الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شمس الأتربي تروي صفحات من التراث على القماش

شمس الأتربي تروي صفحات من التراث على القماش
24 سبتمبر 2009 22:28
تعتبر المرأة العربية الأكثر حظا بين نساء العالم بما لديها من تراث ثري بالتفاصيل الساحرة والجمال المبهر تعكسه مجموعة من الأزياء التقليدية التي تتناغم فيها الألوان والاقمشة الفاخرة والهفهافة مع القصات المميزة والحياكة الرفيعة المستوى لتنقل لنا صفحات من الحضارة التي قادت العالم إلى آفاق رحبة. وتعكس العباءة والجلابيب التراثية البديعة مفردات الطبيعة والبيئة المحيطة وتتنوع اشكال الجلابيب من منطقة إلى أخرى وكذلك أساليب التطريز والاكسسوارات. ومن أهم بيوت الأزياء التي تخصصت في صنع العباءات والجلابيب التراثية الاصلية يأتي "الدكان" في المقدمة حيث جابت صاحبته شمس الأتربي ربوع مصر والعالم العربي لتسجل التفاصيل الثرية التي تزخر بها أزياؤنا التراثية ونجحت على مدى سنوات في تقديم افكار متجددة لجلابيب وعباءات شديدة الفخامة والجمال. وتضم مجموعتها الأخيرة التي طرحتها عشية حلول شهر رمضان قطع فنية تروي جانبا من تاريخ المرأة وابداعها في قرى ونجوع مصر وصحاريها وكذلك في العديد من الدول العربية مثل الأردن والمغرب وتونس واليمن والجزيرة العربية وغيرها واعتمدت الجلابيب على القصات المميزة لكل منطقة وباسلوب حياكة رفيع المستوى واكسسوارات تتلائم مع المنطقة التي تعبر عنها الأزياء وتضمنت الجلابيب والعباءات الرسوم المطرزة والمطبوعة وبعض الانسجة الموشاة بخيوط الذهب أو الفضة. وعن الخامات التي اعتمدت عليها في مجموعتها الاخيرة تقول الأتربي:"منذ سنوات وأنا أصنع الأقمشة والخامات التي أحتاجها في تنفيذ تصاميمي من الأزياء التراثية سواء كانت خامات خفيفة هفهافة أو سميكة متماسكة ذات تكوينات متميزة حتى أحصل على الشكل النهائي الذي أريده للموديل وكان هدفي ان تكون الخامات على أرقى مستوى من الرفاهية ولم تعد العباءة أو الجلابيب مجرد زي تراثي يتم ارتداؤه في الحفلات الرسمية أو المقابلات العائلية بل أن تشعر المرأة العربية بانها متفردة وأنيقة في أزياء تلائم روحها وطبيعتها وتعزز من شعورها بالثقة في نفسها". وتضيف:«معظم الأقمشة يدخل فيها الأقطان بنسبة كبيرة والكتان إلى جانب الحرير وهناك فريق من المتخصصين في الطباعة والتطريز بكل أنواعه بحيث تكون كل قطعة تعبيرا صادقا عن الجمال النابع من الماضي بكل ذكرياته الدافئة وتعكس روح العصر التي تتسم بالجرأة وكسر القوالب والافكار التقليدية». وتشير الأتربي إلى التطور التقني في الخامات وأساليب تصنيعها كذلك الألوان والتي تتماشى مع الموديلات المتنوعة وكذلك اختيار قطع الحلي التراثية الملائمة. وتؤكد الأتربي أن معظم الجلابيب والعباءات تكاد تكون نسخ أصيلة ومعظمها يعتمد على الإبداع اليدوي «هاند ميد» بما في ذلك خامات النسيج التي تصنع على أنوال خاصة وحتى تنفيذ الحليات بكل طرزها التي تنسجم، وتتلائم مع الموديلات العديدة التي تضمها المجموعة. ملاءمة الأزياء التراثية للحياة العصرية عن مدى ملاءمة الأزياء التراثية لحياة المرأة العصرية تقول شمس الأتربي:»هناك نوعيات وتصاميم عديدة تضمنتها المجموعة تناسب الحياة المعاصرة منها الجلابيب التي تتسم بالبساطة والرقة وتمنح المرأة حرية في الحركة واخرى تتميز بالفخامة والرفاهية والقيمة الجمالية العالية إلى جانب الخامات الراقية التي تجعل من الجلابيب تحفا فنية لا تخضع لقوانين الزمن وصراعات الموضة بل تجعل المرأة تشعر بشموخ وهي ترفل في أناقة مترفة وتعكس انتمائها لحضارة إنسانية تتمتع بالتنوع والثراء». وحول مساحة التجديد في الأزياء التراثية تقول:»هناك خطوط عامة مميزة لكل منطقة أو قبيلة عربية وكذلك بعض الألوان التي لم تكن تخرج عنها أزياء المرأة في منطقة ما ولكن ذلك لا يمنع من التطوير المستمر مع الحفاظ على الروح الأصيلة من خلال اساليب التطريز اليدوي والغرز المستخدمة والرسوم والزخارف الهندسية والنباتية والاشكال المعروفة والموثقة في كل منطقة».
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©