السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

مدرجات «يورو 2016» تحتضن الرؤساء والملوك والأمراء

مدرجات «يورو 2016» تحتضن الرؤساء والملوك والأمراء
11 يوليو 2016 11:47
محمد حامد (دبي) مجدداً طغى مشهد حضور الرؤساء والملوك والأمراء على ملاعب كرة القدم، حيث يتحرر رؤساء الدول وملوكها من البروتوكولات ومشاكل وهموم السياسة، بل يصبحون في وضعية مثالية للاقتراب من الجماهير ومشاركتهم في لحظات دعم ومساندة منتخب الوطن تماماً كما حدث في نهائيات يورو 2016 حيث كان الحضور السياسي في المدرجات لافتاً من غالبية رؤساء وملوك وأمراء القارة العجوز. فقد حرص الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند على حضور المباريات، وظهر مرتدياً شعارات فرنسا، وعلى الرغم من الهواجس الأمنية الكبيرة في البطولة فإنه التقط صوراً مع الجماهير واقترب منهم وشاركهم لحظات الانفعال طوال مشوار البطولة، ليصبح واحداً من آلاف المشجعين في المدرجات. وتحدث أولاند على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في وارسو، وهي القمة التي تزامنت مع البطولة، عن معنويات الشعب الفرنسي وارتباطها بأداء المنتخب في بطولة أمم أوروبا، مما يؤكد إدراكه التام لتأثير الساحرة في مزاج الشعب الفرنسي وغيره من الشعوب، خاصة حينما يتعلق الأمر بمنتخب الوطن. كاميرون وويلز أما رجال السياسة الإنجليز فقد كان لهم حضور لافت في يورو 2016، وعلى رأسهم رئيس الوزراء ديفيد كاميرون الذي لم يتردد في دعم جميع المنتخبات التي تمثل بريطانيا في البطولة، حيث كان الحضور البريطاني لافتاً بوجود إنجلترا وويلز وأيرلندا الشمالية، وأيرلندا، وكان من اللافت أن كاميرون ظل يدعم المنتخب الويلزي حتى النهاية على الرغم من الخروج المبكر للمنتخب الإنجليزي. فقد غرد كاميرون عقب تجاوز ويلز دور الـ8 قائلاً إنه يشعر بالفخر مثل كل بريطاني بهذا المنتخب، وجاءت تغريدات كاميرون لتؤكد أنه رئيس وزراء بريطانيا، وليس إنجلترا وحدها، فمن المعروف أن هناك مشاعر عدائية بين ويلز وإنجلترا، وهو ما ظهر بوضوح في تصريحات جاريث بيل عن اللاعبين الإنجليز، وقوله إنهم لا يملكون ما يكفي من الحماس ومشاعر الغيرة على قميص المنتخب الوطني. كما حرص الأمير ويليام على حضور مباريات المنتخب الإنجليزي بانتظام، حيث تجمعه علاقة قوية باللاعبين، وكذلك مع اتحاد الكرة الإنجليزي، وتحديداً جريج دايك رئيس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، وظهر الأمير ويليام في المدرجات منفعلاً مع الحالة السيئة للمنتخب الإنجليزي، وبدت عليه مشاعر الحزن عقب الخروج من البطولة، خاصة أن ذلك حدث على يد المنتخب الآيسلندي. وداع كروي سياسي وخلال أحداث البطولة حدثت مفارقة سياسية كروية مثيرة، وهي ظهور نتائج الاستفتاء الشعبي في بريطانيا على الخروج من الاتحاد الأوروبي، وجاءت النتائج بالموافقة عل الخروج من أوروبا، وفي نفس الأسبوع خرج منتخب «الأسود الثلاثة» الإنجليزي من يورو 2016 على يد المنتخب الآيسلندي في دور الـ16، مما جعل الصحف الأوروبية وكذلك الإنجليزية تعنون «الخروج الثاني لإنجلترا من أوروبا»، ولكن الفارق الأساسي أن الإنجليز خرجوا سياسياً برغبتهم، ولكنهم ودّعوا كروياً رغماً عنهم. وتشتهر العائلة الملكية في إسبانيا بدعمها المطلق للرياضة والمنتخبات الإسبانية في مختلف اللعبات، بل إن الملك السابق خوان كارلوس وزوجته صوفيا من أكثر الوجوه شهرة في ملاعب كرة القدم وغيرها من الألعاب لحرصهما على الحضور دائماً خلف منتخبات إسبانيا، بل وخلف نجومها في اللعبات الفردية. وشهد عصر الملك الأب خوان كارلوس تتويج المنتخب الإسباني بعدة بطولات، وعلى رأسها يورو 2008 و 2012 حينما كان الملك الحالي فيليبي السادس ولياً للعهد والذي حرص بعد أن أصبح ملكاً على الاقتداء بالأب، من حيث الحضور خلف المنتخب، وهو ما فعله في نهائيات يورو 2016، ولكن لسوء الحظ لم يقدم المنتخب الكثير في البطولة وودع خاسراً لقبه، وهو ما أطلقت عليه الصحافة الإسبانية «نهاية حقبة، نقطة النهاية لجيل رائع منح إسبانيا مجداً كروياً كبيراً في السنوات الأخيرة». رئيسان ومنتخب النموذج الأكثر وضوحاً لتداخل السياسة مع كرة القدم في يورو 2016 يجسده المنتخب الآيسلندي، فقد حضر رئيس البلاد والرئيس المنتخب حديثاً معاً مباراة آيسلندا وإنجلترا، وبدا الوضع كأنه مراسم تسليم وتسلم للسلطة في مدرجات اليورو، واحتفلا معاً بالإنجاز التاريخي المتمثل في الفوز على المنتخب الإنجليزي. وقد كان اللقاء بين الرئيسين مصادفة لم يتم الترتيب لها، فالرئيس الحالي أولافور جريمسون، والرئيس القادم جودني يوهانسون الذي تم انتخابه منذ أيام حضرا معاً مباراة منتخب آيسلندا أمام إنجلترا، والتي انتهت بانتصار تاريخي للمنتخب الذي يمثل البلد الصغير الذي لا يتجاوز عدد سكانه 330 ألف نسمة، وشعر كلاهما بسعادة غامرة لأنهما أصبحا جزءًا من لحظات المجد. جريمسون وزوجته حرصاً على حضور المباراة في استاد أليانز ريفيرا في مدينة نيس، وظهر الرئيس بالزي الرسمي الذي اعتاد عليه طيلة 20 عاماً هي فترة حكمه للبلاد، بينما ظهر الرئيس الجديد هو و زوجته بملابس رياضية زرقاء اللون وبها شعار المنتخب الآيسلندي. جودني يوهانسون، وهو مؤرخ وأستاذ جامعي، كانت مهمته الرئاسية الأولى «غير الرسمية» حضور مباراة آيسلندا أمام إنجلترا، فهو لم يتسلم مقاليد الحكم بعد، حيث يبدأ مهامه الرئاسية الرسمية في أغسطس المقبل، فيما حرص الرئيس القديم على وداع جماهير آيسلندا بالحضور لدعم المنتخب. وقالت صحيفة «مورجنبلادد» الآيسلندية إن اللقاء بين الرئيسين كان رائعاً، وجاء الانتصار التاريخي على المنتخب الإنجليزي ليجعلهما يشعران بالسعادة والفخر، فالأول فخور بأن منتخب بلاده فرض اسم آيسلندا على العالم، والثاني يشعر بسعادة غامرة لأنه سوف يبدأ فترة حكمه بأجواء تسودها حالة من الثقة في قدرة آيسلندا على المزيد من التطور. وفي موقعة آيسلندا مع فرنسا في ربع النهائي ظهر الرئيس يوهانسون في المدرجات مع الجماهير، رافضاً الجلوس في المنصات المخصصة لكبار المسؤولين، وانخرط مع المشجعين في طرق التشجيع المبتكرة، واحتفل مع الفريق عقب نهاية المباراة بالطريقة الآيسلندية المعتادة، وكان حريصاً على ارتداء القميص الأزرق للمنتخب هو وأفراد عائلته. انتصار أمني وسياسي بالنظر إلى المخاوف الأمنية التي سيطرت على الجميع قبل انطلاقة منافسات يورو 2016، خصوصاً عقب هجمات باريس التي راح ضحيتها العشرات، فيمكن القول إن فرنسا حققت نجاحاً سياسياً وأمنياً كبيراً في يورو 2016، فقد انتصر الفرنسيون وأوروبا بأسرها على الإرهاب، وفي الوقت الذي كان البعض يطالب بتأجيل البطولة، والبعض الآخر يقترح إقامة المباريات خلف أبواب موصدة وبلا حضور جماهيري، فإن فرنسا حققت نجاحاً تنظيمياً كبيراً، خاصة على الصعيد الأمني، ومضت البطولة التي امتدت شهراً كاملاً في أجواء آمنة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©