السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحوثيــون.. تدمير الاقتصاد الهدف الأهم

الحوثيــون.. تدمير الاقتصاد الهدف الأهم
26 مايو 2017 21:58
حسن أنور (أبوظبي) خطوات كبيرة تلك التي يخطوها الانقلابيون في سبيل تدمير اليمن بعد انقلابهم على الشرعية، وتزايد الشعور باليأس والإحباط لديهم من إفلاتهم من جريمتهم التي يعاني منها الشعب اليمني كله. ولعل تدمير الاقتصاد هو المعضلة الأهم التي يواصل الانقلابيون العمل عليها بكل السبل. وفي هذا الإطار نجحت القبائل اليمنية في الكشف عن تفاصيل مؤامرة جديدة يضعها الحوثيون، وذلك بعد ضبطهم شاحنة تحمل أوراقاً نقدية جديدة كانت في طريقها إلى محافظة صعدة معقل الحوثيين. واستولى رجال قبائل في ضبط الشاحنة، وهي تحمل أوراقاً نقدية طبعة جديدة فئة خمسة آلاف ريال، كانت قادمة من محافظة حضرموت (شرق) عبر صحراء الجوف، ومتجهة إلى صعدة معقل الحوثيين. والجديد في هذه الضبطية أن الأوراق التي تم مصادرتها من فئة 5 آلاف ريال، غير موجودة ضمن فئات التداول في البلاد، حيث إن أعلى فئة هي ألف ريال، وهو ما يشير إلى أن الحوثيين كانوا يخططون للترويج لها في المناطق التي تخضع لسيطرتهم لمواجهة العجز في السيولة بعد نقل فرع البنك المركزي اليمني إلى عدن جنوبي البلاد. ومن المؤكد أن هذه الأوراق الجديدة طبعت خارج اليمن، في إطار محاولات قوى خارجية لدعم الحوثي وحلفائه للتغلب على الأزمة الاقتصادية التي تسبب فيها الانقلاب وتزايد حدة التذمر بين اليمنيين تجاه سياسات الانقلابيين، خاصة أن نسبة الفقر بين اليمنيين ارتفعت إلى أكثر من 60% من السكان، وبات نحو 16 مليون فرد يكابدون أوضاع الجوع والفقر. ولقد أجمع خبراء ومختصون اقتصاديون على أن سيطرة ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية على اليمن أدت إلى تدهور الاقتصاد وتدميره بشكل ممنهج من خلال السياسات الخاطئة التي يتم تنفيذها عبر منهج مماثل يتم استخدامه من قبل الحرس الثوري الإيراني، والتي أوصلت اليمنيين إلى المجاعة الحقيقية. ومن بين المؤشرات على سير الحوثيين وحليفهم المخلوع صالح في طريق تدمير الاقتصاد اليمني الأسواق السوداء التي أنشأتها الميليشيات بصورة ممنهجة، فضلاً عن تبني النهج الإيراني بوجوب تحصيل الخمس، وحيث إنهم لم يستطيعوا الحصول عليه علناً، فقد فرضوا أنواعاً من الجبايات على جميع قطاعات الدولة، فضلاً عن انتشار عصابات سرقة المشتقات النفطية وبيعها في السوق السوداء وأيضاً عبر الاستنزاف الممنهج لاحتياطيات النقد الأجنبي والدعم المخصص للمشتقات النفطية، واعتماد المجهود الحربي وسيلة جباية لتمويل المليشيات الحوثية والعبث الشامل بإيرادات الدولة. ويمكن القول إن الانقلاب أثر بشكل سلبي ومباشر على انهيار العملة الوطنية وارتفاع معدلات التضخم وعلى القطاعات الاقتصادية والخدمات الاجتماعية وشبكات الأمان الاجتماعي ومخصصات الفقراء، خاصة أن الإحصاءات والأرقام تؤكد أن حجم الأضرار والانهيارات التي خلفها الانقلاب في كل مجالات الحياة اليمنية كبيرة للغاية، وأن ذلك كله أدى إلى ارتفاع معدلات الفقر والبطالة وسوء التغذية ودخول اليمن نفق المجاعة وهاوية الفشل الشامل على مختلف الأصعدة. مجزرة جديدة في تعز تواصل الميليشيات الانقلابية عمليات القصف الوحشية للأحياء السكنية في مدينة تعز بمختلف الأسلحة، موقعة عشرات القتلى والجرحى في صفوف المدنيين. وجاءت العمليات الأخيرة بقصف تعز بينما كان المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، يواصل جهوده من أجل استئناف مشاورات السلام. ومن الواضح أن المجازر التي يقوم بها الحوثيون واستهدافهم المدنيين في تعز يعكس رغبة الحوثيين في قطع الطريق أمام أي فرص لحل الأزمة اليمنية سلمياً، خاصة أنه كانت هناك تقارير تتحدث عن إمكانية الإعلان عن هدنة خلال شهر رمضان الكريم لاستكمال طريق المشاورات، وأن يكون فرصة لإدخال المساعدات للمناطق التي تواجه مخاطر المجاعة وأيضاً تلك التي تعاني من انتشار وباء الكوليرا. غير أن الملاحظ أن عمليات القصف الهستيرية لميليشيات الحوثي في تعز جاءت أيضاً في وقت تتزايد فيه استعدادات الشرعية للسيطرة على الحديدة، ويبدو أن عمليات القصف من جانب الحوثيين في المدينة محاولة يائسة من جانب الانقلابيين لفتح بؤرة في تعز، وإظهار أن لديهم القدرة على تحقيق نصر قد يمنع الشرعية والتحالف العربي المساند لها من المضي باتجاه تحرير الحديدة. الخطف والقتل ممارسة حوثية عمليات قتل وخطف تتبناها عصابات الحوثيين في اليمن منذ تمردهم وانقلابهم على الشرعية ومعهم حليفهم المخلوع صالح. وآخر هذه الجرائم قيام المسلحين الحوثيين في نهاية الأسبوع الماضي بخطف عدد من اليمنيين ممن حاولوا إبداء رفضهم للسياسات التي يتباها الانقلابيون في صنعاء. فقد قام المسلحون الحوثيون باختطاف أي شخص يحاول إظهار رفضه لسياساتهم، بل وقاموا بضرب عدد من اليمنيين أولًا قبل اختطافهم ونقلهم إلى أماكن غير معلومة. كما تعرضت مجموعة من اليمنيات للاختطاف أيضاً بعد أن شاركن في وقفة احتجاجية في صنعاء على الأوضاع الاقتصادية التي تشهدها العاصمة اليمنية من جراء انقلاب الحوثيين على الشرعية. وضمن جرائم مليشيات الانقلاب الممنهجة ضد المدنيين وتعذيب المختطفين في سجونها، لقي أحد شباب مدينة إب والذي اختطفه الحوثيون قبل فترة حتفه نتيجة تعرضه للتعذيب خلال احتجازه في أحد سجون الحوثيين. وقالت أسرة الشاب «صلاح الورافي» إنه تعرض للتعذيب الممنهج في سجون الميليشيات منذ اختطافه من حارة الراكزة بمدينة إب القديمة قبل أكثر من عام ونصف، لرفضه الإدلاء بأكاذيب وتهم وجهتها المليشيات له ولشباب آخرين في المدينة. وتزايدت مخاوف أبناء مدينة إب القديمة وأمهات مختطفين كثر من أقدام المليشيات على تصفية أبنائهم تحت التعذيب ومن ثم تدعي المليشيات أنهم انتحروا، أو تختلق روايات مكذوبة للتغطية على حقيقته تعذيبهم وقتلهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©