الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الانتخابات التمهيدية ليست «حفلة شاي»!

26 مايو 2010 20:07
مُني معظم مروجي المقولات المتداولة في أروقة واشنطن السياسية بخيبة أمل في التصويت الذي تم مؤخراً. ومع ذلك، فما زال البعض يتعلقون بالصعاب التي يواجهها اثنان من الشيوخ الأميركيين "الديمقراطيين" الحاليين، للاستمرار في ترديد نفس المقولات تقريباً. صحيح أن فكرة تعرض الأعضاء الحاليين، ومؤسسات الحزب "الديمقراطي" للمشكلات والصعاب من الأفكار التي اكتسبت بعض القبول، بعد الهزيمة التي تعرض لها كل من السيناتور "آلان سبيكتر" في انتخابات ولاية بنسلفانيا التمهيدية، والفشل الذي تعرضت له محاولة السيناتور "بلانش لينكولن" لتأمين جولة إعادة في ولاية إركنسو. والسيناتور سبيكتر -وهو "جمهوري" تحول إلى "ديمقراطي"- الذي تعرض للهزيمة أمام النائب "الديمقراطي" أيضاً "جو سيستاك" لم يستطع أن ينجو من آثار ما يمكن اعتباره أفضل إعلان تلفزيوني هذا العام. وفي هذا الإعلان تم تركيب شريط مسجل لسبيكتر يقول فيه إنه قد غير حزبه حتى يضمن إعادة انتخابه مجدداً على شريط مسجل آخر يظهر الرئيس السابق بوش وهو يؤيد سبيكتر بحماسة بالغة أثناء حملته السابقة لخوض انتخابات مجلس الشيوخ. وفضيحة الإعلان التلفزيوني هذه، تلخص ردود الفعل الحقيقية لـ"الديمقراطيين" تجاه عضو مجلس شيوخ حالي مدعوم من قبل الشخصيات الرئيسية في الحزب، بدءاً من أوباما وحتى حاكم بنسلفانيا " إد. رينديل". فـ"الديمقراطيون" لم يثقوا أبداً في "سبيكتر" حتى بعد أن غير جلده "الجمهوري"، لأن مناهضة الحزب "الجمهوري" لا تزال من المبادئ التي يمكن أن يلتف حولها "الديمقراطيون" بقوة، ويمكن للحزب استدعاؤها لزيادة أعداد الناخبين من كبار المتعاطفين من الحزب في انتخابات التجديد النصفي التي ستجري الخريف القادم. وكون التأييد لـ"سبيكتر" قد تهاوى بهذه السرعة في كل مكان خارج "فيلادلفيا"، يؤشر على مدى الضعف الذي كان يمكن أن يكون عليه، لو كان قد خاض الانتخابات أمام المرشح «الجمهوري» المحافظ "بات تومي". أما السيناتور "بلانش لينكولن" فقد كان بالفعل من أضعف أعضاء مجلس الشيوخ وأكثرهم انكشافا. والحملة الانتخابية التي بدأت متأخرة من قبل "بيل هالتر" الحاكم السابق لولاية إركنسو استفادت من هذا الضعف، وفرضت إجراء انتخابات إعادة. وقد وظف "هالتر" في حملته الأصوات المعارضة الشعبية، والشكاوى الخاصة للمجموعات الليبرالية من الأداء غير المقنع، والسجل غير المتسق، لـ"لينكولن" في قضايا مثل حقوق الاتحادات والرعاية الصحية. وادعاء السيناتورر "راند بول" ("جمهوري" متشدد خصوصاً فيما يتعلق بمواضيع الهجرة، والقضايا الاجتماعية)، بأن هزيمته للمؤسسة "الجمهورية" في كنتاكي في الانتخابات التمهيدية لمجلس الشيوخ تمثل نصراً لـحركة "حفل الشاي" هو ادعاء يمكننا الموافقة عليه، غير أنه لا يزال يتعين على تلك الحركة إثبات أنها ليست مجرد حركة معارضة يمينية داخل الحزب، حيث لا يوجد في الوقت الراهن ما يدل على وجود امتدادات لها خارج نطاق الحزب "الجمهوري". وفي ولاية أريزونا -التي لا يعتبرها أحد ولاية ليبرالية- أيد الناخبون إجراء زيادة مؤقتة في ضريبة المبيعات من 5.6 في المئة إلى 6.6 في المئة على الدولار من أجل جمع مليار دولار سنويّاً. وهذه الزيادة مقرونة بالزيادة الكبيرة في الضرائب على المشروعات التجارية، وعلى ذوي الدخول المرتفعة، حظيت أيضاً بتأييد الناخبين في ولاية أوريجون في وقت سابق من هذا العام، وهو ما يشير إلى قواعد انتخابية براجماتية أقل معارضة بكثير للضرائب، أو الحكومة مما يرغب "رؤساء روابط المشجعين لحفلات الشاي" تصديقه. والنتيجة الأكثر دلالة بالنسبة للانتخابات التي ستُجرى في الخريف تتمثل في نجاح "الديمقراطيين" في المحافظة على مقعد بنسلفانيا الغربية في مجلس النواب، الذي أصبح خاليّاً بعد وفاة السيناتور "جون مارثا". ففي تلك الدائرة الانتخابية حقق الديمقراطي "مارك كريتز" فوزاً مثيراً بتسع نقاط على الجمهوري "تيم بيرنز" من خلال النأي بنفسه عن أوباما، والابتعاد عن المواقف الليبرالية بشأن حمل السلاح والإجهاض، وأيضاً من خلال العرض الذي لا يتوقف لرسالة اقتصادية شعبوية عن توفير الوظائف، وعدم الاستعانة بعمالة خارجية، كما وعد أيضاً بتقديم منح فيدرالية سخية مثلما كان يفعل السيناتور "مارثا". وسيحقق "الديمقراطيون" المزيد من الفوائد من هذه النتيجة اعتماداً على تاريخهم الطويل في هذه الولاية. بيد أن الدائرة الانتخابية رقم 12 في أريزونا على وجه التحديد هي المقعد الذي سيحتاج إليه "الجمهوريون" للفوز في انتخابات الخريف المقبل إذا ما كانوا يريدون أن يسيطروا على مجلس النواب. ويرجع ذلك إلى حقيقة أن هذه الدائرة كانت هي الوحيدة في الولايات المتحدة التي انتقلت من "الديمقراطي" جون كيري الذي فاز بها عام 2004، إلى "الجمهوري" جون ماكين عام 2008. وعلى رغم أن وضع أوباما في الدائرة برمتها أقل مما هو عليه على المستوى الوطني، إلا أن حملة "بيرنز" الجمهورية المألوفة ضد أوباما، وضد رئيسة مجلس النواب "نانسي بيلوسي"، أخفقت إخفاقاً ذريعاً. وبعد الجهود الهائلة التي بذلها "الجمهوريون" في إعادة البناء والحشد فإن مثل تلك النتيجة ستمثل عنصر إحباط كبيرا بالنسبة لهم. وهذا يفسر -للمفارقة- لماذا تعتبر تلك الانتخابات، التي يتوقع أصحاب المقولات السائدة في واشنطن أن "الديمقراطيين" سيمنون بهزيمة كارثية فيها، واحدة من الأشياء التي يمتلك حزب أوباما أفضل ميزة فيها. ئي. جيه ديون - بيتسبيرج ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©