«سكاي نيوز عربية» تراهن على التميز

بدأ العد العكسي لإطلاق محطة “سكاي نيوز عربية”، التي أقيمت بشراكة بين شركة أبوظبي للاستثمار الإعلامي ومؤسسة سكاي البريطانية “بي سكاي بي”، ويتوقع أن تبدأ بثها خلال أبريل المقبل. وخلال مؤتمر صحفي أقيم الأحد الماضي، قدمت المحطة مؤخراً أربعة من مقدمي برامجها إلى وسائل الإعلام، هم مهند الخطيب، حسينة اوشان، جرير دبابنة، وفيصل بن حريز. حيث شكلت المناسبة فرصة للحوار حول الخصوصية التي ستتكئ عليها الفضائية الناشئة، بهدف إدراك مكانة متميزة وسط كم لا بأس به من المحطات المماثلة والمنافسة. علي العزير (أبوظبي) - المذيعون الأربعة بدوا واثقين من حيوية التجربة، مطمئنين إلى أن ما ينتظرهم في حياتهم المهنية المقبلة سيكون واعداً بجديد يبحث عنه المحترفون دوماً، ولعل الأهم من كل ذلك أنهم ظهروا بمظهر من يخوض مغامرة يدرك حجم مخاطرها، بقدر ما يؤمن بقدرته على تخطي تلك المخاطر. اختيار دقيق وأوضح رئيس تحرير القناة د. ياسر ثابت في مستهل اللقاء، أن المقدمين يعكسون تنوعاً في الأجيال العمرية، ما يعني سعياً مدروساً لاستقطاب مختلف الشرائح من بين المشاهدين، مشيراً إلى نكهة مختلف ستجسدها “سكاي نيوز عربية”، وستسير على هديها بهدف إدراك مكامن تفردها، ونوه ثابت بشفافية الأسلوب الذي اعتمدته المحطة في اختيار مقدميها ومراسليها، حيث خضع المتقدمون، وهم وافرو العدد، إلى عملية اختيار دقيقة راعت الكثير من العوامل والثوابت، بحيث يكون المقدم أو المراسل مستوفياً لشروط مغالية في الدقة وضعتها القناة التلفزيونية كمعايير راسخة في أدائها المهني. إيقاع مغاير بدوره أكد المذيع مهند الخطيب أن العمل في “سكاي نيوز عربية” لابد له أن يفرض إيقاعاً مهنياً مختلفاً يعتمد ضرورة الانسجام مع صيغة الخبر السريع، وإن كان ذلك لا يعني بالضرورة التنكر للتجارب المهنية السابقة، بقدر ما يستدعي تأطير تلك التجارب في سياق ملائم يأخذ بعين الاعتبار الاستراتيجية الأدائية التي تحرص المحطة الناشئة على اعتمادها، مشيراً إلى أن ثمة طرائق جديدة ستعتمد في تقديم الأخبار والبرامج، ومن الضروري بالنسبة للمذيع أن يتأقلم معها، خاصة لجهة الحيوية في نقل الأخبار والتعليق عليها، ومواكبة تطورها الذي يتسم بطابع السرعة المفرطة في زمننا الراهن. وبدورها أوضحت المذيعة حسينة أوشان، أن العامل الرئيسي الذي سيتحكم بأداء المذيعين ومقدمي البرامج في محطة “سكاي نيوز عربية” سيكون عامل السرعة والقدرة على الإحاطة بخلفيات الحدث الطارئ، خاصة أن ملاحقة هذا الحدث والتنقيب عن الجوانب المظلمة في خلفياته، ورصد تداعياته المحتملة، تمثل بنوداً رئيسية على جدول أعمال المحطة، من هنا فإن التغيير في الأداء ليس خياراً حراً بقدر ما هو ضرورة حاسمة تستوجبها خصوصية القناة، ولم يفت حسينة أن تنوه بما تتضمنه التجربة من إثارة مهنية تجعل الإقدام عليها مبرراً لذاته، وليس بحثاً عن أهداف أخرى، فبعض المغامرات جديرة بأن تخاض لما تحمله في ثناياها من ترقب وموعد مع المجهول الواعد بالأفضل دوماً.. كذلك توقفت محدثتنا عند خصوصية تتميز بها القناة الجديدة، وتتمثل بانعدام الفوارق بين المذيع والمراسل الميداني، حيث بإمكان أحدهما أن يحل محل الآخر بانسيابية مطلقة. مستجدات حدثية المذيع جرير دبابنة من جهته أكد أن طبيعة العمل التلفزيوني الراهن تفترض تعديلاً في الآداء التقليدي لملاءمة المستجدات الحدثية المباغتة، وتوقف دبابنة عند ما يجري على الساحة الاقليمية والدولية من تسارع مضطرد للأحداث يستدعي الكثير من الجهوزية والاستعداد لتلقف الحدث ومتابعته بسرعة تكاد تكون قياسية، وأوضح: خلال فترة زمنية قياسية بإمكان الكثير من الأحداث أن تستجد، يمكن أن يسقط نظام حكم ويقوم آخر، لذلك فإن القادم إلى محطة “سكاي نيوز عربية” التي أخذت على عاتقها مهمة التوازي اللحظوي مع الحدث، بالرغم من مقدار المباغتة المحتمل في إطاره، لابد له أن يكون مقبلاً على مدرسة جديدة في العمل الصحفي، وأن يحدث مفاهيمه وأسلوبه بما يتيح له فرصة الانتساب بجدارة إلى هذه المدرسة. أولويات مختلفة المذيع فيصل بن حريز توقف عند مرونة في الأداء الصحفي تتيح نوعاً من إعادة التدوير للخبر الرئيسي بما يطرح أولويات مغايرة للسائد على هذا الصعيد.. وتوسع فيصل شارحاً: بإمكان خبر رياضي أو فني أو ثقافي أن يستأثر بحصة من الإعلان والتحليل تتجاوز تلك المخصصة لخبر سياسي مثلاً، وهو أمر غير معتمد في الرائج من الخطاب التلفزيوني. هنا يستدرك فيصل موضحاً: لا يعني ذلك أن المطلوب هو الخروج عن السائد بأي ثمن، وأنما إعادة تقييم لآلية تصنيف الخبر، والاعتماد على المشاهد كمرجعية حاسمة في التقييم والتقدير. المهم، وفق معاييرنا، أن يكون التواصل قائماً ومستمراً بيننا وبين المشاهدين على اختلاف أمزجتهم واهتماماتهم وذائقتهم أيضاً. مفاجآت مهنية أكد د. ياسر ثابت رئيس تحرير القناة، على كم من المفاجآت المهنية تعد بها محطة “سكاي نيوز عربية” في إطلالتها المرتقبة، موضحاً في رده على سؤال لـ”الاتحاد”، أن التواصل بين المذيع والمتابع القابع في الكواليس سيطغى عليه طابع التعاون والتنسيق، ولن يكون الأمر تلقيناً مباشراً.