المعلم : قمة سورية لبنانية قريباً مفتوحة على كل الملفات

أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن قمة لبنانية-سورية ستعقد في دمشق في موعد قريب جداً وستكون مفتوحة على كل الملفات، وكشف عن وجود لجنة من كبار القضاة تهتم بملف المفقودين اللبنانيين تعمل ما بين البلدين، وأعلن استعداد بلاده لكل تعاون إيجابي مع لبنان لمعالجة كل الملفات العالقة بين البلدين بما فيها ترسيم الحدود، ومزارع شبعا، والعلاقات الدبلوماسية· وقال المعلم بعد تسليمه امس دعوة رسمية الى الرئيس اللبناني ميشال سليمان من نظيره السوري بشار الأسد لزيارة دمشق إن بلاده عازمة على فتح سفارة لها في بيروت وإقامة تبادل دبلوماسي· وجاءت زيارة المعلم الى بيروت بعد أيام من لقاء بين سليمان والأسد في باريس، على هامش القمة المتوسطية، حيث اتفقا على تطبيع العلاقات وتبادل التمثيل الدبلوماسي·وحول ملف المفقودين اللبنانيين في سوريا قال المعلم: من صبر 30 عاماً يستطيع أن يصبر بضعة أسابيع، في إشارة الى اتجاه سوري لإعلان موقف رسمي ونهائي عن هذا الملف في القريب العاجل وربما خلال القمة· وقال بالمقابل أنا لم أحضر معي ملف وأهالي المفقودين السوريين في لبنان لكي يتظاهروا بدورهم ضد لبنان، وحول المواقف المعادية لسوريا التي تنطلق من لبنان أشار الى أن بلاده لا تعير اهتماماً لهذه الأصوات التي تعتبر بالنسبة اليها ''صرخات في وادٍ سحيق''، وذلك في إشارة الى تصريحات النائب وليد جنبلاط التي دعا فيها الى إلغاء المجلس الأعلى اللبناني-السوري وكل الاتفاقات المعقودة مع دمشق إبان ما سماه ''عهد الوصاية السورية على لبنان''، وعدم المس بالمحكمة الدولية لمحاكمة ''قتلة الرئيس رفيق الحريري''· وتناول البحث خلال لقاء الرئيس سليمان مع المعلم الترتيبات الخاصة بالقمة المقبلة بين الرئيسين في دمشق، بالإضافة الى مواضيع تخص البلدين· وقال المعلم: نحن ننتظر في دمشق زيارة الرئيس اللبناني في أقرب وقت، وتطرق الى العلاقات الثنائية بين البلدين، قائلاً إن الرئيس فؤاد السنيورة هو رئيس لحكومة وحدة وطنية، وبهذه الصفة يجب ''أن يتم التعاون بين الحكومتين اللبنانية والسورية وفي المرحلة المقبلة سنحتاج الى تبادل الزيارات والى تفعيل عمل الوزراء في الحكومتين لكي نصل الى أرضية مشتركة لبناء علاقة مستقبلية تقوم على التكافؤ بين البلدين الشقيقين وتجد عناصر التكامل التي تخدم مصالح الشعبين''· وحول تبادل التمثيل الدبلوماسي والاتفاقات الثنائية الموقعة بين البلدين أجاب المعلم: هناك أصوات في لبنان تقول إن بعض الاتفاقيات مجحفة بحق لبنان، تقابلها أصوات مماثلة في سوريا، ونحن نريد أن نرى هل ان ما يقال صحيح، فلا أحد يقيم علاقة مع طرف آخر عنوة، ونحن نريد خدمة مصالح الشعبين، ولا شيء يمنع ترسيم الحدود، آخذين بعين الاعتبار التداخل السكاني بين القرى الحدودية· وأكد المعلم أن بلاده قالت وما زالت تقول إن مزارع شبعا لبنانية، نافياً وجود أية مشكلة بين البلدين حول هوية هذه المزارع، عازياً العقبات الى الاحتلال الاسرائيلي للأرض اللبنانية في المزارع وبلدة الغجر ومرتفعات كفرشوبا· وقال: هناك احتلال اسرائيلي لا بد من إنهائه، وإن بلاده لا تعتبر مرابطة قوات ''يونيفل'' المعززة في هذه المزارع بمثابة انتهاء للاحتلال· ورفضت مصادر مطلعة رداً على سؤال لـ''الاتحاد'' تحديد موعد محدد للقمة واكتفت بالقول: إن ذلك يرتهن بنيل الحكومة الثقة البرلمانية، وقالت: إن الرئيس سليمان طلب من اللجنة الوزارية المكلفة بإعداد البيان الوزاري تكثيف اجتماعاتها لوضع صيغة نهائية للبيان، لإقراره في جلسة للحكومة، وأحالته بصورة عاجلة للغاية الى البرلمان لمناقشته ومنح الثقة للحكومة في أسرع وقت · من جهتها عقدت اللجنة اجتماعها الرابع امس برئاسة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة، وأوضحت مصادرها لـ''الاتحاد'' بأن البحث تركز على المواضيع الهامة والأساسية التي ستدرج في البيان لاسيما ما يتعلق بالاستراتيجية الدفاعية اللبنانية والعلاقات مع سوريا والوضع الأمني· وقال وزير العمل محمد فنيش بعد الاجتماع إن اللجنة ستتابع عملها اليوم الثلاثاء· وكان أهالي المفقودين والمعتقلين اللبنانيين في السجون السورية قد تظاهروا على طريق القصر الجمهوري قبيل وصول المعلم، ورفعوا لافتات تطالب بمعرفة مصير أبنائهم وإقفال هذا الملف بين البلدين، ثم انطلقوا في مسيرة الى القصر الجمهوري وسلموا الرئيس سليمان مذكرة موقعة من 16 جمعية تطالب بحل قضية المعتقلين· ووقع إشكال بين المعتصمين وعناصر الجيش اللبناني على طريق القصر الجمهوري قبيل مرور موكب المعلم، بعدما حاول الجيش إبعادهم لفتح الطريق· واعتبر عضو تكتل ''التغيير والإصلاح'' النائب سليم سلهب أن كشف مصير المفقودين سيكون مدخلاً لتصحيح العلاقات اللبنانية-السورية· الى ذلك أجرى المعلم اتصالاً هاتفياً بسمير القنطار، هنأه فيه بإطلاقه من الأسر