الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

مكارم الكريم

28 مارس 2012
لم تعد المكارم مادية، كما عهدها الناس، ولم تعد عينية، وإنما المكارم في التكريم بمعناه الحقيقي، ومضمونها الأدبي، والتكريم حينما يكون من رأس الهرم، فهذا يعني أن المكرمة وجدت طريقها إلى القلوب قبل الجيوب، وإلى التخليد، حتى بعد مئات السنين، لأنها جاءت من كريم ابن كريم، ومن خليفة المكارم إلى أبناء زايد الذين سطروا بطولة ولا أروع بتأهلهم إلى أولمبياد لندن لأول مرة في مشاركاتنا الأولمبية، وعلى امتداد عمر الوطن ، الذي تجاوز الـ 40 عاماً، ومشاركاتنا الأولمبية التي تجاوزت الـ 28 عاماً، هي الأخرى من لوس أنجلوس 1984 إلى لندن 2012. وأمس الأول استقبل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، أبناءه نجومنا أعضاء المنتخب الأولمبي أصحاب الإنجاز، وجهازه الفني والإداري المواطن، واللجنة الانتقالية والمجلس السابق للاتحاد الذين كان لهم الدور الكبير في تحقيقه وكل العناصر الأخرى المساعدة. استقبال تجسد فيه كل معاني التقدير من قمة الهرم في دولة العز، ومن راعي المسيرة المباركة، لأبنائه الذين صنعوا هذا المجد، ولقاء جسد أيضاً كل معاني الولاء من شبابنا لقيادته التي هيأت له كل أسباب النجاح، وتحقق له ما أراد في تحقيق الحلم الأولمبي الذي سيظل ماثلًا أمامنا وناصعاً في تاريخنا، وذاكراً لمسيرة الشباب ومن معهم ومن خلفهم، فالإنجازات لا تتحقق بجهود فردية، وإنما بتضافر كل الجهود، وتهيئة كل الأجواء ، وتذليل كل الصعاب التي واجهت مسيرتنا الأولمبية وحتى هذه النهاية السعيدة. ولم يكن لقاء القائد للتكريم فقط، وإنما لحثهم على مواصلة إنجاز الصعود، وفي تقديم الصورة المشرفة لدولتنا في هذا المحفل، والظهور بالمظهر الحضاري المشرف، والمنافسة الشريفة، وأن يكون تقديم الأفضل ماثلاً أمامهم في كل الخطوات القادمة، حيث التأهل وحده غير كافٍ، ما لم يثبت شبابنا مقدرتهم على تحقيق أفضل ما في وسعهم لتشريف الدولة في هذا المحفل، لأنه قبلة العالم المحب للرياضة والمتابع لها، وكيف وأن الحدث أولمبي، ويضم بجانب كرة القدم عروس الأولمبياد، وأفضل الأرقام وأميز المهارات الرياضية. لم يكن اللقاء للتكريم فقط، وإنما لإسداء النصح والحث على الأخلاق الحميدة في تمثيل الوطن في هذا المحفل الذي يضم كل دول العالم بثقافاتها المختلفة التي تنصهر في الروح الرياضية السمحة والحركة الأولمبية السامية والداعية إلى السلام والمحبة والآلفة بين شعوب الأرض دون تفريق للون أو عرق أو دين. فإن كانت كرة القدم هي مشاركتنا الأولى أولمبياً في نهائياتها، فإن الألعاب المختلفة والرياضات المؤهلة هي أيضاً حاضرة ولها منا كل الدعم والمؤازرة. نعم كان لقاء الكرام بمن استحق التكريم، ولمن رفع راية الوطن عالية، وسيحافظ عليها كذلك، بتتويجهم هنا، أو في تشريفهم هناك بتحقيق نتائج إيجابية، والوصول إلى أبعد من التأهل، لأن التأهل الأولمبي شرف كبير ورفع راية الإمارات فوق سواري ساحات وميادين الحدث الأولمبي أغلى أمنية انتظرناها وتحققت بسواعد أبنائنا الذين كانوا عند حسن الظن وعلى قدر المسؤولية. فشكراً بوسلطان الكريم ابن الكرام، على تكريم من استحق التكريم، وعهداً علينا لنواصل العطاء بكرم يوازي كرمكم وتكريمكم . Abdulla.binhussain@wafi.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©