الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

رودريجيز: هذه قصتي مع الموت والحياة!

رودريجيز: هذه قصتي مع الموت والحياة!
23 ابريل 2018 20:15
أبوظبي (الاتحاد) لوسيو رودرجيز لاعب برازيلي شهير.. جاء إلى أبوظبي ليشارك في فئتي الحزام الأسود و«ملك البساط».. هو بطل عالمي يشار إليه بالبنان، ولكنه يحمل قصة إنسانية عنيفة، يصارع دموعه كلما أراد أن يرويها، ويضعف وهو العملاق أمام خفقات قلبه عندما يصل إلى بعض الفصول المؤثرة فيها. لوسيو بطل للعالم، وصاحب 3 أكاديميات تدريب في لندن، وهو في النصف الثاني من الثلاثينات من العمر، قال: الجو جيتسو أعادت إلى الحياة، مارست هذه الرياضة عندما كان عمري 13 عاما، وتطور مستواي بشكل متسارع، فكنت أقضي معظم وقتي فيها، وتعلمت فيها كيف أبتسم وأنا أتألم، وكيف أحترم المنافس حتى لو كان يقاتلني، شاركت في البطولات من سن السادسة عشرة، وخسرت في البداية وتعلمت من دروس الخسارة، ثم فزت في ريو دي جانيرو، وحصلت على بطولتها، وشاركت في بطولة البرازيل الوطنية، وفزت بها، أصبحت معروفا، الجميع يشير إلين. وأضاف: قررت المشاركة في البطولات الدولية، لما لا وأنا بطل البرازيل، كنت أشعر بالحزن أحيانا لأنني لا أجد مالا كافيا من المشاركات، لكني كنت أتجاوز عن هذا الشعور بالاكتفاء بالمجد الذي تحققه لي هذه الرياضة، فأنا بطل يحافظ على صحته، يحتفظ بعلاقات مميزة مع الكثير من الأوساط بفضل هذه الرياضة، يصدر السعادة لأهله الذين يفخرون به، خصوصا أنني أكبر أشقائي، كنت سعيدا في الإجمال برغم ضيق الحال. وتابع: حققت بطولات عالمية ودولية، واتسعت شهرتي، وكتبت عني الصحف، فوجدت عملا مناسبا من هذه الشهرة، وكنت أهتم بأهلي، ثم قررت الزواج وأنا في أوج شهرتي، وبالفعل أنهيت الترتيبات، واشتريت منزلا، واخترت من رأيتها تستحقني، وكانت تلك هي أسعد أيام حياتي في الأيام الأولى من الزواج، كنت حينها قد بلغت 27 عاما، وبعد الزواج بشهر تقريبا شعرت أنني مجهد، وعلى غير العادة لا أستطيع التدرب، وأشعر بصداع دائم في رأسي، وألم شديد يتزايد يوما بعد يوم، تناولت أدوية المسكنات فلم يذهب الألم، فذهبت إلى الطبيب، أجرى لي بعض الفحوص، وطلب مني فحوصا أخرى، وطلب أن أكرر الفحوص، وأكررها للمرة الثالثة، فبدا الخوف يتسلل إلى نفسي، بدأ القلق يهاجمني، سألت الطبيب في اليوم الثالث، ما هو الأمر؟؟. وقال: هنا كانت المفاجأة التي زلزلت كياني، والتي قتلت آمالي، أخبرني الطبيب بأنني مريض بالسرطان، وأن فرص بقائي في الحياة ضعيفة إلى معدومة، وأن عمري الافتراضي في النهايات، فلم أصدق نفسي، لم أتخيل المشهد، شعرت وكان أحدا ضربني على رأسي بمطرقة قوية، انهمرت مني الدموع، قلت للطبيب: ما هو المطلوب مني الآن؟.. فقال لي: لابد أن تعلم بأنك يجب أن تحتجز في المستشفى، وأن نبدأ في علاج آلامك، وأن تسلم نفسك لنا، ربما يطيل الله في عمرك بعض الوقت عن الشهور التي تمثل العمر الافتراضي لك. وتابع: وأنا في طريق العودة إلى منزلي كنت أفكر ماذا أقول لزوجتي؟، وكيف سأخبر أسرتي؟ هل أقول لهم بأنني راحل، وأن الحياة انتهت؟ أم أكذب عليهم وأقول إن هناك أملا في الحياة، ولو كذبت فسوف يعملون من الطبيب.. فقررت ألا أخبرهم، قلت لهم إنني أستعد للسفر للمشاركة في بطولة، وحملت حقائبي وذهبت إلى المشفى.. سلمت نفسي للطبيب، ركب لي الأجهزة، ساءت حالتي من التفكير وعدم النوم، اتصلت بأحد أصدقائي فزارني، وأخبرته بحقيقة الأمر، فصدم وظل يبكي بصوت عال، وطلبت منه أن يتابع والدي وأسرتي وأن يأتيني بأخبارهم، ويسأل عنهم في غيابي. وأوضح «بعد نهاية الأسبوع الثاني كان اليأس قد تملكني تماما، وكنت أقرب من الموت إلى الحياة، ودق باب الغرفة في المستشفى، فوجدت أسرتي كلها حولي، لقد عرفوا بالقصة من صديقي، وجاؤوا إلي دموعا تمشي على الأرض، وآهات تعلو وتنخفض بلا سيطرة عليها، فشعرت بزلزال يقتلني، انهمرت دموعي معهم، وقضيت أسوأ ساعات في عمري مع هذا المشهد العنيف، وطلبت منهم أن يعودوا إلى المنزل فاستجابوا بعد عناء الساعات». ويتابع: بعد أن ذهبوا جاءتني صحوة لا أعرف من أين أتت، وفكرت ما دامت الحياة قد انتهت فلابد أن أخرج، وأن أهاجم الموت قبل أن يطرحني صريعا، لابد أن أذهب إليه بنفسي، فقررت أن أترك المستشفى، وعندما خرجت لم يكن في ذهني أين سأذهب؟، فذهبت إلى صالة التدريب، وتدربت ساعتين، وبعدها شعرت أنني طبيعي، خرجت وعدت إلى المنزل ومارست حياتي بشكل طبيعي، وعدت في اليوم الثاني إلى الصالة تدربت 4 ساعات، كنت أنسى فيها كل آلامي، وأضع كل تركيزي في التدريب وعدت إلى منزلي أفضل حالا، وفي اليوم الثالث قررت أن أقضي كل النهار في صالة التدريب، وتناسيت الآلام أيضا فكانت وكأنها غير موجودة. وأضاف: جاءتني أخبار أحزنتني فأشقائي يتألمون، وبعضهم اتجه إلى المخدرات، فذهبت إليهم ورفضوا الاستجابة، وكانت مشكلة كبيرة، استمر الوضع معي في التدريبات، وقررت أن أشارك في بطولة فشاركت وفزت، أنا إنسان طبيعي قوي، إصراري على الفوز هو نفس الإصرار لشخص يدرك أنها آخر بطولة له، ويود أن يترك اسما فيها، وأن يترك إنجازا، وحالفني الانتصار بعد الانتصار، ومرت الأيام وأنا على نفس الحال، لا أتناول أي أدوية أتدرب فقط، ومر عام كامل، حصلت فيه على 3 بطولات، وذهبت إلى الطبيب في العام الثاني، وكانت الدهشة كبيرة على ملامحه، وكان يود أن يسألني هل أنت مازلت حيا ولكن خجله منعه، فطلب مني إجراء فحوص جديدة. وتابع: في اليوم الثاني ذهبت إليه طلب مني فحوصا جديدة فأجريتها ولكني كنت أرى علامات الرضا على وجهه، وفي اليوم الثالث جلس معي وسألني ماذا فعلت في العام الماضي، وماذا تناولت من أدوية أو تلقيت من علاج بعد أن خرجت من المشفى فقلت له: لا دواء ولا علاج.. فقال مستحيل.. كل شيء قد ذهب من عندك، أنت لست مريضا، هذه فحوصك السابقة ونتائجها، وهذه فحوصك الجديدة ونتائجها، أنت لست مريضا الآن، أرجوك قل لي ما هو السر؟، فقلت له: لم أفعل شيء سوى ممارسة الجو جيتسو، لم أقدم أي جديد، ولم أتناول أي عقار، أنا تدربت فقط وشاركت في البطولات، فقال لي إن المعجزة حدثت معك، وسألني عن حركات هذه الرياضة، ثم خرجت من عنده أروي الحكاية لأسرتي وعادت الابتسامة إلينا من جديد، وشاركت في البطولات ومازلت أشارك.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©