الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تسارع وتيرة الاستثمارات لإنتاج الوقود الحيوي

1 ابريل 2011 20:13
تعود فكرة اشتقاق الإيثانول من تخمير المحاصيل واستخدامه كوقود للسيارات بدلاً من الوقود الأحفوري، إلى هنري فورد الذي استخدم هذا الوقود لأول مرة بالأسواق الأميركية في عام 1908. ومع ارتفاع أسعار النفط، زادت فرص المنافسة الاقتصادية لأنواع الوقود المشتقة من النباتات، حيث بدأت شركات النفط والغاز العالمية الكبرى في ضخ أموال طائلة من أجل تحقيق ذلك الغرض. ودفعت “بي بي” مؤخراً 680 مليون دولار لشراء معظم أسهم شركة “ناسيونال دي أكوكير ألكوول” البرازيلية لإنتاج الإيثانول والسكر، في صفقة هي الأكبر للشركة في نشاط الطاقة البديلة. وتتوقع الشركة أن تصبح الطاقة البديلة الأسرع نمواً في قطاع الطاقة خلال العشرين سنة المقبلة، مع توقع زيادة الإنتاج العالمي من الوقود الحيوي لأكثر من ثلاثة أضعاف. ويتفق خبراء الطاقة مع توقعات “بي بي” المتفائلة بشأن الوقود الحيوي، لكن يبرز السؤال المتعلق بمدى حجم الدور الذي سيلعبه في مستقبل الطاقة. واتفق الناس وقبل وقت طويل بالحاجة المستقبلية للوقود السائل في السنوات العديدة المقبلة، خاصة على صعيد المواصلات وفي البلدان التي تفتقر إلى الاحتياطات الكبيرة من الوقود الأحفوري. وتعتبر صناعة الإيثانول المُشتق من الذرة وقصب السكر وبوصفه من جيل الوقود الحيوي الأول، راسخة في العديد من دول العالم الآن، حيث يعود الفضل في ذلك نسبياً إلى الحوافز الحكومية وسياساتها الداعمة. وتقدر سعة الإنتاج العالمية الحالية من الإيثانول بنحو 100 مليار ليتر معظمها من أميركا والبرازيل وأوروبا. وقال مارك جينسبورو نائب مدير “رويال شل الهولندية” لإستراتيجية الطاقة البديلة “قدمت الحكومات حول أرجاء العالم الدعم اللازم للوقود الحيوي، حيث ساعدت سياساتها في نمو سوقه العالمية التي ربما تشهد ارتفاعاً من 3% حالياً، إلى أكثر من 9% بحلول عام 2030”. وكونت “شل” في العام الماضي فريقاً مع شركة “كوسان” أكبر منتج للسكر والإيثانول في البرازيل، وذلك بغية إنشاء ثاني أكبر شركة لتوزيع وقود الإيثانول في البرازيل. وبالرغم من التأكيدات التي تشير لنمو هذه السوق، لكنها لم تستطع التغاضي عن بعض الأسئلة التي حالت من دون تطورها في البداية. وقال محللون إن الوقود القائم على النباتات يعمل على استهلاك خصوبة التربة التي يمكن استغلالها لزراعة المحاصيل الغذائية، بالإضافة إلى ارتفاع تكلفتها مقارنة بالوقود الأحفوري. كما أن هناك شكوكاً حول مدى آثارها البيئية. وقال إيان سيم المدير التنفيذي لشركة “إمباكس” لإدارة الأصول “كنا حذرين بخصوص استثمارات إنتاج الجيل الأول من الوقود الحيوي وتقنياته. وبالرغم من إغراء التحفيزات الحكومية في هذا المضمار، لا توجد عقبات كبيرة تقف في طريق الدخول إلى هذا القطاع، لذا تسعى الشركات المنتجة للمحافظة على الأرباح الجاذبة”. وعلاوة على ذلك، أشار محللون إلى عدم ربحية السوق الأوروبية حيث يعود الفضل في ذلك إلى انخفاض أسعار الإيثانول في الوقت الذي ارتفعت فيه أسعار القمح نسبة لضعف موسم الحصاد. ويمثل القمح واحداً من الوسائط المهمة لإنتاج الإيثانول. ويقول نيك وود مدير الطاقة في شركة “ديلوييت” للاستشارات المالية “تفوق السعة الإنتاجية في أوروبا، الكمية المستهلكة بنحو 20%. أما في أميركا والبرازيل، فالاثنان شبه متساويين”. وتعمل معظم شركات النفط، بما فيها “شل” و “بي بي” في إنتاج وقود الجيل الثاني “إيثانول السيللوز” من المحاصيل الزراعية غير الغذائية، بالإضافة إلى تعاونها مع شركاء من البرازيل بغرض إنتاج الإيثانول التقليدي من قصب السكر. وتعمل “شل” مثلاً مع شركة “لوجين إنيرجي” الكندية لتطوير تقنية المعالجة بهدف استخراج الإيثانول من أعشاب البراري عبر استخدام الإنزيمات. نقلاً عن: فاينانشيال تايمز ترجمة: حسونة الطيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©