«تواصل» يعرض 60 لوحة بأساليب تعكس الواقع الذاتي والعام

اقامت جمعية الإمارات للفنون التشكيلية مساء أمس الأول بمقرها في منطقة الشويهين بالشارقة معرض «تواصل» واشتمل على 60 لوحة قدمها 10 فنانين تشكيليين من الإمارات. وجاءت أعمال الفنانين المشاركين في المعرض كنتاج للورشة التخصصية التي أقامتها جمعية الإمارات للفنون التشكيلية في الفترة من 20 فبراير وحتى 30 أبريل الماضيين، وحملت الورشة عنوان «تواصل 1»، لتطبيق روحية التواصل والمشاركة بين الفنانين المحليين وبين الجمعية. افتتح المعرض المهندس وليد الزعابي مدير إدارة التراث والفنون بوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، وحضره محمد القصاب أمين سر جمعية الإمارات للفنون التشكيلية والمشرف العام على ورشة (تواصل 1) بالإضافة إلى لفيف من الفنانين والمهتمين وكذلك الأساتذة والمحاضرين الذين ساهموا في تفعيل وإثراء الورشة. شارك في المعرض كل من الفنانين راشد الملا وعامر الصفار وابتسام عبدالعزيز وإيمان الرئيسي وخالد البنا وعلي العبدان وناصر نصر الله وهدى سيف سعيد وليلى جمعة راشد وفاطمة عبدالكريم. وقدم الفنانون مجموعة متنوعة من اللوحات المتناغمة مع الأساليب الفنية التي طرحتها الورشة مع احتفاظ كل فنان ببصمته وخصوصيته الفنية المستندة على ثقافة تفسير المنتج الفني وما يحمله هذا المنتج من دلالات وإسقاطات ذاتية وعامة، وجاءت هذه الأعمال لتترجم أهداف الورشة من حيث تعميق فكرة التواصل والمشاركة بين الفنانين المحليين وبين الجمعية كمكان حاضن للأفكار والتجارب الفنية والإبداعية، وكوسيلة أيضا لتطوير هذه التجارب وصقلها وتعريفها بمدارات وتقاطعات الفنون التقليدية والمعاصرة على السواء. وأشارت كلمة الجمعية الخاصة بالمعرض إلى أن إدارة الجمعية تسعى إلى تقديم إبداعات متجددة انطلاقا من كونها المؤسسة الرائدة في مجال الفن منذ تأسيسها في العام 1980، حيث مثّلت الجمعية ــ حسب ما ورد في الكلمة ــ نواة لتجارب فنية خرجت إلى الساحة المحلية بإبداعاتها المختلفة بداية بالمعرض السنوي العام، وكذلك الدورات التدريبية الصيفية والمعارض الشخصية وليس انتهاء بمشاركة الجمعية في المعارض المحلية والخارجية. وفي تصريح لـ «الاتحاد» أشار وليد الزعابي إلى أن معرض «تواصل» يجسد الأفكار والمضامين التي يحملها عنوانه، من حيث استقطابه للمواهب المحلية وخلق حالة من التواصل والمشاركة التي تثري التجربة الذاتية للفنان وتتيح له مجالا واسعا من الخيارات الإبداعية والأسلوبية التي ترتقي وتنمي عمل هذا الفنان. وعن طبيعة الأعمال واللوحات الفنية التي شاهدها في المعرض قال الزعابي « تميز المعرض بتنوع الأساليب الفنية التي قدمها كل فنان على حدة، واحتواء المعرض على هذا الكم الكبير من الأعمال ينبئ بأن القادم أجمل، لأن كل فنان في النهاية سوف يسعى لإقامة معرضه الشخصي انطلاقا من النماذج التي قدمها في هذا الحدث المهم في شكله ومضمونه» كما تحدث مجموعة من الفنانين لـ«الاتحاد» عن طبيعة مشاركتهم في المعرض، حيث أشارت الفنانة هدى سيف سعيد إلى أنها ركزت في أعمالها على القيمة التأويلية للألوان، لأن الألوان الفاقعة التي استخدمتها في لوحاتها هي تعبير عن الضجيج والزيف الخارجي الذي يطغى على حياة المدينة وكذلك الأضواء الاصطناعية والكاذبة التي تسوّرها وتضعها في سياق متوحش ودخيل مقارنة ببراءة الطبيعة وبراءة الإنسان الذي وجد نفسه مقذوفا فجأة وسط هذه الأحراش والأقفاص الإسمنتية والمعدنية. بينما أشارت الفنانة ابتسام عبدالعزيز إلى أنها سعت من خلال أعمالها إلى تطبيق مفهومها الشخصي حول الإبدالات الحسية واللونية بين الأرقام والحروف. من جهته قال الفنان علي العبدان إن لوحاته استفادت من تقنية الكولاج ومزج المواد والخامات من أجل التركيز على المهن الشعبية القديمة وما يمثلها من حضور خفي لآبائنا الكادحين ومن حضور واضح وملموس للمواد والخامات التي قامت عليها صناعاتهم الشعبية البسيطة، أما الفنان ناصر نصر الله فأشار إلى أن أعماله ركزت على استدعاء الألوان الصاخبة والحركة المتسارعة في الأسواق الشعبية من خلال الاستعانة بألوان الاكليريك البارزة والصارخة التي تترجم شكل ومناخ هذه الأسواق. وفي نهاية حفل افتتاح المعرض، قام وليد الزعابي بتوزيع الجوائز وشهادات التقدير على المشاركين في ورشة «تواصل 1» من أساتذة ومحاضرين وأعضاء لجنة التحكيم التي أفرزت نتائج اختيارها عن فوز الفنان علي العبدان بالمركز الأول في مسابقة المعرض وحل الفنان ناصر نصر الله في المركز الثاني بينما فازت بالمركز الثالث الفنانة ليلى جمعة راشد.