صدر مؤخرا للشاعر عبدالعزيز المسلم مدير إدارة التراث بدائرة الإعلام والثقافة بالشارقة والباحث المتخصص بالتراث الإماراتي، كتاب بعنوان «من القلب». وجاء الكتاب في 128 صفحة من القطع المتوسط متضمنا نخبة من المقالات الصحفية التي سبق للمسلم أن نشرها في الصحافة المحلية والخليجية، توزعت على عدد من الفصول هي: وطني، أعلام، أندية، تراث، كلمات ومعناها، تاريخ، ثقافة، صداقة، شعر، وبلا عنوان. والكتاب عبارة عن رحلة تأمل قصيرة وشاردة في العالم والمحيط من حوله، كما لو أن المقالة فن آخر أدرك الكاتب خطورة نوعه باختلافه عن البحث والقصيدة، وبالتالي يريد من خلاله أن يوصل رسالة ما إلى أوسع جمهور ممكن، حيث اللغة السهلة التي يتناول عبرها عبدالعزيز المسلم ما هو مألوف بالنسبة للقارئ من واقع معاش وأشياء وقضايا وأفكار وسوى ذلك. ومن أجمل تأملات عبدالعزيز المسلم تلك المقالة التي حملت العنوان «كيف تصحو العصافير»، التي تشبه كثيرا التأملات الشعرية الحديثة بجنوحها نحو ما صار عاديا بالنسبة للناس إلى حدّ أنه لم تعد هناك مدعاة للتساؤل حوله. والتالي مقتطف من أجواء هذه المقالة:«لكن، أجمل ما جال بخاطري ولم أصل إلى كنه جماله بعد هو صباح العصافير، تلك الطيور الوديعة بالغة الرقة والجمال. إنني دائما أتساءل: كيف تصحو العصافير، وكيف هو صباحها، هل تبدأ بالتغريد الذي به حمد لله وشكره على نعمه .. أم ماذا؟. كنت أرى دائما أن صباحها هو الأجمل. فهي مشغولة دائما بالفضاءات الرحبة ومزهوة بالحرية ومأخوذة بالجمال. تغريد العصافير، جميل دائما وعذب على الإطلاق».
عدد اليوم
