الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فيديو .. مجزرة دالاس تعكس تصاعد التعصب في أميركا

فيديو .. مجزرة دالاس تعكس تصاعد التعصب في أميركا
10 يوليو 2016 16:08
تضاف مجزرة دالاس التي راح ضحيتها شرطيون بيض استهدفهم جندي سابق انتقاماً من وحشية الشرطة إزاء السود، إلى سلسلة طويلة من أعمال العنف الدموية التي تعكس بنظر خبراء تصاعدا للتطرف والتعصب في الولايات المتحدة. واعتبر مركز «بوفرتي لوو سنتر» الذي يتابع الحركات العنصرية والمتطرفة في الولايات المتحدة، أن التوترات العرقية والسأم من النخب السياسية، وعدم المساواة الاقتصادية، كلها عناصر تغذي الاستقطاب في البلاد. وكان مرتكب المجزرة ميكا جونسون الجندي السابق البالغ 25 عاماً مؤيداً لمنظمات تدافع عن حقوق السود ويدعو بعضها إلى العنف. وقال جونسون للشرطة إنه كان غاضباً بعد مقتل اثنين من السود برصاص الشرطة في ولايتي مينيسوتا (شمال) ولويزيانا (جنوب). وأشار «بوفرتي لوو سنتر» إلى أن المجموعات التي يرصدها هي حركات «لانفصاليين سود» يعارضون «الاندماج والزواج بين الأعراق، ويسعون إلى مؤسسات منفصلة، أو حتى دولة منفصلة للسود في أميركا». وقال مارك بوتوك، الخبير في «بوفرتي لوو سنتر» والذي كتب عن صعود هذه الجماعات في العام الماضي، إن هذه المنظمات «صغيرة جدا عموما، لكنها معادية جدا للسامية، ومعادية جدا للبيض ومعادية جدا للمثليين أيضا». لكن هذه الحركات تختلف جدا عن مجموعات مثل «حياة السود مهمة» التي ظهرت قبل عامين إثر مقتل عدد من السود العزل برصاص عناصر شرطة بيض في معظم الأحيان. وأوضح بوتوك لوكالة فرانس برس أن هذه الحركات غير مرتبطة بالمجموعة السلمية المعروفة باسم «حياة السود مهمة»، لكنها استفادت بطريقة غير مباشرة من شعبية هذه المجموعة. وأضاف «كل الغضب (...) إزاء عنف الشرطة ضد السود أسهم في صعود هذه المجموعات السوداء المتطرفة». وسارعت مجموعة «حياة السود مهمة» عبر صفحتها على فيسبوك إلى النأي بنفسها عن مجزرة دالاس الجمعة. وكتبت أن «اعتداء الأمس هو نتيجة أعمال ارتكبها قناص منفرد»، معتبرة أن «تحميل مجموعة بكاملها مسؤولية أعمال شخص واحد، هو أمر خطير وغير مسؤول». وكان جونسون يتابع على فيسبوك مجموعات «نيو بلاك بانثر بارتي» و«نايشن اوف اسلام» و«بلاك رايدرز ليبرايشن» وكلها مدرجة بحسب «بوفرتي لوو سنتر» على لائحة المجموعات التي تدعو إلى الكراهية. واتهمت «نيو بلاك بانثر بارتي» اليهود سابقا بالمسؤولية عن اعتداءات 11 سبتمبر، وهي تعتبر أن البيض يحضرون لإبادة جميع من هم غير بيض، بحسب ما أوضح «بوفرتي لوو سنتر». أما «نايشن أوف إسلام» فمعروفة أيضا بمعاداتها للسامية وكرهها للبيض. عصبية شديدة أورد «بوفرتي لوو سنتر» أن عدد المجموعات التي يرصدها عبر الإنترنت وتصنف ميليشيات أو مجموعات تدعو إلى إبادة العرق الأبيض، أو إسلامية متطرفة أو تابعة للنازيين الجدد، قد ازداد بنسبة 14 بالمئة بين عامي 2014 (784) و2015 (892). وهو عدد تضاعف مقارنة بالعام 1999، عندما كان هناك 457 من تلك المجموعات في الولايات المتحدة. ويمثل كل من «كو كلوكس كلان» والجماعات السوداء الانفصالية، على التوالي، 21 و20 بالمئة من مجموع الحركات التي تدعو إلى الكراهية. وازداد عدد المجموعات المرتبطة بـ«كو كلوكس كلان» من 72 عام 2014 إلى 190 في 2015. والعام الماضي أقدم مدافع شاب عن العرق الأبيض على قتل تسعة سود داخل إحدى كنائس شارلستون في كارولاينا الجنوبية. وارتفع عدد مجموعات الانفصاليين السود من 113 إلى 180 العام الماضي، عندما أدت أعمال وحشية ارتكبتها الشرطة إلى إحياء التوتر العنصري. وذكر الرئيس الأميركي باراك أوباما أن الرجلين الأسودين اللذين قتلا في مينيسوتا ولويزيانا لم يشكلا حالتين معزولتين، معتبراً أنهما مؤشر «إلى التحديات الأوسع نطاقا في نظامنا القضائي»، متحدثا بشكل خاص عن «الفوارق العرقية». وكثيرة هي الأمثلة التي تجعل الأميركيين في حالة من الغضب الشديد. فبينما كانت البلاد الخميس تحت تأثير صدمة مقتل الرجلين الأميركيين من أصل إفريقي، أثارت جثة رجل أسود تتدلى من شجرة في اتلانتا ردود فعل كثيرة. وقالت الشرطة إن الحادث كان انتحاراً. لكن السكان أعربوا عن قلقهم من مشهد ذكرهم بجرائم قتل كانت ترتكبها جماعة «كو كلوكس كلان» قبل عقود. وقال سكوت سيمبسون الناطق باسم مؤتمر الحقوق المدنية وحقوق الإنسان إن الحملة الانتخابية الرئاسية وما تتضمنه من خطاب عنصري ومعاد للمهاجرين يعتمده المرشح الجمهوري دونالد ترامب تخلق أيضا «بيئة يصبح التطرف فيها أكثر مقبولية». وأوضح «عندما يصبح خطاب الكراهية مهيمناً، فإنه يتيح للناس التعبير عن آراء متطرفة ما كانوا ليعبروا عنها علناً (...)»، مضيفاً أن هذا «يتيح للناس استهداف المجموعات» أيضا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©