الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

2011.. عام التغيير ولكن!

1 يناير 2012
حصاد 2011 عربي ودولي




لا شك أن عام 2011 سيدخل كتاب التاريخ من أوسع الأبواب مسجلاً فصولاً جديدة لم يظهر فيها بعد إلا بداية السطور من تونس إلى مصر وليبيا واليمن وسوريا وغيرها، التي اهتزت بشعارات "الشعب يريد"، وانتهت إلى طريق بلا ملامح قد يحتاج سنوات قبل الحكم على تحقيقه "ما أراد".
في 14 يناير خلعت تونس رئيسها زين العابدين بن علي على وقع "ثورة" ضد صفعة لم تحدث من يد الشرطية فادية حمدي على بائع متجول يدعى محمد بوعزيزي، حولته الأحداث من منتحر حرقا إلى شهيد خلافا لمحرمات كل الأديان والشرائع السماوية.
لكن هل كان التغيير ينتظر بوعزيزي أو أنه كان فقط شرارة من خرج ثائرا يعبر عن حالة يأسه من أوضاع لا تطاق، أولها تفاقم البطالة وثانيها فساد السلطة والتوزيع غير العادل للثروات، وثالثها وأهمها انعدام الثقة بالنظام ووعوده التي لا تعلن إلا إذا تحرك الشارع وسالت الدماء ثم تتبخر وكأن شيئا لم يكن.
وحال ثوار تونس الذين تحدوا "الدولة البوليسية" الاكثر شهرة في القمع والاعتقال والنفي والقبضة الحديدية، كان حال من خرج للأسباب نفسها في أنحاء الوطن العربي. في مصر التي لم يثق ثوارها واكثرهم من الشباب بوعود الرئيس حسني مبارك وأصروا على تنحيه كنظام وليس كشخص، ومحاكمة كل المستفيدين بعهده من استغلال النفوذ والسلطة في جمع الثروات على حساب زيادة عدد الفقراء والجياع. وفي ليبيا التي كشفت قصور زعيمها معمر القذافي بعد سقوط باب العزيزية في طرابلس وقبل مقتله في سرت مدى الثراء الفاحش لأبنائه والمنتفعين من أزلامه، على حساب شعب مسكين بينهم من انتظر 20 عاما لإقامة مستشفى في بلد من أغنى بلاد العالم بالثروات.
ما الذي أخرج اليمنيين إلى الشوارع إلا الأسباب نفسها. ألم يكن الحزب الحاكم من اقر تشريع البرلمان أول العام بولاية علي عبدالله صالح رئيسا مدى الحياة؟. وما الذي أخرج السوريين للمناداة بالحرية لولا انعدام وجودها، وفقدانهم الثقة بنظام يربي الأجيال من صفوف التعليم الأولى على التأهب لمواجهة العدو الاسرائيلي الغاصب للأرض، بينما تدار فوهات المدافع بدلا من تحريرها إلى دك الآمنين في منازلهم لأنهم طالبوا باستعادة آدميتهم وحقهم في العيش كسواهم من بني البشر.
انه عام التغيير فعلا، لكن علامات الاستفهام بشأنه كثيرة أيضا، فالمستفيد الاول من 2011 بتغييراته كانت إسرائيل الماضية قضما بدولة فلسطينية لم يتبق منها الا الفتات الموزع بين وحدات المستوطنات.. المستفيد الاول كان مشروع الشرق الاوسط الكبير الذي طرح قبل أعوام ولم ينصت إليه أحد.
2011 فتح الطريق أمام أمل جديد للتغيير لكن دون افق محدد بعد، نأمل أن يكون للافضل، لا لتكرار نفس الأخطاء.. نأمل ان يكون للبناء لا للهدم.. نأمل ان يكون للهيكلة والتنظيم لا للفوضى.. نأمل أن يكون للعفو والمصالحة لا للثأر والانتقام.. نأمل ان يعيد احترام الإنسان لإخيه الإنسان.

عماد رياض المكاري
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©