسبة لي، وكذلك أيضاً أساليب السياسة النظيفة. في هذه الانتخابات يشعر الكثير من أصدقائي بأن أصواتنا لها أهمية». ويبلغ عدد أتباع المرشح «مودي» على تويتر 3.66 مليون، كما تمكن “مودي” البالغ من العمر 63 عاماً، من اجتذاب أكثر من مليون متطوع لحملته، الأمر الذي يعد تطوراً في دولة يعتبر النشاط السياسي بها هو مهمة العاملين بالحزب، ويطلق عليهم الكوادر، كما يتقدم حزبه «بهاراتيا جاناتا» في معظم استطلاعات الرأي. وتعمل حملته على إبراز سجله كرئيس وزراء مؤيد لقطاع الأعمال، قادم من ولاية «جوجارات»، وتقلل من أوراق اعتماده كمواطن قومي هندوسي متحمس. ويحاول «مودي» الاستفادة من خيبة أمل المواطنين في الحكومة الحالية بسبب التباطؤ الاقتصادي. فقد بلغت نسبة النمو الاقتصادي 4 بالمائة فقط عام 2013، أقل من نصف النمو الذي تم تحقيقه في 2010. ويدير أتباع «مودي» غرف لصنع القرار في ثلاث مدن، مع وجود وسائل الإعلام الاجتماعية، وفرق لكتابة الخطب التي بإمكانها صقل الخطب التي يلقيها على فئات بعينها. في الهند، لا يستطيع المرشحون الوصول إلى بيانات الناخبين كما هو الحال في الولايات المتحدة. ولكن المحللين بحملة «مودي» أمضوا شهورا في إعداد قاعدة بيانات مع توفير معلومات من الدوائر الانتخابية الفردية خلال الانتخابات السابقة، والتي كان يتعين ترجمتها من عشرات اللغات لتحديد واستهداف الناخبين المحتملين. ومعظم المتطوعين«من الشباب والمختصين بالطبقة المتوسطة ممن يرغبون في المساهمة، لكنهم لن يبقوا مدى الحياة. لقد ألحقوا أنفسهم بنا لشهور قليلة» بحسب ما قال «أرفيند جوبتا» رئيس الحملة الرقمية لحزب «بهاراتيا جاناتا»، وتابع «لقد قمنا بدراسة استراتيجيات الحملة الانتخابية للرئيس أوباما، وراقبنا الانتخابات في أستراليا. إننا نأخذ أفضل الممارسات، ولكننا نستخدمها على الطراز الهندي». وفي أواخر العام الماضي، فاجأ حزب «عام آدمي» أو «الرجل العادي» الكثيرين بالنتائج القوية التي حصل عليها في انتخابات ولاية دلهي، بعد عام واحد من تأسيسه على أساس مكافحة الفساد. وقد عزا الكثيرون نجاحه إلى استخدام تكتيكات على طراز الرئيس أوباما فيما يتعلق بإشراك المتطوعين وجمع الأموال من صغار المتبرعين. وقد استطاع الحزب جمع ما يقرب من 3.5 مليون دولار تم تجميعها من مبالغ متواضعة لا تتعدى 10 روبية (17 سنتا).يقول «ديليب باندي»، الذي أشرف على حملة حزب عام آدمي «لقد كنا حركة اجتماعية قبل أن نصبح حزباً سياسياً. لقد تمكنا من إرساء معايير جديدة لتعبئة المتطوعين حول فكرة مكافحة الفساد. ويتوجه الناخبون إلى صناديق الاقتراع على مراحل، بدءا من أمس الأول الاثنين وتنتهي في 12 مايو. ويذكر أن حزب “المؤتمر” الذي يهيمن عليه أحفاد “جواهر لال نهرو”، أول رئيس وزراء للبلاد، قد تباطأ في تبني تكتيكات جديدة للحملة الانتخابية، حيث يصر منظموها على اتباع الأساليب التقليدية المتمثلة في خروج مسيرات بأعداد غفيرة وسفر المرشحين عبر القرى في سيارات مفتوحة يلوحون منها بأيديهم للناخبين. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©