ماكرون.. خطوات أولى في نادي الكبار

بروكسل (أ ف ب) يخطو إيمانويل ماكرون خطوته الأولى في نادي كبار قادة العالم على الساحة الدولية، غير أن الرئيس الفرنسي الجديد ليس مبتدئاً على الساحة الدولية. ويقول «غاسبار غانتزر»، الذي عينه الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا أولاند، مسؤولاً إعلامياً في الإليزيه: «إن ما يعيشه ماكرون الآن بصفته رئيساً للجمهورية، مرّ به قبلاً عندما كان مستشار اقتصادياً للرئيس أولاند قبل خمس سنوات». والتقى ماكرون الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حول غداء عمل في بروكسل، قبل المشاركة في قمة للحلف الأطلسي أمس. وأوضح «غانتزر» متذكراً: «كان معاونه الأساسي حول كل المسائل الاقتصادية ومكلفاً مع آخرين الإعداد لقمم أوروبية وأيضا لقمتي مجموعة الثماني والعشرين، وهو ما أتاح له إقامة علاقات مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ومعاونيها وأيضاً لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين». ويقول عضو آخر في الفريق الرئاسي السابق «إن إيمانويل ماكرون كان حضوره طاغياً ويتمتع بنفوذ واسع في المسائل المالية والاقتصادية». وبعدها عرف المستشار الشاب والسكرتير العام المساعد للرئاسة صعوداً لافتاً، وعُيّن وزيراً للاقتصاد لمدة عامين حتى صيف 2014 قبل أن يفوز في الانتخابات الرئاسية. وفي برلين، حيث كانت الرحلة الأولى لماكرون بُعيد توليه مهامه، رحبت ميركل بالرئيس الجديد بشدة، ولم يكن هناك شك من ارتياحها بعدم فوز زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن. وقبل ثلاثة أيام على الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية، حصل ماكرون أيضاً على دعم لا يُستهان به من قبل الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، الذي أبدى «إعجابه» بطريقة إدارة الرئيس الوسطي لحملته الانتخابية وتأييده «القيم التقدمية» التي ينادي بها هذا الأخير. وليس ماكرون الذي يدعو إلى «فرنسا قوية داخل أوروبا حامية» غريباً عن طريقة عمل القمم الأوروبية والدولية كما أنه يتكلم الإنجليزية بطلاقة. ويريد ماكرون المؤيد للاتحاد الأوروبي «إعادة تنظيم» من خلال تعزيز الثنائي الفرنسي الألماني واعتماد حوكمة أفضل لمنطقة اليورو. لكن في الساحة الدولية، لا يزال على ماكرون مواجهة نظرائه الذين لن يتوانوا عن اختباره. وعلى هامش قمة الأطلسي، أجرى ماكرون لقاءات مع قادة آخرين غير ترامب، منهم البلجيكي شارل ميشال والتركي رجب طيب أردوغان والبولندي أندريه دودا. ويغادر ماكرون اليوم للمشاركة في قمة مجموعة السبع في تاورمينا في إيطاليا، قبل أن يستقبل نظيره الروسي بوتين في قصر فيرساي بالقرب من باريس في ما سيشكل اختباراً كبيراً له قبل قمة مجموعة العشرين في مدينة هامبورغ الألمانية، في مطلع يوليو. وفي رمز آخر لهذا النهج «الديجولي الجديد»، أعيدت تسمية وزارة الدفاع وزارة الجيوش في الحكومة الأولى للرئيس الجديد.