السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العالم.. وموجة هجمات «داعش»!

9 يوليو 2016 22:24
بداية جاؤوا إلى إسطنبول.. وليلة الثلاثاء، شنّ ثلاثة مفجرين مسلحين يُشتبه في انتمائهم إلى تنظيم «داعش» الإرهابي هجوماً بشعاً على أكبر المطارات التركية، وفجّروا أحزمتهم الناسفة بعد أن أمطروا عدداً من المسافرين ومسؤولي الأمن بوابل من الرصاص، وقُتل 45 شخصاً على الأقل. وأصيب العالم بحالة من الفزع، فمطار «أتاتورك الدولي» من أكثر المطارات ازدحاماً في أوروبا والشرق الأوسط، ومن بين أكثرها تحصيناً. وقد تساءل مقدمو البرامج التلفزيونية الأميركية: هل مطاراتنا نحن أيضاً آمنة؟ وهل يمكن أن يحدث ذلك هنا غداً؟ ثم جاؤوا إلى دكّا، عندما أغار مسلحون، لكثير منهم علاقات بتنظيم «داعش»، على مقهى شعبي في أحد الأحياء الراقية في العاصمة البنغالية المزدحمة. وبعد حالة من الشلل استمرت عشر ساعات، اقتحمت قوات الأمن المكان، وقتل على الأقل 20 رهينة معظمهم مواطنون إيطاليون ويابانيون، على أيدي المسلحين. وكان من بين القتلى طلاب جامعة أميركيون أيضاً. وقد حذر خبراء الأمن من أن تأثير «داعش» يمتد بعيداً إلى خارج الشرق الأوسط، ومن أن الأجانب يواجهون الخطر في أنحاء مختلفة من العالم الإسلامي. وبعد ذلك، هاجم مسلحو «داعش» بغداد أيضاً. وفي الساعات الأولى من يوم الأحد، بينما تجمهر مئات العراقيين أثناء شهر رمضان المبارك، انفجرت سيارة مفخخة في حيّ الكرادة المزدحم. وأسفر الانفجار عن قتل عدد كبير من الناس، بلغ بحسب أحدث الإحصاءات 125 شخصاً، من بينهم كثير من الأطفال والنساء. ومن المستبعد أن يؤدي ذلك الهجوم، كونه الأخير في سلسلة لا تنتهي من المآسي التي تكابدها بالعاصمة العراقية، إلى حالة مماثلة من الذعر في الغرب مثل الحادثين السابقين، فمنذ سنوات وحتى الآن، أصبحنا وكأننا غير مبالين بدرجة كبيرة تجاه العنف في بغداد، وخصوصاً أن التفجيرات القاتلة باستخدام السيارات المفخخة هناك لا تستحضر «وسوماً» (هاشتاجات) على شبكات التواصل الاجتماعي، ولا أحد يغير صورة حسابه الشخصي بعلم العراق، ولا تتصدر أسماء الضحايا وقصص حياتهم الصفحات الأولى في الصحف الغربية، ولا شيء سوى قليل من التعاطف الخافت عالمياً. وفي هذا السياق قدمت «بي بي سي» تسلسلاً زمنياً تنازلياً للهجمات الأخيرة المرتبطة بـ«داعش» في بغداد والمدن العراقية المحيطة بها، من بينها أسبوع من التفجيرات الشنيعة في منتصف مايو داخل العاصمة: 9 يونيو 2016: قتل 30 شخصاً على الأقل داخل بغداد وحولها في هجومين انتحاريين، زعم «داعش» مسؤوليته عنهما. 17 مايو 2016: قتلت 4 تفجيرات باستخدام قنابل 69 شخصاً في بغداد. 11مايو 2016: قتلت سيارات مفخخة في بغداد 93 شخصاً على الأقل، من بينهم 64 في سوق بحي الصدر. 1مايو 2016: قتل تفجيران باستخدام سيارتين مفخختين 33 شخصاً على الأقل في جنوب مدينة السماوة. 26 مارس 2016: استهدف هجوم انتحاري مباراة كرة قدم في مدينة «إسكندرية» العراقية، وهو ما أسفر عن مقتل 32 شخصاً. 6 مارس 2016: انفجرت حاملة وقود في نقطة تفتيش قرب مدينة الحلّة العراقية، وهو ما أدى إلى مقتل 47 شخصاً. 28 فبراير 2016: قُتل 70 شخصاً في هجوم انتحاري مزدوج على سوق في مدينة الصدر. وكل ذلك في عام واحد. ومنذ الغزو الأميركي للعراق في عام 2003، والاحتلال المقيت الذي لحقه، باتت بغداد موقعاً لجولات من عمليات سفك الدماء على أساس طائفي وهجمات تنظيم «القاعدة»، والآن أنشطة «داعش» الإرهابية. وعلى رغم تكبده هزائم كبيرة على أيدي الجيش العراقي، بما في ذلك خسارة مدينة الفلوجة، فإن التنظيم المسلح أظهر رغبته وقدرته على مواصلة التوحش ضد سكان البلاد. والغضب الشعبي في العاصمة العراقية لم يوجه إلى المتآمرين الأجانب، أو المسلحين أولاً وقبل كل شيء، ولكن إلى الحكومة التي تخفق في الحفاظ على سلامة البلاد، ومثلما يقول أحد سكان «الكرادة» لـ«واشنطن بوست»، فقد «كان الشارع يعج بالحياة خلال الليلة الماضية، والآن تفوح رائحة الموت من كل مكان!». *محلل سياسي أميركي يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©