مفاوضات التجارة العالمية تصطدم بصخرة دعم السلع الزراعية

اصطدمت مفاوضات التجارة العالمية التي انطلقت أمس الأول في جنيف مجدداً بعقبة دعم السلع الزراعية التي عطلت التوصل إلى اتفاق في جولة الدوحة من مفاوضات التجارة الحرة لنحو 7 سنوات· وقال مسؤول هندي كبير أمس: إن عرضا جديدا من الولايات المتحدة بخفض الدعم الذي تقدمه الحكومة الاميركية للسلع الزراعية إلى 15 مليار دولار غير جدي وإن من الضروري تقديم تخفيضات أكبر· وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه لرويترز إن رده الاولي هو أن العرض غير جدي، وأضاف أن السقف المقترح للدعم يبلغ مثلي المخصصات الفعلية الحالية للمزارعين الأميركيين والتي تبلغ نحو سبعة مليارات دولار في حين تطالب الولايات المتحدة الدول النامية بفتح أسواقها بتقديم تخفيضات حقيقية في الرسوم الجمركية الفعلية على الحاصلات الزراعية والسلع الصناعية· وفي وقت سابق أمس قالت الممثلة التجارية الاميركية سوزان شواب إن الولايات المتحدة مستعدة لخفض سقف الدعم الذي تقدمه للسلع الزراعية إلى 15 مليار دولار سنويا للمساعدة في تحقيق انفراجة في محادثات التجارة العالمية· لكنها أكدت أن هذا العرض رهن بتنازلات الشركاء الآخرين في المفاوضات لجهة دخول منتجات زراعية وصناعية الى الاسواق· وتعرضت الولايات المتحدة لضغوط شديدة لاعلان حد أقصى للدعم الذي تقدمه لمزارعيها من أجل تحقيق تقدم في جولة الدوحة من مفاوضات تحرير التجارة العالمية، وكانت شواب تتحدث للصحفيين في اليوم الثاني من محادثات تستمر أسبوعا في مقر المنظمة في جنيف لتحقيق تقدم بشأن العناصر الاساسية للاتفاق· وقال متحدث باسم منظمة التجارة العالمية إن المحادثات الرامية لتحقيق انفراجة في مفاوضات تحرير التجارة العالمية لم تسفر عن تطورات كبيرة حتى الآن لكن المباحثات ستبدأ التركيز على الحلول الممكنة· وقال المتحدث كيث روكويل إن المدير العام للمنظمة باسكال ''لامي ينوي الانتقال بعد ظهر اليوم (أمس) إلى عمل تفصيلي يدور حول نصوص بشأن الزراعة وفتح الاسواق للسلع غير الزراعية والبدء في بحث الحلول الممكنة للمشاكل المعلقة''· من جانبه أبدى الاتحاد الأوروبي استعداده لخفض الرسوم الجمركية على الواردات الزراعية خلال اجتماعات ممثلي الدول الاعضاء في منظمة التجارة العالمية الذين بدأوا اجتماعا مهما في جنيف أمس الأول في محاولة لإحياء جولة محادثات الدوحة المتعثرة بشأن تحرير التجارة العالمية والتي بدأت قبل سبع سنوات· وقال بيتر مندلسون المفوض التجاري الأوروبي في بداية اجتماعات جنيف إن الاتحاد الأوروبي أيضا مستعد لخفض الدعم الذي يقدمه للمزارعين الأوروبيين بمقدار 100 مليار يورو (160 مليار دولار)· وأضاف مندلسون أن الرسوم الجمركية على الواردات الزراعية ستخفض بنسبة 54% في حين قال بيتر باور المتحدث باسم مندلسون نفسه إن نسبة الخفض تزيد على 60%· ويتطلع الاتحاد الأوروبي إلى خطوة مماثلة من جانب الدول النامية الكبرى مثل الهند والصين فيما يتعلق بالرسوم الجمركية على السلع الصناعية والخدمات التي تصدرها الدول الصناعية· وقال مندلسون أمس الأول إن الاتحاد الأوروبي مستعد لإلغاء كل أشكال الدعم للصادرات الزراعية إذا تم التوصل إلى اتفاق بشأن تحرير التجارة العالمية في إطار جولة محادثات الدوحة المستمرة منذ نحو سبع سنوات· وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي سوف يسقط رسوما جمركية على وارداته الزراعية وغير الزراعية بقيمة تصل إلى تريليون يورو، وقال مندلسون إن التوصل إلى اتفاق في هذا الشأن سوف يكون مؤلما جدا بالنسبة للاتحاد الأوروبي· يأتي ذلك في اليوم الأول لاجتماعات منظمة التجارة العالمية بهدف إحياء جولة محادثات الدوحة· وتتركز المناقشات على تسوية أزمة بشأن الحواجز التي تعوق تجارة السلع الزراعية الصناعية في الاسوق العالمية بحلول نهاية الاسبوع· ويمثل فتح الاسواق أمام السلع الزراعية القادمة من الدول الأشد فقرا في العالم أحد أهم أهداف الاجتماع، وتدعو الدول النامية الكبرى مثل الصين والهند والبرازيل الدول الصناعية إلى خفض الرسوم الجمركية على المنتجات الزراعية· وفي المقابل تطالب الدول الصناعية بتسهيل دخول منتجاتها الصناعية مثل الماكينات والسيارات إلى أسواق تلك الدول· وكانت جولة محادثات الدوحة التي تحمل اسم العاصمة القطرية بدأت في نوفمبر عام 2001 ولكنها تعثرت منذ سنوات ويمكن كسر الجمود من خلال اتفاق بالإجماع بين الدول الـ 153 الأعضاء في منظمة التجارة العالمية·