شروق عوض (دبي)
أكدت هيئة الطرق والمواصلات، أنّها ستقوم مستقبلاً بإيقاع غرامة مالية بقيمة 100 درهم على كل شخص يستخدم المكان غير المخصص له في ترام دبي والجلوس في المساحة المحددة لعربة النساء والأطفال، لافتة إلى أن قيامها بوضع علامات أرضية داخل عربة النساء والأطفال في ترام دبي بألوان أنثوية، وزيادة عدد الحملات التوعوية الموجهة لمستخدميه، جاء بهدف تجنيبهم الوقوع بالغرامات المالية.وأوضحت الهيئة أنها ستفرض هذه الغرامة بعد تحقيق الأهداف المنشودة من الحملات التي أطلقتها في الأول من مارس الحالي داخل عربة النساء والأطفال وعلى رأسها تعزيز ثقافة احترام خصوصية هذه العربة في عقول ووعي جميع مستخدمي الترام للجلوس في الأماكن المخصصة لهم فقط. جاء ذلك بعد أن انفردت «الاتحاد» بنشر شكاوى مستخدمي ترام دبي حول وجود الرجال في مقصورات النساء والأطفال، وما يسببه ذلك من إحراج للنسوة اللواتي اخترن تلك المقصورات تحديداً لرغبتهن في الحصول على مساحة أوسع من الحرية والابتعاد عن أجواء الاختلاط بين الجنسين. وأكدت الهيئة بدورها لـ «الاتحاد» قيامها على ضوء تلك المعطيات بزيادة حملات التفتيش على تلك الأماكن بنسبة 20%، استجابة لتلك الشكاوى.وبعد الصدى الواسع الذي خلفته تصريحات الهيئة، طالب بعض المستخدمين عدم التركيز على إقامة الحملات فحسب، وإنما يتوجب فرض غرامات على أولئك الذكور المتطفلين على مقصورات النساء والأطفال بترام دبي، علاوة على إصرارهم ومطالبتهم بضرورة تنفيذ خطوة الهيئة ابتداء من منتصف الشهر الحالي بعد أن نفذت تلك الحملات التفتيشية في مقصورات النساء والأطفال في مترو دبي، وفرضت غرامة مالية على فئة المتطفلين. وبعد معاودة طرق أبواب الهيئة مرة أخرى ونقل مطالب مستخدمي ترام دبي التي برزت على السطح، أكدت الهيئة أنّ التركيز منصب بالمقام الأول على توعية الجميع حول الأماكن المخصصة لفئة النساء والأطفال، وعندما يصل الأفراد إلى درجة كبيرة من الوعي بخصوصية تلك الأماكن في ترام دبي باعتباره وسيلة جديدة لم يعتادها الناس من قبل لحداثتها ودخولها للخدمة منذ 4 شهور، حينها ستباشر بتحرير مخالفات للمستخدمين الذين يقتحمون مقصورات النساء والأطفال.
الجمهور أولاً
وقال عبدالله يوسف آل علي، المدير التنفيذي لمؤسسة القطارات، إنّ الهيئة تسعى بشكل مستمر للنظر في احتياجات الجمهور ورغباته وتلبيتها، حيث حرصت على توفير الخصوصية والراحة لركاب فئة النساء والأطفال في المقصورات ومراعاة عادات وتقاليد المجتمع، كما قامت بزيادة حملات التفتيش ابتداء من 1 مارس 2015 داخل عربة النساء والأطفال ووضع علامات أرضية داخل العربة بألوان أنثوية حتى يتعرف إليها الجمهور، تفادياً للوقوع في المخالفات، إضافة إلى القيام بتغطية تلك العربة بعلامات جديدة ذات طابع أنثوي ليتسنى للمستخدمين التعرف إليها بالشكل الصحيح.
وأضاف: «لم تغفل الهيئة مسألة تحديد الغرامات على الأشخاص الذين يستخدمون الأماكن غير المخصصة لهم، إذ فرضت غرامة مالية مع دخول الترام للخدمة وفتح أبوابه للجمهور وقيمتها 100 درهم على كل شخص جلس في المساحة المخصصة لفئة النساء والأطفال في ترام دبي، إلا أنها لم تعقد العزم على إيقاع تلك الغرامات على المستخدمين إلا بعد الانتهاء من تحقيق الحملات التفتيشية الهادفة لامتلاك مستخدم الترام ثقافة احترام خصوصية الأماكن والالتزام بها، وعدم الاقتراب من مقصورة النساء والأطفال والتعدي عليها أو اقتحامها والجلوس فيها».
وأوضح أنّ ترام دبي يحوي 7 عربات للركاب بسعة إجمالية تبلغ 405 ركاب، منها عربتان مخصصتان كمقصورتين للنساء والأطفال فقط، وتتوزع البقية بين أربع عربات للدرجة الفضية وعربة واحدة لمقصورة الدرجة الذهبية. والشيء المختلف في تصميم عربات الترام عن مترو دبي هو موقع مقصورتي النساء والأطفال في أحد طرفي الترام والدرجة الذهبية في الطرف الآخر، وليستا متلاصقتين كما هي الحال في المترو، ما يقلل نسبة الدخول الخطأ إلى درجة النساء والأطفال من قبل الفئات الأخرى. وتتميز كل واحدة من الدرجات الثلاث لمقصورات الركاب في ترام دبي بألوان مختلفة في تشطيباتها الداخلية ليسهل تمييزها من قبل مستخدمي كل درجة منها.
خطوات رادعة
وطالب بعض مستخدمي الترام الهيئة مرة أخرى بضرورة إيقاع عقوبة الغرامة على من يتعدون على خصوصية النساء والأطفال في ترام دبي في الوقت الحالي، وعدم الانتظار كما فعلت مع مقصورات النساء في مترو دبي، واعتبروا أن إيقاع الغرامة المالية على مستخدمي الترام يعد خطوة رادعة للأشخاص الذين لا يتعظون إلا بعد دفعهم الغرامة.
وقالت موزة السعدي، ربة أسرة، إن فرض عقوبة على الأشخاص الذين يجلسون في مقصورات النساء والأطفال يعد حلاً جذرياً، لأن طبيعة النفس البشرية لا يردعها سوى العقوبة المالية، ويتوجب على الهيئة الإسراع في تنفيذ العقوبات، كي لا تتفاقم المشكلة . وأضافت: «للأسف هناك جنسيات لا تدرك أهمية بحث النساء عن الخصوصية، لذا يتوجب توزيع بروشورات توعوية باللغات كافة، توضح فيها قيمة الغرامة كي يرتدع القارئ».
سرعة التنفيذ
رحّب سليمان الجابري، موظف، بوجود نص قانونيّ صريح حول معاقبة الأشخاص الذين يجلسون في أماكن غير مخصصة لهم، مطالباً بضرورة القيام بتنفيذ فرض الغرامات في الوقت الحالي، وعدم الانتظار أكثر حتى لا يحدث كما حدث في المترو، وبعد مرور سنوات طويلة على دخوله الخدمة. وقد استدركت «الهيئة» مع نهاية الأسبوع الأول من الشهر الحالي، وقامت بفرض الغرامات على الأشخاص المخالفين في مقصورات النساء والأطفال، والبالغ قيمتها 100 درهم.
عدد اليوم
