دبي (الاتحاد)
قبل 34 عاماً واستباقاً للنهائي القاري بين روما وليفربول في البطولة القارية لم تتردد الصحف الإنجليزية في جعل الأسطورة أيان راش غلافاً لها، بل وعنونت «وداعاً روما»، وحرصت على أن تكتب كلمة الوداع باللغة الإيطالية، في إشارة إلى أن فريق ذئاب لا أمل له حتى قبل أن تبدأ المواجهة النهائية، لأنه سيكون في مواجهة الكيان الكروي الأعظم في إنجلترا، بل في أوروبا بأسرها في نهاية حقبة السبعينيات وفترة الثمانينيات من القرن الماضي، فقد كان ليفربول يسيطر على كل شيء محلياً وقارياً.
ليفربول بقيادة نجمه الأسطوري أيان راش، وأيقونته التاريخية كيني دالجلش نجح في الفوز باللقب القاري على حساب روما عام 1984، بعد أن انتهت المباراة بالتعادل بهدف لكل فريق، واحتكم الفريقان لركلات الترجيح ليفوز الريدز برباعية لهدفين، ويتوج على عرش القارة للمرة الرابعة في تاريخه ويصبح المنافس الأقوى للريال على زعامة القارة في هذا الوقت، والشاهد في الأمر أن راش كان الأسطورة ونجم الأغلفة اللندنية قبل بداية المباراة النهائية، وعلى الرغم من إقامة المباراة بالملعب الأولمبي بالعاصمة الإيطالية، وهو معقل فريق الذئاب، إلا أن الليفر فرض شخصيته القارية وظفر باللقب.
وفي 2018 لم تجد صحافة الإنجليز نجماً يفوق محمد صلاح مكانة وتأثيراً لتجعله غلافاً ملهماً في معركة قبل النهائي بدوري الأبطال، وهذه المرة عنونت صحيفة الجارديان «كل الطرق تؤدي إلى روما»، وهي المقولة التاريخية الشهيرة، وظهر صلاح على هذا الغلاف، مما يؤشر إلى أن آمال عشاق الريدز، وجماهير الكرة الإنجليزية تتعلق بالنجم المصري في التحدي القاري، وبالنظر إلى الفارق الزمني بين غلاف راش، والواجهة التي تصدرها صلاح، فإن الملايين من عشاق الكرة العربية في المنطقة العربية يعيشون حلماً تحول إلى واقع، فقد كانت مشاهدة راش ودالجليش قبل أكثر من 30 عاماً هدفاً ومتعة في حد ذاتها، ومع صلاح تحول الملايين في المنطقة العربية من المشاهدة إلى المشاركة، وأصبح حلم دوري الأبطال حقاً مشروعاً، فقد فعلها النجم الجزائري رابح ماجر من قبل، والآن أتى صلاح ليحمل الحلم العربي فوق كتفيه كما فعل النجم الجزائري عام 1987 بهدفه الشهير في مرمى بايرن ميونيخ ليقود بورتو البرتغالي للفوز بالبطولة القارية.
عدد اليوم
