السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

القوة التهديفية تحسم «السباق» لمصلحة «الفرسان» على حساب «الفورمولا»

القوة التهديفية تحسم «السباق» لمصلحة «الفرسان» على حساب «الفورمولا»
8 ابريل 2014 23:01
المحلل الفني: الدكتور طه إسماعيل إعداد: صبري علي بعد أن تغلق ملاعب «دورينا» أبوابها عقب كل جولة، من جولات دوري الخليج العربي، يفتح «ستاد الاتحاد» أبوابه، ليقدم إلى القارئ العاشق لكرة القدم، رؤية تحليلية عميقة للمباريات، بوجهة نظر فنية بحتة، من خلال الخبير الكروي، والمحلل الفني، والمحاضر الدولي الشهير الدكتور طه إسماعيل، الذي يطل عبر صفحاتنا مرة أسبوعياً للعام الثالث على التوالي، ليقلب معنا أوراق الجولة بنظرة هادئة محايدة، مجردة من أي انتماء أو هدف، سوى تقديم خدمة متميزة لكل الجماهير، مهما اختلفت الألوان والانتماءات. ويستعرض الدكتور طه إسماعيل أحداث المباريات السبع، في كل جولة بطريقة فنية عميقة تحدد مواطن القوة والضعف في كل فريق، وتشرح طرق اللعب، والتغييرات التي أدت إلى الفوز أو الخسارة، ومدى نجاح المدرب أو فشله في إدارة المباراة، من خلال طريقة اللعب والمتغيرات الأخرى، أثناء مجريات اللقاء، ليجد القارئ نفسه أمام المباراة مرة أخرى، ولكن في شكل جديد. نجح الأهلي من خلال القوة التهديفية الحاسمة، في أن يتخطى الجزيرة «بسهولة» مستغلاً أخطاء دفاع «الفورمولا»، الذي تم ضربه أكثر من مرة، بسبب اللعب على خط واحد، خاصة في ظل تكامل طريقة الأداء بين جرافيتي وأحمد خليل في الثلث الأمامي من الملعب، واستفادة كل منهما من تحركات الآخر بشكل كبير لاستغلال المساحات الخالية، مع تكامل أدوار الخطوط الأخرى الدفاع والوسط مع الهجوم، لتحقق المنظومة الفنية كلها الهدف. وتكررت أخطاء دفاع الجزيرة، وتكررت قدرة لاعبي الأهلي على الاستفادة منها، وهو ما ظهر في هدف أحمد خليل من تمريرة حميد عباس «الاختراقية» التي ضربت 5 مدافعين لينفرد ويسجل، وفي استغلال بشير سعيد للضربة الركنية، والتسجيل منها مباشرة، من دون رقابة على مدافع متقدم، من أجل هذا الغرض، وأيضاً في تمريرة هوجو لأحمد خليل، التي حصل منها على ضربة جزاء، سجل منها «الفرسان» الهدف الثالث الذي حسم اللقاء. وتفوقت المهارات، مع الوعي الفني والمرونة الخططية في الأهلي، على طريقة أداء الجزيرة «التقليدية»، والتي كان يجب أن يقوم الإيطالي والتر زنجا بتغييرها في مواجهة أكثر لاعبي الدوري مهارة وقدرة فردية وجماعية، خاصة في مواجهة التكوينات الهجومية الرائعة التي يمثلها أكثر من 8 لاعبين، في ظل مساندة الظهيرين عبد العزيز هيكل وعبد العزيز صنقور، وتميز دور حميد عباس في الوسط مع هوجو وماجد حسن، وتألق إسماعيل الحمادي وأيضاً سياو عندما شارك، وأمامهم أحمد خليل وجرافيتي، ويبدو أن الروماني كوزمين مدرب الفريق يقتنع تدريجياً بإمكانية وجود خليل بجوار جرافيتي. ومن مميزات الأهلي «التكتيكية» أن الفريق يدافع بكل عناصره ويهاجم أيضا بمعظم أفراده، وكأنه يلعب بـ 20 لاعباً في مواجهة الفريق المنافس، لأنه في أحيان كثيرة ما يكون هناك 10 لاعبين في حالة الدفاع، وأيضاً 10 لاعبين في حالة الهجوم بتقدم كل الخطوط، لدرجة مشاركة المدافع بشير سعيد في اللعب على مرمى المنافس، ويساعد الفريق على ذلك امتلاك اللاعبين للياقة البدنية العالية، وأيضاً الرغبة في الفوز، وهي أمور تجعل ذلك سهلاً. وفي الكرة تقاس قوة أي هجوم في أي فريق بعدد الأهداف التي يسجلها من بين عدد الفرص التي تسنح له، وأيضاً تقاس قوة المهاجم بعدد الأهداف التي يسجلها من عدد الفرص التي تسنح له، ولذلك عندما يملك الفريق هذا العدد من الهدافين مثل سياو والحمادي وأحمد خليل وجرافيتي وأيضاً بشير سعيد في استغلال الكرات الثابتة، مع وجود تماسك دفاعي كبير، فإن الفريق لابد أن يلعب بارتياح كبير، لأنه يثق في القدرة على الحسم، وهو ما يجعله يلعب بسعادة كبيرة تظهر على الأداء. ونجحت طريقة كوزمين في تحجيم قدرات علي مبخوت وأحمد ربيع ومن خلفهما عبد الله قاسم وبرادة، وهو الأمر الذي جعل الفريق يفقد الحلول الهجومية في مواجهة دفاع الأهلي المنظم، كما أن «الفورمولا» يعيبه كثيراً إضاعة الفرص، مع قلة عدد اللاعبين الهدافين، لأن وجود الخطورة في مبخوت وربيع فقط، تجعل عملية مراقبتهما أمراً سهلاً، ويضطر المدرب لاستبدال اللاعب، بعد أن تنفد طاقته، مثلما حدث بمشاركة عبد الله قاسم بدلاً من أحمد ربيع بعد 60 دقيقة. ومن مشكلات الجزيرة أيضاً تكرار الأخطار الدفاعية باللعب على خط واحد من دون وجود العمق المطلوب، وهناك مشكلة أيضاً في جماعية الأداء، وعدم القدرة على تغيير إيقاع اللعب، وهو ما يجعل أداء الفريق محفوظا يسهل التعامل معه من جانب مدربي الفرق الأخرى، ولعب زنجا بطريقته 4-3-2-1، وذلك من خلال ثلاثي الوسط جوسيلي وخميس إسماعيل وسالم علي أمام رباعي الدفاع، ثم برادة وأحمد ربيع خلف علي مبخوت، لكن من دون أن تكون هناك «الديناميكية» المطلوبة لمواجهة أداء الأهلي. ولم تكن هناك قدرة لدى الجزيرة على استغلال تقدم الظهيرين في المساندة الهجومية، خاصة مع تفوق الأهلي في اللعب على الأجناب، والذي يجبر لاعبي الفريق المنافس على التراجع، كما أن استخدام الكرات الطويلة، وتعمد برادة الجري بالكرة لمسافات كبيرة لا يحقق الهدف الهجومي المطلوب، ويزيد من الطابع الفردي في الأداء، وهو ما يجعل نتائج الفريق تتأرجح كثيراً، ويكون من الصعب استمرار التفوق في مباريات متتالية. كما أن القدرة التهديفية للجزيرة تبدو ضعيفة في الوقت الحالي، لأن الفريق تعادل مع النصر من دون أن يسجل، وخسر في البطولة الآسيوية ولم يسجل، وسجل هدفا بصعوبة أمام الأهلي في 3 مواجهات متتالية، وهو أمر يجعل من الصعب على الفريق الاستمرار في سباق المنافسة، وهو على عكس قدرات الأهلي، الذي يلعب بطريقة 4-4-2 من خلال رأسي الحربة أحمد خليل وجرافيتي وخلفهما كتيبة الوسط المتميزة، وأيضاً المدافعين أصحاب الأدوار الهجومية، خاصة من الجانبين، مع قدرة كوزمين على تجهيز فريقه لمواجهة كل الظروف. (دبي - الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©