السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السلوكيات والمشاعر والعواطف تتمركز في «ناصية» الإنسان

24 سبتمبر 2009 22:29
مخ الانسان من آيات الله -سبحانه وتعالى- في خلقه، ومن أهم الأعضاء في الجسد فهو يعطي أوامر واشارات لباقي أعضاء الجسد، وبالرغم من أهميته الكبرى فإن العلماء حاولوا الغوص في أعماقه لحل ألغازه واسراره ولكنه لا يبوح إلا بالقليل من الأسرار التي أودعها الله فيه. وحاول العلماء كشف هذه الأسرار ومنها معرفة أي منطقة في المخ تتأثر وتنشط حينما يأتي الإنسان سلوكا معينا، بخاصة في الانفعالات أو الإثارة أو الصدق والكذب أو محاولة الاستعانة بعقله للوصول إلى قرار أو رأي صواب في قضية معينة، حتى تمكن العلماء -بفضل من الله سبحانه وتعالى- من الوصول الى هذه المنطقة من مخ الإنسان التي تساعده على الوصول الى الهدف. ووجد العلماء ان هذه المنطقة تحدث عنها القرآن الكريم في آياته الحكيمة. هذا ما أكده العالم البروفسور «سكوت فارو» ووصل اليه علماء آخرون في دراسة أعدها عبدالدايم الكميل الباحث في الاعجاز العلمي للقرآن والتي نشرت في بعض المجلات العلمية. معنى الناصية نشرت الدراسة بعض آيات القرآن الكريم التي تحدثت عن هذه القضية، قال تعالى: «أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى، أرأيت إن كان على الهدى. أو أمر بالتقوى. أرأيت إن كذب وتولى. ألم يعلم بأن الله يرى. كلا لئن لم ينته لنسفعن بالناصية. ناصية كاذبة خاطئة» سورة العلق الآيات 9-16. واهتمت الدراسة بالوصول الى معنى كلمة «الناصية» في سورة العلق، وحاولت معرفة كيف ومتى كان العرب يستخدمونها، فوجد أن العرب كانوا يقولون «نصاه» أي قبض بناصيته وهي شعر مقدمة وأعلى الرأس، وأن العرب وقت نزول القرآن كانوا يفهمون من كلمة الناصية أعلى مقدمة الرأس، وحينما يقول «ناصية الإنسان» فإنه يقصد من ذلك أعلى مقدمة الرأس، وهكذا يكون القرآن الكريم أول كتاب تحدث عن هذه المنطقة في مخ الإنسان وعلاقتها بالكذب فقال «ناصية كاذبة»، كما أكد القرآن أن الناصية مسؤولة ايضا عن ارتكاب الخطأ في قول القرآن «ناصية كاذبة خاطئة». وجاء في القرآن الكريم أيضا ما توصل اليه العلماء بعد ذلك، فيقول الله ـ سبحانه وتعالى ـ على لسان سيدنا هود -عليه السلام- بعد ما كذبه قومه فقال لهم: «إني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم» سورة هود الآية 56. وقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهو يسلم أمره لله ويدعوه «ناصيتي بيدك». وتشير الدراسة إلى أنه بعد انتشار ظاهرة الكذب بين الناس، أثارت تلك الظاهرة انتباه العلماء وتساءلوا: عن طبيعة النشاط الذي يحدث في مخ الإنسان حينما يكذب وهل هذا النشاط يماثل ما يحدث في مخ الانسان في حالة الصدق؟ كشف الكذب طور العلماء في الدراسة ذاتها أجهزة للكشف عما يحدث في ثنايا المخ، حتى وصلوا الى اختراع جهاز يكشف منطقة المخ المسؤولة عن الكذب وتتبعوا ما يحدث في المخ حينما يحاول الإنسان إخفاء كذبه. وبعد عدة تجارب مع عدد كبير من الكذابين اكتشف العلماء أن منطقة محددة من الدماغ مسؤولة عن كل ذلك وهي منطقة أعلى مقدمة الدماغ، وبحث العلماء في المراجع العلمية واللغوية فوجدوا أن هذا الجزء يسمى «ناصية» كما جاء في القرآن الكريم في سورة العلق. وتابع العالم «سكوت فارو» تجاربه والتقط صورا لنفس المنطقة لعدد من الناس لا يكذبون فسجلت أجهزته نشاطا في نفس المكان الذي شهد نشاطا لحظة الكذب، ولكن «سكوت فارو» سجل فارقا في النشاط فالكذب يحتاج لمجهود وطاقة ليواري الانسان كذبه أكبر من تلك الطاقة التي يتطلبها في حالة الصدق والثقة بالنفس، وهكذا تمكن العلماء من اختراع جهاز كشف الكذب الذي يعمل بالرنين المغناطيسي لمعرفة الكاذب من الصادق. وتابع العلماء أبحاثهم وتجاربهم على هذه المنطقة فوجدوا أنفسهم أمام مفاجأة هي أن الله ـ سبحانه وتعالى ـ خلق المخ على أساس أنه صادق، ولكن الإنسان يغير هذه المعالم بسلوكه، فإذا كذب الإنسان ظهر ذلك في منطقة «الناصية». وتابع العلماء رصد نشاط الدماغ أثناء السلوكيات المختلفة واختاروا هذه المرة السلوك الخاطئ وتتبعوا عددا من الناس يرتكبون الأخطاء وقاموا بمسح كل المخ فوجدوا نشاطا ملحوظا في نفس المنطقة التي سموها «ناصية الإنسان». وكرر العلماء تجاربهم وخرجوا بأن «ناصية الانسان» هي منطقة في المخ مسؤولة عن معظم سلوكيات الإنسان من مشاعر وعواطف ومواقف.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©