السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حل أعوج

24 سبتمبر 2009 22:30
نسبة كبيرة من الناس اختارت عدم السماح لأبنائها بالذهاب للمدرسة، والالتحاق بالعام الدراسي خشية من مرض انفلونزا الخنازير، وقد انعكس ذلك على نسبة الحضور بالسلب في الأيام الأولى للسنة الدراسية حيث سجلت نسبة الحضور معدلات منخفضة. ربما تكون ردة الفعل هذه متوقعة على اعتبار أن حمى الخوف من انفلونزا الخنازير كانت أشد وطأة من المرض نفسه، والكثير من أولياء الأمور يعتقدون أن جلوس أبنائهم في البيوت، وتحت أنظارهم أفضل حالاً من السماح لهم بالذهاب للمدرسة، والمغامرة بإصابتهم بعدوى المرض. ووجهة نظرهم أن التريث في الأيام الأولى للدراسة، وعدم السماح لأبنائهم بالاختلاط مع بقية الطلاب في بداية العام الدراسي، أفضل لغاية ما تتضح الصورة الكاملة حول المرض. إذا مرت الأيام الأولى من الدراسة بسلام، ولم يحصل ما يمكن أن يعكر الصفو من تفشي الانفلونزا وحصول حالات عدوى، فإنهم سيسمحون لإبنائهم بالتواجد في صفوفهم، أما إذا حدث ما لا تحمد عقباه، وكانت البداية سلبية، وقامت وزارة التربية والتعليم بتأجيل الدراسة وإغلاق المدارس، فإنهم في هذه الحالة سوف يسلمون على أبنائهم. وجهة النظر هذه تبدو مقبولة بشكلها العام لأن أصحابها سيكونون رابحين في هذه الحالة من الناحيتين، وفي تقديرهم أن مرور أسبوع أو أسبوعين من الدراسة لا يشكل معضلة، وهو ثمن مقبول دفعه مقابل ضمان سلامة أبنائهم. لكن في الواقع وإن كان مثل هذا الأمر يبدو مقبولاً لكنه في النهاية لا يعتبر حلاً، وهو إجراء يعكس حالة خوف وليس إجراءً وقائياً، أولياء الأمور يستطيعون منع أبنائهم من الذهاب للدراسة هذه الأيام، لكنهم بالتأكيد لا يستطيعون منعهم من الخروج ومقابلة الأصدقاء والذهاب «للمولات» للتسوق، وهي كلها أماكن يمكن أن يصاب فيها الإنسان بالعدوى إذا كان مقدراً له ذلك. عدم الذهاب للمدرسة ليس هو الحل لأن الإصابة بالفيروس متاحة في كل مكان بما فيها البيوت، لذلك فإنَّ مقاطعة المدارس تعتبر حلاً أعوج لا يمكن أن يساهم بحل المشكلة، وهو في الواقع يجسد حالة الخوف التي أصبحت مستشرية. والخوف عندما يتملك صاحبه يسيطر عليه، ويسيره مثل ما يريد، لذلك لا عجب عندما نسمع أن أفضل تجارة مربحة في العالم هي تجارة الخوف، تثير ذعر الناس فيقدمون على فعل أي شيء طالما كانوا يعتقدون أنه سوف يزيل عنهم الخطر. Saif.alshamsi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©