الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رونالدو في مواجهة جريزمان.. وكلاتنبيرج ثالثهما!

رونالدو في مواجهة جريزمان.. وكلاتنبيرج ثالثهما!
9 يوليو 2016 22:05
محمد حامد (دبي) بفارق 43 يوماً بين نهائي دوري الأبطال بين ريال مدريد وأتلتيكو مدريد، ونهائي يورو 2016 الذي يشهد تحدياً مرتقباً بين فرنسا والبرتغال، يتكرر المشهد الأكثر إثارة في المباراتين، مشهد تقوم ببطولته 3 شخصيات محورية في النهائيين، وهم كريستيانو رونالدو نجم وهداف الريال والبرتغال، وأنطوان جريزمان أمل فرنسا وهداف فريق أتلتيكو مدريد، والحكم الإنجليزي صاحب الشخصية الأقوى بين قضاة الملاعب مارك كلاتينبرج. جريزمان يتحدى رونالدو، وهي علاقة تمتد من الليجا الإسبانية إلى دوري الأبطال، وصولاً إلى نهائي يورو 2016، صحيح أن الصراع بين رونالدو وميسي هو الأكثر رسوخاً في أذهان الجميع على مدار العقد الماضي، ولكن جريزمان لعب دور الطرف الثالث في معادلة المنافسة بين الدون والساحر، ولكن أحداً لم يمنح النجم الفرنسي حقه، فقد كان ثالثاً في قوائم التهديف في الليجا، ومؤثراً في وجود أتلتيكو مدريد كمنافس قوي للبارسا والريال، وفي الوقت الذي تتعلق العيون بمواجهة رونالدو - جريزمان فإن الحكمة تصبح كبيرة لحكم يمتلك قوة كلاتينبرج للفصل بين النجمين. مجد «الدون» خاض رونالدو 805 مباريات مع الأندية والمنتخب طوال مسيرته الكروية التي تمتد على مدار 14 عاماً، وسجل 548 هدفاً طوال مشواره مع الساحرة، وعلى الرغم من كل هذا التاريخ الكبير الحافل بالمباريات والأهداف والبطولات، فإن نهائي الليلة قد يكون الأعم في مسيرته الكروية لأكثر من اعتبار، أهمها أنه على بعد 90 دقيقة من منح بلاده لقباً كبيراً، وهي نقطة أساسية تجعله يتفوق على ميسي ليس في صراع الكرة الذهبية للعام المقبل فحسب، بل فيما يتعلق بعطاء كل منهما مع منتخب بلاده. أما ثاني الاعتبارات التي تجعل موقعة سان دوني بين البرتغال وفرنسا هي الأهم في تاريخ «الدون»، فهو اقترابه بشدة من الحصول على الكرة الذهبية، وسوف يصبح الأمر مؤكداً في حال تمكن قيادة البرتغال للفوز باللقب على حساب أصحاب الأرض، كما أن هدف واحد يسجله رونالدو سيجعله يثبت أقدامه في تاريخ الساحرة كأحد أساطيرها، لأنه سيكون هدفاً تاريخياً لبطولة أمم أوروبا متفوقاً على بلاتيني الذي يتساوى معه في عدد الأهداف «9 لكل منهما». وفي الوقت الذي انتهى عملياً تاريخ بلاتيني «الإداري» الذي حكم إمبراطورية اليويفا بعد الحكم بإيقافه بأسباب تتعلق بالفساد، فإن النجم الفرنسي لم يتبق له سوى الإنجاز الفردي الأهم الذي يتكرر ذكره مع انطلاقة كل نسخة جديدة من بطولة أمم أوروبا، وهو لقب الهداف التاريخي للبطولة، وفي حال سجل رونالدو هدفاً واحداً في موقعة الليلة فإنه سيجعل اسم بلاتيني «اللاعب» يتوارى بعد أن يجرده من لقب هداف اليورو. ولدى رونالدو لقب الهداف التاريخي لدوري الأبطال برصيد 93 هدفاً، وفي حال أصبح هدافاً لبطولة أمم أوروبا فسيجمع في هذه الحالة بين العرش التهديفي للبطولتين الأهمين على مستوى الأندية والمنتخبات في القارة العجوز، أما الاعتبارات الأخرى التي تحفز رونالدو لتقديم أفضل ما لديه لمساعدة البرتغال على انتزاع العرش القاري، فهو أنه سيصبح اللاعب الأهم في تاريخ الكرة البرتغالية بلا منازع متفوقاً على أساطير مثل أوزيبيو وفيجو وغيرهما، وهو أحد أهداف رونالدو دون أدنى شك. ثأر جريزمان صحيح أن أنطوان جريزمان تحول من أمير إلى ملك على حد تعبير صحيفة ماركا المدريدية بالأداء الرائع الذي يقدمه في يورو 2016، وصحيح أنه أصبح بطلاً قومياً في فرنسا، كما أنه يعد الامتداد الأفضل لبلاتيني وزيدان في صفوف منتخب الديوك، وهو ما يدفعه إلى فعل كل شيء لمساعدة فرنسا على التتويج باللقب القاري على حساب البرتغال الليلة، والحصول في الوقت ذاته على لقب هداف البطولة، إلا أن أحد الأحلام التي تطارد جريزمان ويطاردها هو الخروج من ظل رونالدو، والثأر منه بعد هزيمة نهائي دوري الأبطال. جريزمان الذي أنهى الموسم خامساً في قائمة ترتيب الهدافين بالليجا برصيد 22 هدفاً، فضلاً عن 7 أهداف في دوري الأبطال، وبمجموع 32 هدفاً في 54 مباراة بمختلف البطولات نجح في قيادة أتلتيكو مدريد للمرور من أمام منصة التتويج محلياً وقارياً، ولكن الساحرة غدرت بالأتليتي في الأمتار الأخيرة لمصلحة قوى كروية تملك الخبرة والقدرة على الحسم سواء البارسا بقيادة ميسي أو الريال بزعامة رونالدو، الأمر الذي يجعل دوافع النجم الفرنسي في قمتها الليلة لكي يثأر من رونالدو، وإرغامه على تجرع مرارة المركز الثاني التي تذوقها جريزمان في نهائي سان سيرو قبل 43 يوماً. أثبت جريزمان البالغ 25 عاماً أنه رجل المباريات الكبيرة، أي أنه يملك قوة الشخصية التي يتمتع بها رونالدو، فهو صاحب ثنائية التفوق على البارسا في ربع نهائي دوري الأبطال للموسم المنتهي، أي أنه السبب الأساسي في إزاحة ميسي ورفاقه من البطولة القارية، وهو صاحب هدف أتلتيكو في ميونيخ والذي تسبب في إبعاد البايرن من البطولة في الدور قبل النهائي. كما أن جريزمان الذي لم يعترف به الفرنسيون إلا مؤخراً هو بطل موقعة مارسيليا بثنائيته في شباك العملاق مانويل نوير، مما تسبب في خروج ألمانيا من البطولة وتأهل ديوك فرنسا، أي أن الأمير جريزمان أسقط في عدة أشهر البارسا والبايرن ومنتخب ألمانيا، وهي القوى الكروية الأهم في عالم الساحرة على مستوى الأندية والمنتخبات في السنوات الأخيرة على الأقل، ويتطلع جريزمان لفرض شخصيته في المباريات الكبيرة، ولن تكون هناك موقعة أكثر أهمية من نهائي الليلة أمام «برتغال رونالدو». كلاتينبرج.. رجل النهائيات بعد قيادته نهائي دوري الأبطال 2016 بين الريال وأتلتيكو ونهائي كأس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم في مايو الماضي، حظي الحكم الإنجليزي مارك كلاتينبرج بثقة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ليحصل على شرف تحكيم موقعة البرتغال وفرنسا في نهائي يورو 2016، ليصبح عملياً هو الأفضل على المستوى الإنجليزي، والقاري سواء ما يتعلق بنهائي الأبطال «الأندية» أو نهائي اليورو «منتخبات». وفي نهائي دوري الأبطال كان للحكم كلاتينبرج حضوره اللافت، فقد احتسب ركلة جزاء لمصلحة جريزمان ولكنه أهدرها، كما ظهر الحكم الإنجليزي وهو يواجه ادعاء المدافع البرتغالي بيبي الإصابة بذكاء شديد، فقد سخر بطريقة ذكية من بيبي وأمره بعدم التمادي في ادعاء الإصابة، مما يؤكد أنه يعلم جيداً كيف يتعامل مع مثل هذه المواقف، كما أنه على معرفة تامة بسلوكيات اللاعبين، وهو ما يساعده في فرض شخصيته على جميع المباريات التي يتولى إدارتها. ويعود الفضل في منح كلاتينبرج إدارة نهائي يورو 2016 لخروج المنتخب الويلزي، ففي حال تأهل الويلزيون على حساب البرتغال، لم يكن ممكناً أن يحظى الحكم الإنجليزي بهذا الشرف، وفي الوقت الذي يعاني الإنجليز من الإخفاقات المتوالية لمنتخبهم الذي ودع من دور الـ16، فإنهم يحق لهم الشعور بالفخر بعد وصول أشهر حكم لديهم إلى المباراة النهائية. ولعل الأمر الأساسي الذي يجمع رونالدو وجريزمان وكلاتينبرج لا يتمثل فقط في أنهم أبطال نهائي دوري الأبطال 2016، فضلاً عن ترشحهم للعب دور البطولة في نهائي يورو 2016، بل يتمثل في أن ثلاثتهم يمكن وصفهم برجال المباريات الكبيرة، وهو أمر لا يقبل الشك في حالتي رونالدو وجريزمان وفقاً للأرقام والإحصاءات، ويشاركهم كلاتينبرج في هذه الصفة أيضاً، فقد حظي بشرف إدارة 6 نهائيات محلية وقارية وعالمية. والنهائيات التي أدارها الحكم الإنجليزي كلاتنبيرج هي نهائي كأس الرابطة بين ليفربول وكارديف 2012، وفي نفس العام وصل إلى قمة المجد بإدارة نهائي أولمبياد لندن بين البرازيل والمكسيك، وفي 2013 مباراة مان يونايتد و ويجان في كأس الدرع الخيرية «السوبر الإنجليزي»، ومباراة السوبر الأوروبي بين الريال وإشبيلية في 2014، فضلاً عن نهائيين في 2016، وهما نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي بين اليونايتد وكريستال بالاس، ونهائي دوري الأبطال الذي أقيم في مايو الماضي بين الريال وأتلتيكو مدريد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©