الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الدارمي السجستاني .. كان أحد أوعية العلم الكبار

28 مارس 2013 20:44
أحمد مراد (القاهرة) - السجستاني، هو الحافظ أبو سعيد عثمان بن سعيد بن خالد بن سعيد التميمي، الدارِمي، السجستاني، عُرف بشيخ الإسلام، وناصر السنة، وقامع البدعة، وكان أحد أوعية العلم الكبار، وصاحب كتاب المسند الكبير والمؤلفات النفيسة في الرد على المبتدعة، وهو واحد من أئمة أهل السنة والجماعة وعلمائهم، وأحد رواة الحديث النبوي الشريف. وعن مسيرة حياة الإمام، يقول أحد علماء الأزهر الداعية الإسلامي الدكتور منصور مندور: «ولد الإمام الدارمي السجستاني في مدينة هراة بخراسان سنة 200 هـ، وبدأ في دراسة الحديث في العاشرة من عمره، وتلقى علوم اللغة العربية على يد ابن الأعرابي شيخ اللغويين والنحاة، وتلقى علم الفقه على المذهب الشافعي على يد أبي يعقوب البويطي، وعلم الحديث النبوي على يد يحيى بن معين وعلي بن المديني وأحمد بن حنبل، كما تتلمذ على أيدي علماء آخرين يعدون من أساطين العلم أمثال أبي اليمان، ويحيى بن صالح الوحاظي، وسعيد بن أبي مريم، ومسلم بن إبراهيم، وعبدالغفار بن داود الحراني، وسليمان بن حرب، وأبي سلمة التبوذكي، ونعيم بن حماد، وعبدالله بن صالح، كاتب الليث، ومحمد بن كثير، ومسدد بن مسرهد، وأبي توبة الحلبي، وعبدالله بن رجاء الغداني، وأبي جعفر النفيلي، فاجتمع عنده علوم كل هؤلاء، فصار من أكبر أئمة الإسلام، حتى قيل عنه إنه ما رؤي مثله ولا رأى هو مثل نفسه، حيث تقدم في هذه العلوم، وصار في كل منها إماماً». مصنفاته وكان الدارمي من أشهر رواة المسائل عن يحيى بن معين في علم الرجال، واشتهر بكثرة أسفاره، وسمع من علماء الحجاز والشام، مثل هشام بن عمار، ومصر مثل نعيم بن حماد، والعراق وشبه الجزيرة العربية، ورزق القبول في مصنفاته، وكان محبوباً عند الجميع، وإماماً يقتدى به في حياته وحتى بعد مماته. وصنف الإمام الدارمي كتاب «المسند الكبير» المعروف بمسند الدارمي، كما صنف كتاباً في الرد على بشر المريسي، اسمه نقض عثمان بن سعيد على المريسي الجهمي العنيد فيما افترى على الله في التوحيد، والمشهور باسم «النقض على المريسي» أو «نقض الدارمي»، كما صنف كتاب الرد على الجهمية، للرد على تلك الفرقة المعروفة، واشتهر بشدته على أهل البدع - بحسب عقيدة أهل السنة والجماعة - حتى قال عنه الحافظ الذهبي: «كان عثمان الدارمي جذعاً في أعين المبتدعة، كما عرف بشدته على الكرامية، فهو الذي قام وأنكر عليهم حتى طرد محمد بن كرام - رأس الكرامية - من مدينة هراة». دراسته ومن العلماء الذين تتلمذوا على أيدي الإمام الدارمي، أحمد بن محمد الحيري، ومحمد بن إبراهيم الصرام، ومؤمل بن الحسين، وأحمد بن محمد بن الأزهر، ومحمد بن يوسف الهروي، وأبو إسحاق بن ياسين، ومحمد بن إسحاق الهروي، وأحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي، وأبو النضر محمد بن محمد الطوسي الفقيه، وحامد الرفاء، وأحمد بن محمد العنبري، وأبو الفضل يعقوب القراب. وأثنى الفقهاء والعلماء على الإمام الدارمي، فقال عنه الذهبي: «فاق أهل زمانه، وكان لهجاً بالسنة، بصيراً بالمناظرة». وقال أبو حامد الأعمشي: «ما رأيت في المحدثين مثل محمد بن يحيى، وعثمان بن سعيد، ويعقوب الفسوي». وقال أبو الفضل الجارودي: «كان عثمان بن سعيد إماماً يُقتدى به في حياته، وبعد مماته». وقال الحسن بن صاحب الشاشي: سألت أبا داود السجستاني عن عثمان بن سعيد، فقال: «منه تعلمنا الحديث». وقال الخطيب: كان أحد الحفاظ والرحالين، موصوفاً بالثقة والورع والزهد، وكان على غاية العقل وفي نهاية الفضل، يضرب به المثل في الديانة والحلم والاجتهاد والعبادة والتقلل. وقال عنه الصفدي: كان من أوعية العلم يجتهد ولا يقلد. روى عنه مسلم وأبو داود والترمذي. وكان أحد الرحالين والحفاظ موصوفاً بالثقة والزهد يضرب به المثل في الزهد. وعن أحمد بن حنبل - وذكر الدارمي فقال: عرضت عليه الدنيا فلم يقبل. نوادر وقال عنه ابن حبان في كتابه الثقات: «إمام من أئمة الدنيا»، وروى له ابن حبان حديثاً في صحيحه، كما روى عنه الحاكم النيسابوري في «المستدرك على الصحيحين» والبيهقي في سننه العديد من الأحاديث. ومن كلمات الإمام الدارمي الخالدة: «من لم يجمع حديث شعبة، وسفيان، ومالك، وحماد بن زيد، وسفيان بن عيينة، فهو مفلس في الحديث»، ومن نوادره وطرائفه أن ابن عبدوس الطرائفي قال: «لما أردت الخروج إلى عثمان بن سعيد - يعني إلى هراة - أتيت ابن خزيمة، فسألته أن يكتب لي إليه، فكتب إليه، فدخلت هراة في ربيع الأول سنة 280 هـ، فأوصلته الكتاب فقرأه ورحب بي وسأل عن ابن خزيمة، ثم قال: يا فتى متى قدمت؟ قلت: غداً، قال: يا بني فارجع اليوم، فإنك لم تقدم بعد حتى تقدم غداً». وعاش الإمام الدارِمي ثمانين سنة، حيث توفي في الخامس والعشرين من شهر ذي الحجة سنة 280 هــ.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©