الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

متطوعون وموظفون شباب يكتسبون خبرة التواصل مع الناس

24 سبتمبر 2009 22:30
في العيد نتسلى ونفرح ونقصد المولات والمطاعم وصالات الألعاب، الدنيا لا تسعنا والأيام عيد وراحة... من هم في سنكم يقفون اليوم بعيداً عن الصخب ووسطه في آن، يحملون أوراق الترشيح لجائزة أبوظبي «خير بلا حدود» في عامها الخامس، يشرحون للجمهور عن أهمية تكريم وتقدير فاعلي الخير في المجتمع، حيث بالوسع ترشيح من نريد من دون تفرقة لا في الجنسية ولا بالدين ولا بالسن، المهم هو ماذا أفاد الشخص الذي نرشحه المجتمع في إمارة أبوظبي، وقد يتم اختيار من ترشحوه وإن ورد اسمه لمرة واحدة فقط في بطاقات الترشيح، كما حصل في العام الماضي مع كاميرون أوليفير، فتى في الثالثة عشرة من عمره اليوم، عمل ولا يزال بدعم من لجنة تنظيم جائزة أبوظبي وراعيها الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. كما أفاد مصدر من لجنة تنظيم الجائزة وبحسب إحصاءات أجريت على الأرض فإن 75 في المئة من سكان إمارة أبوظبي يعرفون عن جائزة أبوظبي، ويبقى 25 في المئة يسعى متطوعون وموظفون شباب من المراحل الثانوية والجامعية، إلى شرح معاني الجائزة وكيفية الترشيح وأهميته. وكما في كل عام، فإن الترشيح يمتد إلى أيام شهر رمضان، أيام العيد حيث تتكثف نسبة الترشيحات مع تواجد مراكز متعددة للجائزة، بحيث تغطي تقريباً مراكز التسوق في أبوظبي والعين والمنطقة الغربية. وتواكب نفحات وروح البذل والعطاء التي نعيشها خلال شهر رمضان المبارك وعيد الفطر، الترشيحات لـ «جائزة أبوظبي» بدورتها السنوية الخامسة وهدفها يطال جميع مواطني وسكان إمارة أبوظبي، الذين سيتمكنون من التعبير عن امتنانهم وتقديرهم لأي عمل بإخلاص وصدق، ولأي شخص كرّس وقته وجهده للمساهمة في رفعة ورقي حياة ومجتمع الإمارة. وتأتي هذه الجائزة كثمرة طيبة للحرص الكبير الذي يبديه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة وحاكم إمارة أبوظبي، حفظه الله، على اقتفاء النهج الذي رسمه المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله. الجائزة ثقة مازن سمير الذي يدرس بمنحة اختصاص هندسة ميكانيكية في إحدى الجامعات الباكستانية، أمضى طيلة شهر رمضان في الترويج للجائزة متطوعاً وموظفاً، فهو يعرف عن الجائزة، ومتحمس لأهدافها، ويلفت إلى أن احتكاكه المباشر كان مع أهالي وسكان المنطقة الغربية، غير أنه لا يلبث في أيام عطلة الأسبوع التي يقل فيها التواجد في المنطقة الغربية أن يتوجه إلى أبوظبي زائراً ومشاركاً بقية زملائه الذين يتولون المدينة في التشجيع على ترشيح أسماء الخيرين. يقول: «ثمة كثيرون يعرفون عن الجائزة وأهميتها وأهمية تقدير الخيّرين، ولكن لا يكفي أحياناً أن يأخذوا بطاقة الترشيح بيدهم، عليهم أن يرشحوا اسماً ويجيبوا عن الأسئلة ويسقطوا البطاقة في الصندوق، وليس مزاحاً أن ترشيح واحد فقط قد يعلن فائزاً بالجائزة، لأن لجنة التحكيم تحرص على التركيز على عمل الخير ونوعه ومدى فعاليته في خدمة المجتمع والإمارة، ولا يهمها عدد الترشيحات». ويضيف مازن:»هناك أشخاص لا يعرفون من يرعى الجائزة، ولكن حين نقول لهم، تتضاعف ثقتهم بالجائزة وأهدافها فيتشجعون للأخذ بمسألة الترشيح بجدية بالغة متأملين أن يفوز الاسم الذي رشحوه. وهذه ثقة لم تأت من فراغ، لأن شيوخ الإمارات لم يقصروا في ايلاء اهتمامهم بالشعب وبالمقيمين وبالمجتمع». يرى مازن في تجربته في العمل مع «جائزة أبوظبي» فوائد جمة، منها أنه يعمل في وقت فراغه وقبل الالتحاق بالجامعة في الخارج في مجال إنساني خيري لا يفرق بين الناس، إنما يعاملهم كسواسية على اختلافاتهم وتنوّعهم في المجتمع الإماراتي، واعتبر أن للجائزة أثرا كبيرا في المجتمع لأنها تشجع على فعل الخير ما يساهم في تقدم المجتمع. كما رأى في تجربته هذه أنه يكتسب خبرة في التحدث إلى الناس لها أثرها في شخصيته، وأنه تعرف عن قرب بأهالي وسكان المنطقة الغربية، وفرح بهم وبتمسكهم بالتقاليد والعادات القديمة الحميدة التي اعتبرها غنى اجتماعيا يجب التعويل عليه في المستقبل. تدريبات ومقابلات للمتطوعين والموظفين تتحدث نوال ملص عن أهمية الجائزة لمن يسأل عنها وعن سبب وقوفها خلف جناح «جائزة أبوظبي» (ستاند في أحد المراكز التجارية) مشجعة الناس على ترشيح أسماء الذين يرونهم يستحقون الجائزة. لا تخفي شعورها بالفرح بمشاركتها هذه مع «جائزة أبوظبي»، لا بل تعتبر هذه المشاركة أساسية، وهي تستفيد منها في عطلتها الصيفية. تدرس نوال في المدرسة، وتحلم أنها ستكون في الجامعة السنة القادمة، وعلي الرغم من أن سنها 17 سنة، تتحدث عن مدى تأثير عملها مع الجائزة على شخصيتها، وتقول:»بات أهلي يشعرون كم أصبحت مسؤولة عن تصرفاتي وقراراتي، فالعمل مع الجائزة جعلني أدرك قيمة العمل وبذل المجهود وقيمة فعل الخير في المجتمع». لم تكن نوال تعرف سابقاً عن تفاصيل الجائزة وشروطها وأسلوب اختيار الفائزين بها سنوياً، لكن مقابلات وجلسات سبقت عملها للجائزة أتاحت لها الدخول في تفاصيل الجائزة، لأنها «كيف سأقنع الناس بشيء لا أعرفه وغير مقتنعة بأهميته». طلبت نوال بعد أسبوعين من العمل تمديد فترة تواجدها، وهذا ما جرى ولم تتوان عن ابداء الرغبة في المشاركة أيضاً خلال أيام العيد، فكان لها ما أرادته من دون اعتراض الأهل. وتقول:»كما لفت فإن أهلي يرون مدى تأثير الجائزة على شخصيتي وعلى أسلوبي في التعامل مع الناس، وفي ايصال فكرتي لهم بشكل واضح غير ملتبس، وهذا يفرحني إلى درجة أنني لا أشعر أنني أعمل بقدر ما إني أفرح بما أقوم به». تدرّب على مهنة المستقبل تقف جودي أنطون غاتا إلى جانب نوال، وهي في الأساس صديقتها «منذ زمن... وأعرف أهلها»، وهذه الصداقة دفعت بالفتاتين للعمل معاً في إطار التنسيق وبث روح الحماسة. تتخصص جودي في الجامعة في مجال «إدارة الفنادق والسياحة»، وهي لا تزال في سنتها الجامعية الأولى، وتقول:»لم أكن أتوقع كم يكسبني التحدث مع الناس والشرح لهم عن فكرة معينة بوسعه التأثير في شخصيتي، خصوصاً أن مجال تخصصي يقوم بالدرجة الأولى على صقل خبرتي في هذا المجال. وحتى لو كنت اجتماعية في طبعي، فإن التواصل المباشر مع الناس من مختلف المشارب والتطلعات في مجتمع متنوع مثل المجتمع الإماراتي، أمر إضافي مهمّ له خصوصياته وتحدياته». وتقول:»فرحت بالعمل مع «جائزة أبوظبي وأفتخر به، وعندما أجريت معي سلسلة من المقابلات وتمت الموافقة عليّ للمشاركة كون لجنة الجائزة دقيقة في خياراتها لما تمثّله الجائزة من مفاهيم ومعاني إنسانية وخيرية، شعرت حينها بأنني اجتزت الامتحان وكان ذلك سبباً لإحساسي بالفرح وبمزيد من الثقة بالنفس». وتضيف:»يتطلب اختصاصي الجامعي شخصية قوية تتطور، وهذا التفاعل مع الناس كان له أثره الفعال في تبلور نواحي عديدة من شخصيتي. لذا فعلت كما صديقتي نوال، فمدّدت ساعات عملي في اليوم، ولا ضير في أن أكون في العيد أعمل وأشجع الناس على ترشيح الأسماء كي تفوز بالجائزة، في حين أن العديد من أصدقائنا، أنا ونوال والزملاء العاملون معنا، يتمتعون ببهجة العيد. هم يتسوقون ونحن سنكون من يحثهم على ترشيح أسماء للجائزة، لأن جائزتنا التي ربحناها هي هذه الخبرة في التعامل والتحدث مع الناس، وهي خبرة لا تتاح فرص تحقيقها كل يوم». 5
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©