الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الثريا الربيعي» يحيي التراث بفعاليات نابضة بروح الماضي

«الثريا الربيعي» يحيي التراث بفعاليات نابضة بروح الماضي
28 مارس 2012
تواصلت أمس فعاليات ملتقى الثريا الربيعي، الذي تنظمه إدارة الأنشطة والسباقات البحرية في نادي تراث الإمارات، تحت رعاية سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس النادي، حيث تميز اليوم الثالث للملتقى باجتماع شراكة بين النادي ووزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع لإحياء التراث وتفعيل النشاطات المخصصة للطالبات المشاركات في الملتقى والمنتسبات للمراكز النسائية، وترسيخ نسق تعاون ذي طابع مؤسسي. وتنوعت النشاطات التي قدمها الملتقى لرواده ولكنها تميزت بالطابع التراثي مثل ركوب الخيل والهجن وعروض الصقارة والرماية. كما تنوع زوار الملتقى بين ممثلين وسياح وأطفال برفقة أولياء أمورهم. شهد اليوم الثالث من أيام ملتقى الثريا الربيعي، لقاء بين سعيد علي المناعي، مدير إدارة الأنشطة والسباقات بالإنابة، ووفد من مركز وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بأبوظبي ضم هويدا الخوري، مدير المركز، وبلال العاني، مدير الأنشطة في مدرسة المنهل الدولية الخاصة، وعبير برهان حامد أمين مكتبة المركز. وجرى خلال الاجتماع التوافق على تفعيل النشاطات الثقافية التراثية والفنية المتنوعة، والمخصصة للطالبات المشاركات في الملتقى والمنتسبات للمراكز النسائية يوم غد، عبر إقامة مركز وزارة الثقافة والشباب مجموعة من الدورات وورشات العمل التدريبية المكثفة بهدف تعليم المشاركات فنون صناعة الأدوات والأكسسوارات التراثية، إضافة إلى تلقينهن أصول الأداء المسرحي، مع ورشات في الرسم الحر والمسابقات التراثية. كما تضمن الاجتماع تفاهماً على الاستمرار في تبادل الخبرات وترسيخ نسق تعاون ذي طابع مؤسسي يهدف إلى الارتقاء بالثقافة الشبابية بالتناغم مع عملية إحياء التراث، وكل ذلك وفق منظومة من البرامج المنسقة. وفرة الأنشطة أعربت الخوري عن ترحيبها بهذا التفاعل المنتج، متوقعة أن يكون بالغ الإيجابية، وأن تنعكس فائدته على الشباب خاصة، مثمنة الدور الفعال والمميز الذي يمارسه ويلعبه نادي تراث الإمارات في مجال خدمة وتطوير مهارات وثقافة الشباب، ومشيرة إلى أن هذا النشاط الاستثنائي للنادي مثل دافعاً أساسياً نحو رفع مستوى التعاون، وتعميق الشراكة لتحقيق نموذج مثالي لدعم مواهب الشباب والناشئة معبر الفعاليات المميزة، ولا سيما ملتقى الثريا الربيعي المكرس لحماية الشباب وصقل شخصياتهم. إلى ذلك، شهد أمس تخمة بالأنشطة والفعاليات، كما تميز بوفرة الوفود الزائرة وأولياء الأمور والأسر والعائلات بهدف التعرف على جماليات التجربة التراثية التي يحيي النادي من خلالها تراث الآباء والأجداد بصورة حضارية. وكان في مقدمة الزوار وفد من أعضاء مسرحية “بدر وبدور واليونيكورن”، حيث تولى المناعي الترحيب به، وقدم أمامه شرحا مفصلا عن برامج وفعاليات وأهداف الملتقى، وأرفقه بتوصيف كامل لجزيرة السمالية وما تتضمنه من مرافق وميادين، حيث يتم النظر إليها بوصفها محمية طبيعية نادرة قدمها سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، هدية لشباب الإمارات، لتكون مختبرا لهم كي يكتشفوا فيها مهاراتهم وقدراتهم، ولتكون أيضا بمثابة المركز الذي يتعلمون فيه تراث وفنون الآباء والأجداد. واعتبر المناعي أن زيارة الوفد تشكل اضافة قيمة لبرامج الملتقى والمشاركين. وأعد للوفد برنامج سمح لأعضائه بممارسة مختلف أنواع الرياضات التراثية مثل ركوب الخيل والهجن وعروض الصقارة والرماية التقليدية وزيارة البيوت التراثية وبعض معالم الجزيرة، كما اطلعوا على المشاريع البيئية التي تشرف عليها وحدة البحوث البيئية في الجزيرة. من جهتها، أشارت رئيسة الوفد ومخرجة المسرحية معصومة العيداني آل علي إلى أن الجمال الطبيعي الذي تتمتع به الجزيرة إلى جانب الثراء الجغرافي الذي تمثله يمنح برامج الملتقى قيمة مضافة. كما أعربت عن سعادتها والوفد المسرحي بمتابعة البرامج التراثية والثقافية المخصصة للشباب والناشئة، متوقعة أن تنعكس المشاهدات المثرية إيجاباً على مضمون المسرحية التي سيشاهده الجمهور قريبا. «اعرف وطنك» كانت جزيرة السمالية استقبلت أمس نحو 400 طالب من المنتسبين لمراكز العين وسويحان وأبوظبي للشباب وفريق السباحة التابع للنادي، حيث نظمت لهم برامج ميدانية شملت فنون رياضات الفروسية والهجن والرماية التقليدية والشراع الرملي والشراع التقليدي والفلك والبيئة والطيران الإلكتروني والملعب الصابوني والألعاب الشعبية وعروض الصقارة واليولة، وغيرها من النشاطات الميدانية الرئيسة مثل برنامج دروب المعاني والأشغال اليدوية والطبخ الشعبي ونقش الحناء، وهي برامج مخصصة للفتيات. كما شهدت نشاطات الواجهة البحرية، وبخاصة نشاط السفينة التراثية، اهتماماً مميزاً، وكان بين الأنشطة تلقين المشاركين أساسيات طرق الصيد التقليدية، وكيفية استخدام الأدوات المتعلقة بهذه المهنة البحرية، التي تعكس صورة من حياة البحر عند الآباء والأجداد، واشتمل البرنامج البحري الذي يقام تحت إشراف مدرسة الإمارات للشراع، على تعليم المشاركين فنون الشراع الحديث، وعملية فلق المحار، إلى جانب نشاطات بحرية متنوعة تهدف إلى تمتين الصلة بين المشاركين وبين آلية التعامل مع اتجاهات الريح. ونظمت محاضرات فلكية للمشاركين، قدمتها رابطة هواة الفلك بالإضافة إلى محاضرات علمية توعوية، وورش عمل بيئية، ومرسم حر، وعروض الأفلام الوثائقية التعليمية والمسابقات المختلفة، مع الاهتمام بتوسيع النشاط المرتبط بالجانب التعليمي عبر الرحلات والزيارات التي تنظم للمشاركين ضمن برنامج “اعرف وطنك”. وشهد الملتقى أمس حضورا مؤثرا للأسر التي توافدت بصورة مكثفة لمتابعة البرامج والنشاطات المخصصة للمشاركين في إطار البرنامج الخاص بزيارات أولياء أمور الطلبة المشاركين للفعاليات، وذلك يندرج ضمن سعي إدارة نادي تراث الإمارات إلى توثيق عرى التعاون وتوطيد العلاقة مع المجتمع المحلي، حيث أعرب عدد كبير من أولياء أمور الطلبة عن إعجابهم الشديد بالبرامج التراثية المقدمة لأبنائهم، كذلك في ما يتعلق بإجراءات السلامة العامة. في هذا الإطار، أوضحت حسناء الصيرفي، التي حضرت برفقة أبنائها، أن ما شاهدته من فعاليات تراثية وثقافية متنوعة يؤكد على حجم الريادة التي يتمتع بها نادي تراث الإمارات في التعامل مع ثقافة الشباب، وتعليمهم التراث بصورة علمية حضارية تتناسب وكافة الأعمار، موجهة الشكر إلى إدارة النادي على تخصيص برنامج خاص بزيارات أولياء الأمور، وتعريفهم بما يقدم لأبنائهم من فعاليات في أجواء عائلية. البرامج التثقيفية شهدت الجزيرة توافد عدد من السياح والضيوف مثلوا جهات وبلدان مختلفة، ما يؤشر على ما يلقاه الحدث من سمعة طيبة بين مختلف الأوساط، وجرى تنظيم برنامج خاص للضيوف الأجانب أمن لهم فرصة التعرف على مختلف أنواع الرياضات التراثية التي تقدم للمشاركين في مختلف ميادين جزيرة السمالية، كما أتيحت أمامهم الفرصة لممارسة بعض هذه الرياضات، والتعرف على قواعدها. إلى ذلك، أكد علي النعيمي، مدير مركز العين في نادي تراث الإمارات، أن الطلبة المشاركين من المركز تفاعلوا بصورة مثيرة للاهتمام مع مختلف الأنشطة المقررة. وأضاف أن البرامج التثقيفية تحوز اهتمام الطلبة حيث أنهم يطلعون على تراث أجدادهم بطريقة علمية منسقة، ويفعلون ذلك في جو من الراحة والاستعداد الذهني، الأمر الذي ينعكس على ترسيخ هذه المفاهيم والقيم الجليلة في أذهانهم. وأكد مشرف الأنشطة في مركز العين خليفة الشامسي أن نشاطات الملتقى لا تقتصر على ما يقام من فعاليات في جزيرة السمالية وحدها، بل يتصل بجملة من البرامج التعليمية والترفيهية التي تقام في مختلف المراكز التابعة لنادي تراث الإمارات، مشيراً إلى أنه سبق له أن استضاف مجموعة من الطلبة في عزبته الخاصة، حيث تلقوا تدريبات على امتطاء الهجن وحلبها، إضافة إلى العديد من الألعاب التراثية التي أقدم عليها المشاركون بشغف واهتمام. كذلك أعرب الطالب زايد المعمري عن فرحته بالمشاركة في الملتقى، مشيراً إلى أن الرماية والفروسية استأثرتا باهتمامه، ومعلناً عن شوقه للعودة مجدداً. ولم يكن رأي عبدالله الكعبي بعيداً عن رأي زميله، حيث أشاد بالمتعة التي يحققها الملعب الصابوني، إضافة إلى الرماية، أما خالد الظاهري فقد شدته الفروسية، وبعدها الرماية، في حين أبدى سعيد الراشدي إيجابية واضحة حيال ركوب الهجن، موضحاً أن والده يملك بعضاً منها في عزبته. في سياق مماثل، أشار الطالب محمد الشامسي، من مركز العين، إلى أن الملتقى يفتح أمامه فرصة ثمينة للتعرف على تراث الآباء والأجداد بصورة عملية، كذلك يمنحه فرصة تعلم الرياضات التي يتضمنها الملتقى، وخاصة الفروسية التي تعلم الشجاعة والقوة. وأوضح أنه كسب الكثير من خلال مشاركته في الدورة الحالية من الملتقى وخاصة تعرفه على أصدقاء جدد والاطلاع على مرافق جزيرة السمالية، ومشاهدة الغزلان في هذه المحمية الطبيعية النادرة على مستوى المنطقة. وعبر الطالب عبدالله النيادي عن دهشته بما شاهده من جمال وسحر الطبيعة في الجزيرة، وأفلام فلكية لرابطة هواة الفلك قربته من أسرار النجوم والكواكب، مؤكداً أنه يعتز بممارسته لرياضة ركوب الهجن حيث تعرف عن قرب على سفينة الصحراء وأسرار هذه الرياضة الممتعة. الأجندة البيئية تحت شعار “الصحراء تنبض بالحياة” نظمت وحدة البحوث البيئية التابعة للنادي نشاطات بيئية مختلفة تضمنت مسيرة بيئية وورشاً تدريبية مختلفة، بالإضافة إلى ألعاب متنوعة تعمق المعرفة بظروف البيئة، وتعريف المشاركين بكافة المشاريع التي تقوم عليها الوحدة في مجال التوعية البيئية، ويقابل ذلك اهتمام القائمين على الملتقى بتقديم جملة من الأنشطة الترويحية للمشاركين بهدف الجمع بين المعرفة والتراث والمتعة والترفيه في أجواء وفضاءات مفتوحة .
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©