الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الأهلي والنصر دافعا عن «الكبرياء» فخرجا مرفوعي الرأس

الأهلي والنصر دافعا عن «الكبرياء» فخرجا مرفوعي الرأس
28 مارس 2012
إعداد: صبري علي بعد أن تغلق ملاعب “دورينا” أبوابها عقب كل جولة من جولات دوري المحترفين، يفتح “ستاد الاتحاد” أبوابه ليقدم إلى القارئ العاشق لكرة القدم رؤية تحليلية عميقة للمباريات بوجهة نظر فنية بحتة من خلال الخبير الكروي والمحلل الفني والمحاضر الدولي الشهير الدكتور طه إسماعيل، الذي يطل عبر صفحاتنا مرة أسبوعياً ليقلب معنا أوراق الجولة بنظرة هادئة محايدة مجردة من أي انتماء أو هدف سوى تقديم خدمة مميزة لكل الجماهير مهما اختلفت الألوان والانتماءات. دبي (الاتحاد) - استحقت مباراة الأهلي والنصر أن تكون “مواجهة الأسبوع”، وهي المباراة التي فاقت كل المتوقع من حيث الندية والقوة والإثارة بين الفريقين، وأيضاً غزارة الأهداف، ويبدو أن مباريات الفريقين هذا الموسم، قد رفعت هذا الشعار، خلال 4 مواجهات بينهما، فاز النصر في لقاء الدور الأول بالدوري برباعية، ثم فاز كل منهما على الآخر 3 - 2 في كأس “اتصالات”، والطريف أن “العميد” حقق الفوز خلال كأس “اتصالات” على الأهلي في الملعب “الأحمر”، في حين فاز “الفرسان” على النصر في الملعب “الأزرق”. هذه الندية وغزارة الأهداف في مباريات الفريقين كانت حاضرة في المواجهة الأخيرة، وقد لعب الأهلي شوطاً أول مثالياً، سيطر خلاله وسجل هدفين، قبل أن يأتي النصر من الخلف، ويدرك التعادل، وذلك من خلال إدارة متميزة من مدربي الفريقين، سواء كيكي فلوريس مدرب الأهلي، أو والتر زنجا مدرب النصر، وكان نتيجة ذلك ستة أهداف جميلة زينت “الديربي”، وأضفت الإثارة الكاملة حتى اللحظات الأخيرة. لعب الفريقان تحت ضغط الحفاظ على الكبرياء، فخرجا من المباراة مرفوعي الرأس، وكان سلاح “الفرسان”، هو الأداء الجماعي الرائع، بينما كان سلاح “العميد” هو الاستفادة من الضربات الثابتة، ولكن أداء الفريقين فرض سؤالًا لكل منهما، فإذا كان الأهلي يملك القدرة على تقديم هذا الأداء الرائع هجومياً ودفاعياً، فلماذا لا يقدمه في كل مبارياته؟ أما النصر فلماذا يسمح بوجود مساحات في خطوط دفاعه على غير العادة، ولماذا يغير طريقة اللعب التي حقق بها أفضل نتائجه هذا الموسم؟ لعب الأهلي مباراة كبيرة من خلال أداء “ديناميكي” معظم فترات المباراة، من خلال الرسم الخططي 4-2-3-1 بوجود محمد قاسم بدلًا من يوسف محمد، بجوار بشير سعيد، وفي اليمين بدر عبدالرحمن، وفي اليسار أحمد معضد، مع وجود لاعبي ارتكاز هما طارق أحمد وعلي حسين، وثلاثي خلف رأس الحربة يضم إيمانا وخيمنيز وإسماعيل الحمادي، وفي الأمام جرافيتي، وأحسن كيكي استخدام الجانبين من خلال الحمادي وخيمنيز، من أجل توسيع جبهة الهجوم، وفتح دفاعات النصر، وهو ما نتج عنه التقدم بهدفين في الشوط الأول، في ظل التحول السريع باتجاه مرمى “العميد” من خلال جرافيتي والثلاثي الذي خلفه. وخلال الشوط الأول سيطر الأهلي على الكرة بكفاءة، وساهم معظم لاعبي الفريق في فرض السيطرة والاستحواذ، وتطوير الهجمات، من خلال الأجناب، ثم الاختراق من العمق في شكل عمل جماعي رائع، وكان خيمنيز هو القاسم المشترك في أهداف الأهلي، وتشكيل الخطورة المستمرة على على دفاع النصر بصناعة الأهداف وإحرازها، وكان من الممكن أن ينهي المباراة لمصلحته من خلال التفوق الميداني، وذلك لولا بعض الأخطاء الدفاعية في الارتكاز خلال الضربات الثابتة، التي سجل منها النصر أهدافه، من خلال عدم الجدية في مراقبة لوكا توني في الهدف الأول، وعلي سالم العامري في الثاني، ثم هلال سعيد في الثالث. وفي المقابل كان أداء النصر غريباً في الشوط الأول، بسبب بعض التغيير في طريقة اللعب، رغم الاعتماد على طريقة 4-4-2، وفي بعض الأحيان 4-3-3، من خلال تغيير جمال إبراهيم للدور الذي يلعبه في الوسط والهجوم، ووجود حبيب الفردان وليو ليما وحميد عباس في الوسط، وتحرك أمارا ديانيه ولوكا توني في الخط الأمامي. يبدو أن النصر تفاجأ بأداء لاعبي الأهلي فظل طوال الشوط الأول، بعيداً عن الشكل الذي نعرفه عنه، بعد أن أعطى لاعبوه المساحات الكبيرة للاعبي الأهلي على غير العادة، فقد عودنا النصر خلال المباريات الماضية على اللعب بطريقة “كتلة واحدة”، خاصة في حالة الدفاع من خلال الخطوط المتقاربة، وعدم منح الفريق المنافس المساحات، لكن ذلك لم يحدث في هذه المباراة التي كان خلالها غير متوازن الأداء، ولولا إجادته في استغلال الضربات الثابتة، لكانت النتيجة في غير مصلحته. ولكن رغم أخطاء النصر أثبت الفريق أنه يملك شخصية قوية مكنته من تعويض التأخر بهدفين، وذلك من مقومات الفريق الذي يمكنه المنافسة على البطولات. حالة «العنابي» خسارة للدوري «الأسود» لم يطمع في النقاط ليصبح التعادل منطقياً دبي (الاتحاد) – لم يعد طموح فريق الوحدة كما كان من قبل، فقد تحول الفريق هذا الموسم من منافس قوي على الألقاب إلى فريق يرغب في الخروج من المباريات بأقل الخسائر ومحاولة تحسين ترتيبه في الجدول، وهذا هو المنطق الذي تعامل به “العنابي” مع مباراته أمام دبي في العوير ليخرج اللقاء سلبياً لأول مرة في لقاءات الفريقين. ويعتبر الحال الذي وصل إليه الوحدة خسارة كبيرة للدوري، الذي لا يرضيه وجود “العنابي” في المركز السابع بـ 20 نقطة فقط، بعد أن كان خلال السنوات الماضية أحد فرسان الرهان، ويبدو أن الظروف لا تساعد الفريق قبل المباريات وأثناء خوضها، وذلك بعد أن لعب الفريق بعشرة لاعبين، منذ الدقيقة 23، بعد طرد الحارس عادل الحوسني، الذي أرهق لاعبي الوحدة بقية زمن المباراة، رغم أن ذلك لم يكن كافياً ليحقق دبي الفوز الذي يحتاجه بدرجة أكبر من الوحدة. ومن الناحية الفنية اتسمت محاولات الفريقين الهجومية بالعشوائية، وكان بإمكان الوحدة أن يحقق الفوز في أكثر من مناسبة، خاصة عن طريق إسماعيل مطر وهوجو مع تقدم المدافعين في بعض المحاولات مثل عمر علي عمر، وفي المقابل أهدر دبي أكثر من محاولة عن طريق كمارا، لكن في المجمل لم يشعر الكثيرون بإمكانية اهتزاز الشباك من هذه المحاولات. وكانت تدخلات هيكسبرجر مدرب الوحدة جيدة رغم أن التغييرات لم تؤد إلى تعديل النتيجة عندما أشرك زايد الكثيري وسعيد الكثيري بدلاً من ماجراو وسالم صالح، كما أن محاولة أيمن الرمادي مدرب دبي للتنشيط من خلال إشراك وليد خالد بدلًا من نيكولاس مارين لم تضف شيئاً، وظهر أن “الأسود” يقبلون نقطة التعادل مع الوحدة، باعتباره منافساً يحمل التاريخ الكبير، وذلك رغم نقص صفوفه، وهو أمر كان غريباً، خاصة أن الفرصة كانت متاحة أمام أصحاب الأرض لزيادة التقدم بعيدا عن القاع. بوناميجو قدم درساً عملياً مهماً «الجوارح» حقق أهدافه أمام »السماوي» بـ«الواقعية» وقدرات سياو دبي (الاتحاد) – قدم البرازيلي بوناميجو مدرب الشباب في مباراته أمام بني ياس درساً عملياً في كيفية مواجهة فريق قوي على ملعبه وتسخير قدرات لاعبي فريقك بالشكل المثالي، وكيف أن تهاجم من أجل تحقيق الفوز، وفي الوقت نفسه تلعب بتأمين دفاعي جيد يضمن عدم اهتزاز شباكك. لعب بني ياس المباراة من خلال الرسم الخططي 4-2-3-1 من خلال وجود سلطان الغافري في مركز الظهير الأيمن، وهو المركز الذي شارك فيه قبل ذلك بشكل اضطراري عندما غاب لاعبو المنتخب الأولمبي، لكن كالديرون مدرب الفريق استحسن الفكرة لأن اللاعب يجيد الأداء الدفاعي علاوة على مهارته في بناء الهجمات كلاعب وسط، مع وجود لاعبا الارتكاز ثامر محمد ونواف مبارك وأمامهم ثلاثي الوسط الهجومي محمد فوزي ونواف مبارك وفوزي بشير خلف المهاجمين سانجاهور وحبوش صالح. تأثر أداء “السماوي” في الشوط الأول بالضغط الذي مارسه لاعبو الشباب، ولجأ الفريق إلى الكرات العرضية من الجانبين، مع الاعتماد على الأداء الفردي في غياب المساندة الهجومية، ولم ينشط ني ياس بالشكل المناسب، إلا بعد أن تقدم “الجوارح” بهدف، لكنه واجه ضغطاً كبيراً من لاعبي الشباب في مواجهة محاولات نواف مبارك وسانجاهور وفوزي بشير، وأسهمت تغييرات كالديرون في تعديل الشكل إلى الأفضل من خلال “المجازفة” بإشراك أحمد علي بدلاً من حبوش صالح وعدنان حسين بدلاً من محمد فوزي وفريد إسماعيل بدلًا من ثامر محمد، لكن مهمة أصحاب الأرض بقيت صعبة أمام الصمود الدفاعي للشباب. وكان سياو مفتاح أداء الشباب كما جرت العادة من خلال قدراته المتعددة في المرور السريع والاختراق من الجانب الأيمن وخداع المدافعين، وإفساح المجال لبقية اللاعبين القادمين من الخلف، خاصة محمد أحمد، وهو لاعب يستطيع مدربه أن يبني عليه خطة المباراة كاملة، وذلك رغم أن الشباب يعتمد على اللعب الجماعي في المقام الأول من خلال تركيز كل اللاعبين في حالة الدفاع ثم التحول السريع إلى الهجوم بالهجمات المرتدة السريعة. ولعب “الجوارح” من أجل الفوز دون مجازفة، وهو ما تحقق من خلال منح سياو وفيلانويفا وكييزا، وربما عيسى عبيد حرية التقدم في ظل التزام بقية اللاعبين بالأدوار الدفاعية رغم المشاركة الهجومية، حيث ينتشر لاعبو الشباب بشكل جيد للحفاظ على الكرة من خلال القدرات الفردية والالتزام بما يقوله المدرب بالطريقة التي يطلبها وهي في الرسم الخططي 4-2-3-1. ووضح أن لاعبي الشباب ومدربهم قد درسوا بني ياس جيداً، ولذلك نجحوا في إبطال مفعول المحاولات الهجومية له، وإيقاف خطورة ضربات رأس سانجاهور بمنع الكرات العرضية من الوصول إليه. ارتفاع معدل التهديف دبي (الاتحاد) - بلغ عدد الأهداف المسجلة في هذه الجولة 18 هدفاً في المباريات الست، بواقع 3 أهداف في المباراة الواحدة، وهو ما يزيد عن عدد أهداف الجولة الماضية التي شهدت 15 هدفاً فقط، وذلك بفضل النتائج الكبيرة التي شهدتها بعض المباريات بفوز الوصل على الإمارات 4 -1، وفوز العين على الشارقة بالنتيجة نفسها، وأيضاً تعادل الأهلي مع النصر 3 - 3، وقد شهدت هذه المباريات الثلاث وحدها 16 هدفاً، في حين شهدت الجولة أيضاً التعادل السلبي الثاني في دوري هذا الموسم، وذلك خلال مباراة دبي والوحدة في العوير. وأصبح رصيد العين من الأهداف المسجلة 34 هدفاً ليستمر ثاني أقوى خط هجوم في الدوري خلف الجزيرة صاحب المركز الثاني في جدول الترتيب برصيد 32 نقطة، حيث يحتل الجزيرة صدارة أقوى هجوم بـ40 هدفاً. كوزمين يملك «مفاتيح» أداء لاعبيه من أجل حسم المواجهات سريعاً دبي (الاتحاد) - يلعب العين دائماً بطريقة تجعله الأكثر توازناً دفاعاً وهجوماً، والأسرع في الأداء والأكثر حدة في التعامل مع الكرة، ويمارس لاعبوه الضغط على المنافس، في كل أرجاء الملعب بغض النظر عن قوة أو ضعف الفريق الآخر، وهو ما يجعله الأكثر استحواذاً إيجابياً قادراً على منع الفريق المنافس من بناء الهجمات من الخلف، وبناء الهجمات وتطوير الهجمة من منتصف الملعب، وهو ما حدث أمام الشارقة في المباراة التي لم تكن سهلة، لكن قدرات “الزعيم” جعلتها تبدو كذلك. امتلك العين الإمكانات المطلوبة للتحضير الجيد من خلال هلال سعيد ورادوي، لأنهما يقومان بمساعدة لاعبي الدفاع والظهيرين، مع وجود عمر عبد الرحمن الذي يملك القدرة على بناء الهجمة من الوسط إلى الأمام من خلال العمق أو الأجناب من خلال مهارة رائعة وقدرة على المناورة والاحتفاظ بالكرة، وامتلك الفريق أسلحة الهجوم السريع المضاد بأقل عدد من اللمسات لتصل الكرة إلى ياسر القحطاني وأسامواه جيان، وهو ما كان مقدمة منطقية، لتسجيل أربعة أهداف من تمريرات عمر عبد الرحمن إلى القحطاني وعبد العزيز فايز. لعب “الزعيم” من خلال الرسم التكتيكي 4-4-2 تتغير إلى 4-2-3-1 بتأخر ياسر القحطاني من أجل ملء المساحة بين أسامواه ولاعبي الارتكاز، وفي أحيان أخرى اللعب برأسي حربة ووجود ثلاثة خلفهما هم سكوكو ورادوي وعمر عبد الرحمن، لكن المهم في الدفاع أنه عندما يخسر الفريق الكرة يكون ذلك في الثلث الهجومي فقط، وليس في أي مكان آخر، وهو بهذا لا يتعرض لهجمات مضادة ويستطيع التركيز في الهجوم بشكل أفضل. ويعتبر التزام اللاعبين وسرعتهم وحيويتهم من أسرار تحكم الروماني كوزمين مدرب العين في الأداء خلال المباراة، وهو ما يزيد أيضاً من قناعة اللاعبين بالطريقة التي يقود بها مدربهم الفريق، لأنه ينتقل بهم من نجاح إلى آخر من خلال مجموعة رائعة من اللاعبين المواطنين، وثبات في التشكيل، رغم الغيابات الاضطرارية التي يستطيع الفريق تعويضها دائماً، بل إن البديل يقدم ما يضعه أساسياً بعد ذلك مثلما فعل مهند العنزي عندما غاب المدافع إسماعيل أحمد. ومن الأشياء التي تميز العين وتجعله فريقاً مرشحاً للفوز دائماً، واللعب على الألقاب جديته في التعامل مع المنافس، مهما كان ترتيبه في الجدول، ولو نظر لاعبو “الزعيم” إلى فريق الشارقة، على أنه صاحب المركز الأخير في الجدول، ما استطاعوا تحقيق الفوز الكبير، خاصة أن المنافس كان في حالة نفسية أفضل كثيراً من مبارياته السابقة، ويلعب العين بجدية كاملة لأن هدفه دائماً هو الفوز والنظر إلى اللقب. ورغم هذه الجدية إلا أن بعض الاسترخاء قد ظهر مع بداية الشوط الثاني، ويبدو أنه نتيجة عدم توقع صحوة الشارقة، وعدم مساندة عمر عبد الرحمن لزميله خالد عبد الرحمن في الجهة اليسرى، وهو ما كان سبباً في هدف الشارقة الوحيد، ووقتها فطن المدرب اليقظ كوزمين، وأجرى تغييراً بإشراك محمد عبد الرحمن بدلاً من سكوكو لسد هذه الثغرة، ليستعيد العين السيطرة على الموقف، خاصة بعد النقص العددي في صفوف الشارقة بطرد سليمان المغني. ورغم الخسارة الثقيلة كان فريق الشارقة في حالة أفضل كثيرا من مباريات كثيرة سابقة، لكن “الفوارق غالبة”، وهو ما بدا واضحاً بين مجموعة اللاعبين في كل فريق، وقد أضر سليمان المغني بفريق الشارقة، خاصة أنه ارتكب الخطأ في مكان لا يستدعي كل ذلك، وهو من حظ فريق الشارقة السيئ بأن يلعب 70 دقيقة بعشرة لاعبين أمام فريق بحجم “الزعيم”. وقد استطاع الشارقة أن يدرك التعادل 1-1 من خلال أداء جيد، وتحرك إيجابي من الجانبين والعمق، ولكن الفريق لم يستطع الاحتفاظ بالتعادل لأكثر من 10 دقائق، وهو ما كان سبباً في انهيار الفريق معنوياً، وجعل مهمة العودة إلى المباراة صعبة في ظل قوة المنافس وتركيزه العالي، وأيضاً في ظل ضعف القدرات الجماعية لأصحاب الأرض، الذين أصبحوا في موقف صعب للغاية في جدول الترتيب، انتظاراً للأصعب في الجولات المقبلة. الجزيرة يتعامل مع الكرة على أنها «هجومية فقط» دبي (الاتحاد) – وقع الجزيرة في مباراته أمام عجمان بالأخطاء نفسها التي ظهرت في الشوط الثاني من مباراة الفريق أمام الريان القطري في دوري أبطال آسيا، فكل المراقبين يعلمون حجم المشاكل الدفاعية التي يعاني منها حامل اللقب هذا الموسم، فهو فريق يهاجم بعفوية وبمخاطرة غير محسوبة، وهو ما كان سبباً في صعوبة مهمة “الفورمولا” أمام “البرتقالي”، لأن أصحاب الأرض استفادوا فقط من أخطاء الضيوف دون محاولة تقديم الأداء الأفضل. لعب الجزيرة بالشكل التكتيكي 4-2-3-1 من خلال وجود سالم مسعود بدلًا من خالد سبيل في الجهة اليمنى، ومشاركة ياسر مطر بجوار سبيت خاطر في الارتكاز، ثم دلجادو ودياكيه وأوليفيرا خلف رأس الحربة الصريح باري، وكانت فكرة البرازيلي كايو جونيور من توظيف أوليفيرا باللعب على الطرف لإتاحة الفرصة له للمرور في المواجهة المباشرة مع مدافع واحد من عجمان بدلًا من “زحمة” العمق، لكن ذلك أبعد اللاعب كثيراً عن منطقة الخطورة، رغم أنه كان صاحب التمريرة التي سجل منها باري الهدف الوحيد. وعاب أداء الجزيرة البطء في التحضير وعودة دياكيه للخلف كثيراً، والاعتماد على الكرات الطويلة غير الدقيقة أو المشي بالكرة، ومنحَ لاعبي عجمان فرصة إفساد المحاولة بسهولة، وكثرت أخطاء ثلاثي الوسط مطر وسبيت ودياكيه، بسبب عدم اختيار التوقيت المناسب للتمرير والمكان المناسب أيضاً، وهو ما تسبب في حدوث “الاستحواذ السلبي” من الجزيرة على مجريات المباراة. وفي الفلسفة الهجومية لعب الجزيرة بعدد كبير في حالة الهجوم، وهو ما كان مخاطرة تسببت في زيادة خطورة الهجمات المرتدة من عجمان، خاصة أن هناك من لا يجيد أساسيات الدفاع، من حيث الضغط على حامل الكرة، وتضييق المساحات والشراسة في محاولة استخلاص الكرة من المنافس، كما لا يجيد اللاعبون التعامل مع المواقف الثنائية “لاعب في مواجهة لاعب”، وذلك أيضاً في ظل افتقاد بعض المقومات البدنية. وأعتقد أن البرازيلي كايو جونيور مدرب الجزيرة قد وقف على المشاكل الدفاعية في فريقه، وهو يمكنه عمل أسلوب جديد يعالج عيوب الدفاع مع ضخ بعض الدماء الجديدة الشابة في وسط الملعب، فلا يعقل ألا يجيد ثنائي الارتكاز والثلاثي الذين أمامهم الواجبات الدفاعية، لأن كرة القدم ليست هجوماً فقط، وكما نذكر دائماً، فإن الهجوم الإيجابي ينتج عن دفاع متزن. وقد كان فريق عجمان نداً قوياً لحامل اللقب من خلال تفوق مدربه العراقي عبدالوهاب عبد القادر “تكتيكياً”، وسيطرته على إيقاع لاعبيه وفرض الالتزام الخططي مع رفع الضغط عنهم، وهو ما يجعل فريق عجمان يظهر بشكل جيد من خلال الدفاع بقوة وشراسة والالتزام بالرقابة والضغط لاستخلاص الكرة وبدء الهجمات، وذلك رغم افتقاد أفضل لاعبيه كريم كركار وحسن معتوق، وهو ما أكد أن الفريق ومدربه امتلكا الشجاعة باللعب بأي عناصر متاحة وتحقيق التوازن المطلوب ولو أمام حامل اللقب في ملعبه وبين جماهيره. لعب “البرتقالي” بالرسم الخططي 4-4-1-1 من خلال جاسم علي وعلي خميس ووليد أحمد ومحمد زهران في الوسط ثم أوليفييه وكابي بتقدم أحدهما وتأخر الثاني، مع إغلاق الدفاع بالرباعي أحمد الماس وخلف إسماعيل ومحمد يعقوب وإبراهيم سيف أمام الحارس علي ربيع، ومارس لاعبوه الضغط على لاعبي الجزيرة من خلال سرعة الانقضاض والتغطية والدفاع المنظم المركز ثم الانطلاق إلى الهجوم سواء بكرات طويلة للمهاجمين. فهود مارادونا تفترس «الصقور» بسهولة وراشد عيسى مفتاح الرباعية دبي (الاتحاد) – لم تكن مهمة مارادونا ولاعبي الوصل صعبة، من أجل الحصول على نقاط مباراة الإمارات، وذلك لأن الفريق المنافس منح “الإمبراطور” فرصة التفوق مبكراً، خاصة في ظل تفوق راشد عيسى في خط وسط الوصل ومشاركته الفاعلة في الهجوم، وهو ما كان سبباً في وصول “الفهود” إلى مرمى “الصقور” كثيرا. وكان الهدف الأول للوصل هو مفتاح الفوز، خاصة بعد أن عانى فريق الإمارات من الضغط النفسي، رغم التميز الفني في فترات كثيرة، واللعب برغبة واضحة في تحقيق نتيجة إيجابية، على اعتبار أن المدرب لطفي البنزرتي ليس لديه ما يخسره أمام فريق بحجم الوصل، لكن ذلك تأثر بشدة بالتغيير الاضطراري الذي أجراه البنزرتي بعد إصابة محمد الشحي ومشاركة عبد الله علي بدلًا منه. والشيء الجميل أن محاولات فريق الإمارات الهجومية ظلت قائمة رغم تقدم الوصل، لكن السرعة التي لعب بها “رجال مارادونا” حسمت الأمور لمصلحتهم في الكثير من المواقف من خلال دوندا وخلعتبري وأوليفيرا في مواجهة محاولات حسنوف ومحسن متولي ووليد عنبر وديارا، الذي أهدر ضربة جزاء أكدت أن الوصل قد امتلك التوفيق الكبير مع حماس لاعبيه ورغبتهم في الفوز وتفوق مدربه في التعامل مع المباراة ليحصل على ثلاث نقاط مهمة في النهاية. ولم يكن في المباراة الكثير من الأمور الفنية التي تستحق التوقف أمامهما بسبب حسم “الفهود” للموقف سريعاً دون الدخول في حسابات أخرى أمام حماس “الصقور” في البداية، الذي تحول إلى عبء نفسي كبير بعد ذلك، على عكس فريق الوصل ومدربه مارادونا، الذين لعبوا المباراة بتحرر كبير وضح في طريقة الأداء، والأهداف الأربعة والإقبال على اللعب الهجومي أمام الضغط العصبي الذي يعاني منه المنافس. الميدالية الذهبية الأهلي والنصر استحق فريقا الأهلي والنصر نجومية الجولة بعد المباراة المميزة التي قدمها الفريقان في “ديربي” دبي، والروح التي لعب بها “الأحمر” و”الأزرق”، من أجل تقديم العرض الرائع دون تحفظات أو حسابات أو نظر إلى الموقع في جدول الترتيب والإصرار على عدم الخسارة، وهو ما كان سبباً في خروج المباراة بالتعادل 3 - 3 ليستمتع الجميع باللقاء. وكان لاعبو الفريقين في أفضل حالاتهم، وكذلك تميز مدربا الفريقين سواء الإسباني كيكي فلوريس مدرب الأهلي أو الإيطالي والتر زنجا مدرب النصر، وتميز أيضاً جمهور الناديين في التشجيع المثالي ودعم كل مشجع لفريقه طوال المباراة بأسلوب متحضر رغم سخونة المباراة التي شهدت 6 أهداف، وأكدت تطور مستوى الفريقين في هذه المرحلة. الميدالية الفضية راشد عيسى قدم النجم “الأولمبي” راشد عيسى لاعب الوصل مباراة كبيرة مع فريقه أمام الإمارات وسجل هدفين بطريقتين مختلفتين، وأثبت أنه يصل تدريجياً إلى مرحلة “النضوج” الفني والبدني، وليثبت أنه في طريقه لأن يصبح أحد أبرز النجوم الصاعدين هذا الموسم، بعد أن أصبح إحدى ركائز التشكيلة التي يعتمد عليها الأرجنتيني مارادونا مدرب الفريق في مبارياته. ويملك راشد عيسى قدرات جيدة، تؤهله لأن يكون في مكانة أكبر وأفضل كثيراً في المرحلة المقبلة، حيث يملك اللاعب الروح العالية والقدرة على الأداء الرجولي القوي والمهارة والسرعة والقدرة على صناعة الأهداف وأيضاً إحرازها، وهو ما جعله أحد أبرز نجوم الجولة بكل جدارة، ويجعله مرشحاً لنجومية أكبر في المستقبل. الميدالية البرونزية بوناميجو استطاع البرازيلي باولو بوناميجو مدرب الشباب أن يخرج فريقه من أثار الخسارة الآسيوية الثقيلة أمام بيروزي الإيراني بسداسية سريعاً، وأن يعود إلى الدوري بفوز مهم على بني ياس في ملعب النار، وهي مهمة لم تكن سهلة، لأن من يخسر بالنتيجة الثقيلة، قد يحتاج بعض الوقت، من أجل استعادة توازنه النفسي، وهو ما لم يستغرق وقتاً من المدرب في ظل تداخل المباريات. وقدم بوناميجو مع “الجوارح” مباراة جيدة، ونجح في قيادة الفريق للعودة إلى دبي بثلاث نقاط غالية جعلته يتخطى النصر ويقفز إلى المركز الثالث، وهو ما يؤكد أن الفريق يملك الشخصية التي تجعله قادراً على الفصل بين البطولة الآسيوية والدوري مع تحديد الهدف من كل مشاركة، خاصة أن مراكز الدوري المتقدمة تؤهل للبطولة القارية في الموسم المقبل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©