نقاد ومسرحيون:سعد أردش أثرى المسرح العربي

كان المسرحي الراحل سعد أردش الذي أهديت إليه الدورة الأخيرة للمهرجان القومي للمسرح المصري بطلاً في ندوة الأسبوع الماضي في القاهرة تناولت تاريخه الحافل وإنجازاته المسرحية ودوره في إثراء المسرح المصري والعربي· وشهدت الندوة حضوراً كبيراً من رفقاء درب أردش وتلاميذه من ممثلين ومخرجين ونقاد· في بداية الندوة قالت الناقدة عبلة الرويني إن للمسرحي الراحل سعد أردش تأثيره وإسهاماته الواضحة في تاريخ المسرح المصري طوال 55 عاماً قضاها في خدمة المسرح بإخلاص وحب، من خلال إبداعاته الكثيرة ويحسب له أنه من أوائل المخرجين الذين قدموا مسرح العبث واللامعقول في مصر وانه واحد من اهم المخرجين الذين قدموا أعمال الكاتب المسرحي العالمي بريخت ومن أهمها ''دائرة الطباشير القوقازية''، و''الإنسان الطيب'' ولعب دوراً مهماً في الحركة المسرحية منذ تأسيسه للمسرح الحر ورئاسته للبيت الفني المصري للمسرح· وقال المخرج المسرحي أحمد عبدالحليم إن لسعد وجوهاً متعددة فهو استاذ مرب في معهد الفنون المسرحية ومخرج له اسهاماته المتميزة وكاتب وممثل ووهب نفسه للمسرح وحقق نقلة نوعية في المسرح المصري مع رفقاء دربه كرم مطاوع وجلال الشرقاوي واحمد عبدالحليم، وهو صاحب فكرة مسرح الجيب التي اعتمدت على التجريب المسرحي وكانت البوابة لكل التجارب المسرحية التي تلتها مثل مسرح السامر والجرن· وأضاف: إن سعد اردش كمخرج له اسلوبه ومنهجه وكان من دعاة مسرح بريخت في مصر، وكان له اسهام في تطوير المسرح في بعض الدول العربية مثل الكويت والجزائر· وقال المخرج المسرحي جلال الشرقاوي إنه برحيل اثنين من عظماء المسرح المصري والعربي هما كرم مطاوع وسعد اردش تنطوي صفحة ناصعة في تاريخ المسرح ولسعد أردش إسهامات عظيمة في المسرح خاصة على مستوى صياغة اتجاهات تجريبية وكان الحكيم الذي يتعامل مع انفعالنا وحماسنا بهدوء ويعيد تشكيل الأمور لصالح تطوير المسرح· وأضاف ان سعد اردش واجه مواقف كثيرة ضد قناعاته المسرحية والفكرية بشجاعة وظل وفياً لافكاره وعندما وجد صعوبة في تنفيذها قدم استقالته بشجاعة مع رفقاء دربه كرم مطاوع وجلال الشرقاوي واحمد عبدالحليم ولم يتراجع عنها إلا بعد ان وجد الظروف ملائمة ونجح في تقديم عروض مسرحية جادة ومهمة في تاريخ المسرح وعندما تولى رئاسة المسرح القومي المصري أثرى المسرح بعشرات النجوم والمؤلفين والمخرجين· وقال المخرج المسرحي هاني مطاوع إن أهم مساهمات أردش الراحل أنه كان صاحب افكار ثورية لتغيير الواقع المسرحي بأسس علمية مع دوره كأستاذ بالمعهد العالي للفنون المسرحية لا يبخل بعلمه وثقافته الموسوعية على طلابه واستفادته من المسرح الأوروبي خلال سنوات بعثته في إيطاليا· وأضاف: تعتبر مسرحيات ''الأرض، وانتيجون، وسكة السلامة ورحلة خارج السور'' وغيرها مثالاً في التجريب والبحث عن أفكار جديدة ومختلفة سواء على مستوى المضمون والشكل· وقال الدكتور أشرف زكي رئيس البيت الفني المصري للمسرح إنه اقترب كثيراً من سعد أردش خاصة خلال فترة إعداد رسالة الدكتوراه التي كان موضوعها عن مسرح الجيب الذي أسسه أردش، وتعلم أشياء كثيرة انسانية ومهنية ومسرحية ولمس بنفسه أن لسعد أردش رصيداً كبيراً لدى الجميع ولهذا أهدى إليه رسالة الدكتوراه بعبارة موجزة قال فيها ''الى الذي جعل مني شيئاً وكنت لا شيء''· وتحدث الفنان أحمد ماهر عن قدرة سعد أردش على التوفيق بين دوره كاستاذ للفنون المسرحية ودوره كمخرج رفيع الشأن، ويتذكر أنه كان يتعامل مع تلاميذه بالمعهد في الصباح وكانت لديه مقدرة على اكتشاف المواهب ليطلبها للعمل معه في المساء· وأعلن د· سامح مهران رئيس المركز القومي المصري للمسرح عن إعداد فيلم تسجيلي عن الراحل سعد أردش منذ مولده ونشأته ومروراً بإسهاماته في المسرح وتأثيره وعلاقاته بزملائه وتلاميذه وانتهاءً بدوره كمعلم