أصبحت فرانس تيليكوم أول شركة مشغلة للموبايل تعمل على إرسال المكالمات الصوتية والمرئية بطريقة عالية الدقة والوضوح، وذلك كجزء من الجهود التي تبذلها الشركات لتحسين وترقية جودة المحادثات في الهواتف الخليوية. ولقد عمدت شركة فرانس تيليكوم عبر وحدتها الخاصة بالموبايل التي تدعى «أورانج» الى نشر الشبكة الجديدة الشهر الجاري في دولة مولدوفا التي تم اختيارها بسبب أن الدولة تستضيف آخر ما استجد من شبكات الجيل الثالث الخاصة بشركة فرانس تيليكوم بحيث تستطيع بذلك تطبيق هذه التكنولوجيا الجديدة.
ويقول يافس تايرودي رئيس إدارة البحوث التكنولوجية في شركة فرانس تيليكوم «إننا نحتاج إلى تزويد زبائننا بأفضل تجربة للصوت، ولقد استثمرنا أموالاً كبيرة في هذه التكنولوجيا حتى نكتسب التميز وسط المنافسين».
التكنولوجيا الجديدة
ولكن خبراء الصناعة انقسموا فيما بينهم بشأن ما إذا كانت التكنولوجيا الجديدة للصوت عالي الدقة والوضوح سوف تشكل التقدم الذي تعول عليه الشركات المشغلة لتعويض الانخفاض المستمر في أسعار المكالمات الصوتية المنتج الأكثر أهمية لهذه الشركات. وذكر كول هارت المحلل في مكتب جارتنر في فلادلفيا أن أقل من 1 في المائة من مستخدمي هاتف الموبايل لديهم نطاق عريض للموبايل يتطلب خدمة استخدام الصوت العالي الدقة والوضوح. ولكن وخلال فترة 10 سنوات من الآن وبعد أن تتمكن الشركات المشغلة من تحويل شبكاتها إلى أنظمة تعتمد على الإنترنت فإن نصف كافة الزبائن سوف يتمكنون من إجراء المكالمات الهاتفية عبر شبكات النطاق العريض اللاسلكية، كما يقول.
معايير جديدة
إلى ذلك فقد توقع بائعو المعدات والأجهزة أن يصبح الصوت عالي الدقة والوضوح المعيار السائد في الصناعة بازدياد وبوتيرة متسارعة. وفي الحقيقة فإن هذه التكنولوجيا أضحت أصلاً إلى انتشار بعد أن باتت تشكل عنصراً ثابتاً في أنظمة راديو الـ «إف إم» وفي الديسكات المدمجة وأجهزة التليفزيون إلا أنها ما زالت نادرة الاستخدام في الهواتف حيث ظلت تقتصر فقط على خدمات النطاق العريض للصوت مثل خدمة سكايب. والآن فإن شركة دوتش تيليكوم تجري التجارب على هذه التكنولوجيا تماماً كما يحدث من قِبَل كبريات الشركات الأميركية الناقلة، إلا أن فرانس تيليكوم أصبحت الشركة الأولى التي تجلب هذه التكنولوجيا إلى الأسواق. فمنذ عام 2006 نجحت شركة فرانس تيليكوم في بيع تكنولوجيا الصوت العالي الدقة والوضوح إلى المنازل المزودة بالخط الهاتفي الثابت ذي النطاق العريض في فرنسا حيث تتمتع بعدد 500 ألف عميل.
خطة للتوسع
أما الآن فإن الشركة تخطط لتوسعة هذه الخدمة بحيث تمتد إلى جميع مشتركيها في أوروبا البالغ إجماليهم 13.4 مليون مشترك بحلول عام 2015. وإلى ذلك فإن إدخال التكنولوجيا في مولدوفا يعتبر أول عملية توصيل للخدمة الصوتية المعززة إلى زبائن الهاتف المحمول. وذكرت فرانس تيليكوم أنها تتجه إلى توسعة مظلة توفير الخدمة إلى الزبائن الآخرين بمجرد أن تتمكن من إنجاز أعمال تحسين وترقية شبكتها اللاسلكية خلال فترة السنوات الخمس المقبلة. علماً بأن جودة الصوت في المحادثات الهاتفية لم تشهد تغيراً ملحوظاً منذ أن تم اعتماد أول المعايير الخاصة بالصناعة في حقبة الثلاثينات من القرن الماضي. إذ أن معظم أنظمة الهواتف ما زالت ترسل نبضات الصوت في مجال تتراوح سعته ما بين 300 إلى 3400 هيرتز، أي بكسر هامشي من المدى الخاص بصوت الإنسان. أما الآن وبفضل تكنولوجيا الصوت عالي الدقة والوضوح فإن شركة فرانس تيليكوم سوف ترسل الصوت في مدى يتراوح ما بين 30 الى 7000 هيرتز عبر شركة أورانج التابعة لها في مولدوفا التي تعتبر الرائدة في مجال الموبايل هناك بحصة سوقية تصل إلى 70 في المائة. على أن عملية جلب تكنولوجيا الصوت العالي والدقة والوضوح إلى شبكات الموبايل ما زالت تنتظرها العديد من المصاعب والعراقيل. إذ أن المعايير الفنية للصوت ذات النطاق العريض والخاصة بهواتف الخط الثابت ما زالت مختلفة عن تلك الخاصة بالشبكات اللاسلكية مما يمنع التواصل والارتباط بين الخدمتين إلى أن يتم تطوير المعدات بحيث تتوافق مع بعضها بعضاً. وما زال هنالك أيضاً نقص مريع في أعداد أجهزة هواتف الموبايل القابلة لاستيعاب التكنولوجيا. والآن فإن شركة أورانج تبيع هاتفها الوحيد لخدمة الصوت العالي الوضوح في مولدوفا من نوع نوكيا 6720C مقابل 385 دولاراً. ولكن ومن أجل نجاح تجربة الصوت يتعين على كل من الشخص المرسل والشخص المتلقي للمكالمة أن يكون لديهم هواتف مزودة بنوع الخدمة ذاته.
عدد اليوم
