أخيراً، عاد العين إلى "سكة" الانتصارات، من بوابة الوحدة، بعد غياب طويل امتد لأشهر طويلة، لتعرف الفرحة طريقها إلى "دار الزين"، وارتسمت الابتسامة على وجوه المنتمين إلى "قلعة البنفسج" التي صبرت على كل الظروف التي واجهها فريقها، وكتمت حزنها على ما وصل إليه حال فريقها الذي احتل المركز قبل الأخير في ترتيب الدوري، واكتفى بخمسة تعادلات وفوزين فقط، حققهما الفريق في أول جولتين على دبي والنصر، ثم دخل في "صيام" متواصل وصل إلى 209 أيام، وجمع خلال 14 جولة 11 نقطة فقط، جعلته يحتل المركز قبل الأخير، مما أصاب عشاقه ومحبيه بالدهشة والخوف من المصير المجهول.
وجاء الفرج ونثر "الزعيم" عبير "البنفسج" في سماء "المدينة الخضراء" بفوز مستحق على غريمه الوحدة في لقاء الجولة الـ15 لدوري المحترفين بهدفين بتوقيع البرازيلي إلياس، أحدهما من ركلة جزاء، تسبب فيها محمد الشحي الذي لم يكن بالفعل في يومه، كما تمنى عمر عبد الرحمن، في حديثه لـ"الاتحاد" في يوم المباراة نفسها، بعد أن عرقل "رجل المباراة الأول" علي الوهيبي داخل منطقة الجزاء، والذي شكل خطورة بالغة على الفريق الضيف في الجهة اليمنى، وأرهق الظهير الأيسر حسن أمين بانطلاقاته المتكررة وسرعته الفائقة، وسبب لدفاع الوحدة صداعاً دائماً، وكان كلمة السر في عودة العين إلى سابق عهده.
قدم العين مستوى فنياً طيباً نال به الفوز عن جدارة، وبذل لاعبوه جهداً كبيراً على مدار الشوطين، وكان الترابط واضحاً بين خطوط الفريق الثلاثة، وقلت الأخطاء خاصة في المنطقة الخلفية، وطبق لاعبو العين الخطة التي تدربوا عليها طوال الأيام التي سبقت اللقاء، بعد أن حفظوها عن ظهر قلب.
وتوج البرازيلي إلياس جهود وعطاء زملائه بهدفين ولا أحلى، وجاء الهدف الثاني لـ"الذكرى"، وهو هدف لن يسقط من ذاكرة العيناوية والوحداوية خاصة الحارس عادل الحوسني الذي بذل أقصى جهوده لمنعه من هز شباكه ولكن الكرة كانت أسرع من كل توقعاته.
برز كل نجوم العين في اللقاء، ولم يقصروا في واجباتهم، وقاتلوا بشجاعة، وهاجموا ودافعوا بقوة، إلا أن الروماني فالنتين كان الحلقة الأضعف في المنظومة "البنفسجية"، وبدا تائهاً وغير قادر على السيطرة على الكرة، ولم ينجح في استغلال الفرص التي حصل عليها داخل المنطقة وما أكثرها.
أما حال الوحدة فكان على النقيض تماماً، حيث اتسم الأداء بعدم التركيز وكثرت الأخطاء في التمرير والتسديد، وإبعاد الكرة من منطقة الخطر، وكان فرناندو بيانو "عالة" على الفريق، مثل الحاضر الغائب، ولم يقدم ربع مستواه المعروف، لدرجة أنه لم يسدد ولا كرة واحدة في اتجاه المرمى، بالرغم من الكرات العديدة التي هيأها له إسماعيل مطر وحسن أمين، بينما لعب محمد الشحي، وكذلك فهد مسعود وماجراو بعيدين عن مستواهم المعروف ليأتي الأداء غريباً لا يشبه أداء الوحدة الذي قدمه في مباراته الأخيرة أمام الجزيرة، وربما تأثر الفريق بغياب خمسة من عناصره وعلى رأسهم البرازيلي هوجو.
وأشاد البرازيلي ألكسندر جالو مدرب العين بالأداء المتميز الذي قدمه فريقه في المباراة والنتيجة الإيجابية، مؤكداً أن الفريق واصل الأداء الذي ظل يقدمه في جميع مبارياته الماضــية، إلا أن الفـارق الوحيد في لقاء الجولة 15، هو التوفيق في استغلال الفرص وتسجيل الأهداف، مما كفل له حصد النقاط كاملة.
وأبدى جالو سعادته البالغة بالفوز، الذي جاء في وقت صعب من الدوري، بعد أن ظهر الفريق في حالة طيبة، وكان أداؤه رائعاً في جميع الخطوط، كما أثنى على الدور الكبير الذي لعبته جماهير العين التي ساندت وآزرت اللاعبين بقوة على مدار الشوطين، مما ألهب حماسهم وضاعف من درجة تماسكهم لافتاً إلى أنهم واجهوا فريقاً كبيراً وقوياً.
وحول إشراك فالنتين ضمن التشكيلة الأساسية، وتغييره في وقت متأخر بالرغم من ضعف الأداء الذي قدمه، ومدى رضاه عن مستواه، قال جالو: لا نملك في الوقت الراهن مهاجماً يمكنه أن يحل مكان "فالي"، وهذه مباراته الثانية التي يخوضها مع العين، بعد أن لعب من قبل مع فريق الرديف أمام الشارقة، ومنحناه فرصة مواصلة اللعب أمس الأول، حتى يقدم كل ما عنده ويظهر مستواه المعروف، ويرفع من مستواه الفني، ومعدل لياقته البدنية ووجوده داخل المنطقة في "الكلاسيكو" كان يشغل مدافعي الوحدة.
وعن مدى تأثير هذا الفوز في نفوس اللاعبين وهم مقبلين على جولتين متتاليتين في دوري الأندية أبطال آسيا قال مدرب العين: بكل تأكيد الفوز في "الكلاسيكو" يعيد الثقة في نفوس اللاعبين، ويتوجب أن نحتفل بهذا الفوز، ولكن في حدود المعقول، وعلينا أن نغلق ملف الدوري سريعاً، ونطوي صفحته وأن نكون واقعيين ونفتح صفحة البطولة الآسيوية، ونبدأ التركيز بصورة أكبر في المرحلة المقبلة، حتى نتمكن من مواصلة النجاح، وأمامنا مباراتا جوانزهو وناجويا جرامبوس وهما صعبتان، خاصة مباراة ناجويا التي تحتاج إلى جهد كبير.
وفيما إذا كانت خطة اللعب قد تركزت في الجهة اليمنى التي لعب فيها علي الوهيبي أوضح جالو: قبل المباراة تابعت وشاهدت أكثر من لقاء بين الفريقين في أكثر من مناسبة، ولاحظت أن الجهة التي يتواجد فيها الوهيبي يشغلها لاعب قوي هو محمود خميس، لكنه لم يشارك، وبالفعل تفوق الوهيبي على ظهير أيسر الفريق الضيف "البديل" بسرعته الفائقة وانطلاقاته القوية مما مكن العين من السيطرة على مجريات اللعب.
وتحدث جالو عن لاعبه البرازيلي إلياس مؤكداً أنه في مرحلة التطوير والتعود على كرة الإمارات، ودائماً يحرص على حثه على الظهور الجيد والارتقاء بمستواه الفني.
وحول سؤاله إن كان غياب خمسة من لاعبي الوحدة من بينهم هوجو ساعد العين على الفوز قال: إذا كان الوحدة قد لعب بدون خمسة من عناصره، فإن العين فقد أيضاً ثلاثة لاعبين هم هزاع سالم وفوزي فايز وهداف عبد الله العامري، ولم نلعب أمام لاعبين بعينهم، بل واجهنا الوحدة بغض النظر عن الأسماء التي دفع بها مدربه، وهو فريق كبير ولذلك أقول إن العين لم يكسب بسبب غياب خماسي الوحدة ولكن بالعزيمة والإصرار والقتال المستميت والفوز تحقق أمام فريق كبير في قامة الوحدة.
الخروج من الأزمة
من ناحية أخرى عبر إلياس عن سعادته بالفوز، مشيراً إلى أن النتيجة تعكس رغبة اللاعبين في تحسين موقعهم، والخروج من أزمة المركز قبل الأخير، وتعويض النتائج السابقة التي لم ترضي الجماهير، وأن الفوز له معطيات مهمة قبل التوجه إلى الصين. وقال إن فريقه قدم مستوى جيداً في المباريات الماضية، دون أن يكون ذلك مقروناً، بالنتائج الإيجابية المطلوبة، منوهاً إلى أن التفوق على الوحدة يمنحهم الثقة المطلوبة في المباريات المقبلة.
دعوة الجماهير بـ «البريد الإلكتروني»
العين (الاتحاد) ــ لعبت جماهير العين دوراً إيجابياً ومؤثراً في “الكلاسيكو”، وكان لها نصيب الأسد في عودة فريقها إلى طريق الانتصارات، بعد أن تخطى عددها 7 آلاف متفرج.
المشهد الجماهيري الذي غطى مساحة كبيرة من مدرجات ملعب القطارة لم يأت من فراغ، فقد سبق ذلك عمل كبير وتخطيط متواصل قبل اللقاء، حيث كان هناك لقاء مفتوح للشيخ عبدالله بن محمد بن خالد آل نهيان رئيس مجلس إدارة النادي اتسم بالشفافية والوضوح، والذي أكد لهم من خلاله أن أبواب العين مفتوحة لتوصيل صوتهم وآرائهم وأفكارهم وملاحظاتهم لأي عضو في المجلس. كما أن الشيخ عبدالله بن محمد قام بتوزيع كل أدوات التشجيع لجماهير العين قبل المباراة. وأكد عبيد الظاهري رئيس جمعية جماهير العين بأن عدد الحضور الجماهيري سوف يتضاعف عندما يخوض العين نهائي كأس الرابطة أمام الشباب. ومن ضمن العمل المضني الذي سبق لقاء الوحدة طباعة ملصقات كبيرة ووضعها على مداخل وواجهات أكبر المحلات التجارية والدوائر الحكومية بمدينة العين تدعو الجميع للتوجه إلى ملعب القطارة ومساندة العين بجانب الدعوة التي وجهتها بلدية العين من خلال موقعها الإلكتروني الرسمي، مما أدى إلى حضور ما لا يقل عن 70 % من موظفي البلدية من المواطنين والوافدين ووقوفهم خلف الفريق وتوزيع الدعوات الشخصية إلى عدد كبير من جماهير العين من غير دعوات كبار الشخصيات.
عدد اليوم
