السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جيل مضروب ...!!

8 ابريل 2014 23:33
الأولاد ما أن يدخلوا المنزل يرمون كل شيء في أيديهم، حقائبهم المدرسية، أحذيتهم، بقايا فسحتهم. ثم يصيح الصبي ذو العاشرة في وجه الخادمة الآسيوية، فتركض فزعة لتحضر كوب الماء لهذا الصبي، وهو في الواقع لا يريد ماء ، بقدر ما كان يريد أن يلقي أوامر ..!، هكذا جاء في مقدمة مقال على”مدونة أوراق إماراتية”، مضى كاتبها يدون فيها قائلاً: “المصيبة لا تحدث الآن، ولكنها تحدث بعد عشرين سنة من التبطح، تكون نتيجتها: بنت غير صالحة للزواج.. وولد غير صالح لتحمل أعباء الزواج هو الآخر.. لأنه ببساطة: غياب تحمل المسؤولية لمدة عشرين عاماً لا يمكن أن يتغير من خلالها الابن بسبب قرار الزواج، أو بسبب تغير سياسة المنزل، لأن هذه خصال وقدرات إذا لم تبن وتزرع مع الزمن فإنه من الصعوبة بمكان استعادتها. الانضباط ممارسة يومية لا يمكن أن تقرر أن تنضبط في عمر متأخرة لكي يحدث الانضباط. وبلا انضباط لا يمكن أن تستقيم حياة. بيل جيتس، أغنى رجل في العالم يملك 49 ألف مليون دولار، أي ما يعادل 180 ألف مليون ريال سعودي، ويعمل في منزله شخصان فقط ..! تخيلوا لو كان بيل جيتس خليجياً كم سيعمل في منزله من شغالة؟ 30، 40، ألفاً، أو أهل إندونيسيا كلهم!. أذكر أيام دراستي في أميركا أنني سكنت مع عائلة أميركية ثرية ولم يكونوا يأكلون في “ماكدونالد” إلا مرة واحدة في الشهر، وتحت إلحاح شديد من أولادهم، ولم يكن أولادهم يحصلون على مصروف إلا عن طريق العمل في شركة والدهم عن أجر بالساعة.. لا أحد «يبعزق» الدراهم على أولاده كأهل الخليج. الآن أجيال كثيرة في الخليج قادمة للزواج، والابن الفاضل سيتأفف من أول مشوار لزوجته الجديدة ثم تبدأ الشجارات الصغيرة والكبيرة التي تتطور وتصل للمحاكم وتنتهي بالطلاق، وهذا ما يفسر ارتفاع معدلات الطلاق في السنوات الأخيرة. في الخليج، يعيشون الحياة على طريقة «تتدبر»!، في المجتمع المدني يجب أن تدبر أمورك مبكراً، وفي أمور الحياة يجب أن تبذل عمرك كله.. الطفل الذي يرمي حقيبته بجانب أقرب جدار في المنزل سيدفع ثمن هذه اللامبالاة حينما يكبر ومن أصعب الأشياء تغيير الطبائع والسلوك. قولة: «تتدبر» هذه قد تصلح قديماً في زمن الغوص، وزمن الصحراء، والحياة في انتظار المطر، ولكنها لا تصلح للحياة المدنية التي تحتاج إلى انضباط ومنهج . وتدبير منا نحن في كل شؤون حياتنا منذ الدقيقة الأولى من المباراة!. الآن من نلوم على هذه اللامبالاة، هل نلوم النفط؟،أم الآباء أم الأمهات، أم الأولاد أم البنات؟ أم «تتدب»؟!!. عبدالرحمن الشهيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©