الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كواليس أحلام عن العراق في فيلم وثائقي

22 يوليو 2008 00:54
يبدأ محمد الدراجي فيلمه الوثائقي ''حرب·حب·رب· وجنون'' بتوثيق دخوله إلى العراق عام 2004 لتصوير فيلمه الروائي الطويل ''أحلام'' عن العراق، حين كانت القوات الأميركية تشن هجوماً على ميليشيا جيش المهدي التابعة للزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر· وانتهى الدراجي من إنجاز فيلمه الروائي الأول الذي شارك في عشرات المهرجانات حول العالم ونال كثيراً من الجوائز· لكن الذين شاهدوا الفيلم لا يعرفون كيف تم تصويره أو اختيار بطلته أو مصير صناعه· وشكلت الخلفيات والقصص والصعوبات الخاصة بتصوير فيلم ''أحلام'' مادة الفيلم الوثائقي الجديد ''حرب·حب·رب· وجنون''، لكنها مادة مراوغة تبدو كأنها تحكي عن الفيلم لكنها تعطي المشاهد فكرة عن أحوال العراق في لحظة حرجة أودت بحياة كثيرين وكادت تقضي على المخرج الذي فقد بعض أهله وأصدقائه موتاً أو صمتاً أو هجرة· وشارك الفيلم في مسابقة ''أفلام برنامج التسامح'' ضمن أنشطة مهرجان ''أوشيان سيني فان للسينما الآسيوية والعربية'' الذي اختتم دورته العاشرة هذا الأسبوع في العاصمة الهندية· ويعد الفيلم ومدته 72 دقيقة وثيقة تبدو محايدة عن الفراغ السياسي والأمني والقتل المجاني في بلد عاد إليه المخرج وهو يحلم بجنة الديمقراطية بعد أن اغتصبته الدكتاتورية في زمن الرئيس السابق صدام حسين، فإذا به يفاجأ بأن العراق أصبح كابوسا لا يحتمل بعد زوال الدكتاتورية، إذ أصبح مستباحا لقوات الاحتلال الأميركية وأطراف داخلية متعددة جعلت من العراقيين أكبر جالية في العالم، كما أصبحوا بسبب العنف الطائفي لاجئين في بلادهم· وقال الدراجي إن حياة الناس كلها تدور حول ثلاثة حروف تشكل كلمة ''حرب'' فإذا حذف حرف الراء فهي ''حب'' وإذا حذف حرف الحاء تصير رب وبين هذه الحالات فالناس يعيشون حالة من الجنون· وبدافع العشق للسينما والحياة يحاول الدراجي الحصول على تصاريح لتصوير فيلمه ''أحلام'' لكن عقبات كثيرة كانت في انتظاره منها رفض كثيرات القيام بدور البطولة خوفاً من المسلحين الذين سيرون بالطبع سيارات التصوير في الشارع ولا يأمن أحد هجماتهم· ويتعرض فريق الفيلم للموت أثناء التصوير، إذ تطلق عليهم نيران مجهولة، كما تقوم مروحيات بالتحليق في الصحراء خارج مدينة بغداد، حيث يصورون بعض المشاهد فيضطر المخرج لمخاطبة قائد الطائرة بأن يكتب فوق الرمال بحروف إنجليزية كبيرة ''عزيزي قائد الطائرة، نحن مسالمون، نصور فيلما عن العراق، لا تطلقوا علينا النار''· ويسجل الفيلم اللحظة العبثية التي يعيش فيها العراق حالياً ولا يعرف في دخان معاركها العدو من الصديق، إذ يسخر الفيلم بمرارة من هذه الصورة الغائمة قائلاً ''الأميركان يستهدفوننا والأمن الوطني ''العراقي'' يستهدفنا والمقاومة تستهدفنا''· وكانت مصائر فريق الفيلم من ممثلين ومصورين مأساوية، فالدراجي فقد أخاه الذي تعرض للقتل، وبشير أصبح لاجئا في وطنه بسبب العنف الطائفي، والممثل بشار قتل قبل عرض الفيلم بسبب العنف الطائفي ومنتظر منتج الفيلم تلقى علاجاً نفسياً· وينتهي الفيلم بتسجيل ''أن 30 في المئة من العراقيين هربوا من العراق طلبا للأمان وأصبح كثيرون لاجئين في وطنهم ليبقى سؤال الفيلم مطروحاً، من المسؤول ولماذا بعد أن ظنوا أن مشكلات بلادهم ستنتهي بزوال الدكتاتورية فإذا بالبلاد تتحول إلى ساحات حرب''·
المصدر: نيودلهي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©