الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أفغانستان.. هل يتأخر الانسحاب؟

27 مارس 2015 22:29
من المنتظر أن يتخذ الرئيس أوباما خلال الأيام المقبلة قراراً بإبطاء عملية انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان، مما قد يثير شكوكاً جديدة حول ما إذا كان سيتمكن من إكمال الانسحاب الذي وعد به قبل أن يغادر منصبه. وقد أجبر هذا القرار أوباما على التعارض بين الوعد الذي قطعه على نفسه بإنهاء حروب الولايات المتحدة في الخارج من جهة، والحقائق السياسية والعسكرية في أفغانستان، والعراق وسوريا، إلى جانب العنف المتصاعد في اليمن وليبيا، من جهة أخرى. وفي هذا السياق، يقول «ديفيد بارنو»، وهو جنرال متقاعد خدم في القوات الأميركية والمتحالفة في أفغانستان من 2003-2005: «من الواضح للغاية أن المنطقة في دوامة متفاقمة من الفوضى. وهناك بعض الدروس المستفادة» من الفراغ الأمني الذي نشأ في العراق عقب مغادرة القوات الأميركية في نهاية 2011. والراهن أن الافتراق الصعب بين استراتيجية أوباما والوضع في المنطقة كان واضحاً قبل اجتماع الرئيس يوم الثلاثاء الماضي في البيت الأبيض مع الرئيس الأفغاني «أشرف غاني». ومنذ مايو 2014، عندما أعلن أوباما عن خطط لسحب جميع القوات الأميركية تقريباً قبل أن يغادر منصبه، جهدت قوات الأمن الأفغانية للتعامل مع هجمات «طالبان» المتزايدة. وقد أعلنت القوات الأميركية أن دورها القتالي في أفغانستان قد انتهى في 31 ديسمبر، وأن قوات «الناتو» تقوم حالياً بتدريب قوات الأمن الأفغانية وتجري مهمات مكافحة الإرهاب ضد «طالبان» وجماعات أخرى مثل «القاعدة» و«شبكة حقاني». وتقضي الخطة التي أعلنها أوباما العام الماضي بأن يتم خفض القوات الأميركية في أفغانستان وقوامها من 9800 إلى نحو 5500 جندي بنهاية هذا العام. ومع نهاية 2016، حيث يتأهب أوباما لتسليم البيت الأبيض لخلَفه، فإن الوجود الأميركي سيقتصر على قوة حماية السفارة وقوامها ألف جندي فقط. والآن، مع تعثر القوات الأفغانية بسبب بعض أوجه القصور وتكاثر الجماعات الإرهابية الإقليمية، فإن انسحاب الولايات المتحدة المزمع قد يمثل مخاطرة بحسب ما يرى العديد من الخبراء. وفي هذا السياق، يرى «سيث جونز»، وهو محلل بمؤسسة «راند»، أن الوضع في العام المقبل قد ينطوي على خطر «المؤامرات الخارجية التي تجعل من غير الحكمة مغادرة القوات الأميركية لأفغانستان». وقد أكد تقرير أعده «معهد دراسات الحرب» في واشنطن أن «نجاح أو فشل مهمة الولايات المتحدة في أفغانستان وصل لحظة حرجة»، مضيفاً أن الانسحاب الأميركي المزمع بنهاية العام القادم سيسمح: «لطالبان بأن يتوسع خطرها بطرق تقوض المصالح الجوهرية الأميركية، إن لم يتم التأكد من قدرة أفغانستان على الدفاع عن حدودها». وفي هذا السياق قال «جيمس كلابر»، مدير الاستخبارات الوطنية، للكونجرس الشهر الماضي إن جماعة «طالبان» قد هللت لانتهاء الدور القتالي الأميركي واستمرار الانسحاب باعتباره «علامة على نصرها الحتمي» والعودة إلى السلطة! جدير بالذكر أن قوات الأمن الوطني الأفغانية قد منعت الشهر الماضي «طالبان» من الاستيلاء على أي من المدن الكبيرة، كما أن قوات الأمن هناك «قد تحتفظ بالسيطرة على معظم المراكز السكانية الرئيسية» هذا العام، بحسب ما ذكر «كلابر» الذي استطرد مؤكداً أنه «من دون التمويل الدولي، فإن قوات الأمن الوطني الأفغانية ربما لن تظل قوة متماسكة وقادرة على البقاء». وبدوره أكد «أنتوني كوردسمان»، وهو محلل عسكري في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، أنه «في حين كان من المتوقع دائماً أن ينطوي إنهاء الدور القتالي الأميركي على تدهور في الأوضاع الأمنية، إلا أنني أعتقد أن الأمر سيكون أسوأ من المتوقع». وكتب «كوردسمان» و«آرون لين» في تقييم لهما في 19 مارس أن مسؤولي إدارة أوباما أعلنوا عن خطتهم لخفض القوات الأميركية في أفغانستان «دون إصدار أي تقييم مفيد حول إنجازات نحو 13 عاماً من الحرب، أو أي تقييم استراتيجي لدور الولايات المتحدة المستقبلي، والتزاماتها تجاه أفغانستان أو المنطقة، وأيضاً من دون تقديم تحليل عام أو تقديرات دقيقة للوضع القتالي». وحذر تقرير «كوردسمان» من أن «جهود التحول الأميركية الحالية قد تكرر الإخفاقات السابقة في فيتنام والعراق». كما ذكر مسؤولون في الجيش والاستخبارات الأميركية أنه إذا أرادت أفغانستان تجنب مصير العراق بعد انسحاب القوات الأميركية، فإنه يتعين على الجنود وأفراد الشرطة الأفغانية تحسين قدراتهم على العمل دون مساعدة القوات الجوية والمساندة اللوجستية الأميركية. وذكر أيضاً تقرير «معهد دراسات الحرب» أن عدم وجود مساندة من القوات الجوية الأميركية خلال معظم موسم القتال سمح لمقاتلي «طالبان» بالتدفق بأعداد أكبر دون الخوف من مهاجمتهم جواً. ديفيد لينش* * محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «تريبيون نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©