الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سباق العائلات الرئاسية الأميركية

27 مارس 2015 22:11
في أميركا التي يبلغ عدد سكانها 319 مليون نسمة، يمكن أن تتكشف حملة الانتخابات الرئاسية المقبلة 2016 عن إعادة الجولة بين اثنتين من أكبر العائلات السياسية الحديثة فيها: عائلة بوش، وعائلة كلينتون. وبالنسبة لهيلاري كلينتون، فهي تتقدم استطلاعات الرأي بالنسبة للترشيح الديمقراطي، وهي أول سيدة تتقدم على أقرب منافس محتمل لها -نائب الرئيس جو بايدن- بمعدل 44% في الاستطلاعات الرئيسية، ومع ذلك لم تتخذ بعد الخطوة الأولى الرسمية نحو إعلان الترشح. أما «جيب بوش»، الابن والشقيق لرئيسين سابقين، فهو يحتل القمة أو يقترب منها بالنسبة للمرشحين الجمهوريين المحتملين في معظم استطلاعات الرأي، ويستفيد الحاكم السابق لولاية فلوريدا من بعض المزايا: فعائلة بوش تتمتع عادة بعلاقات واسعة الانتشار، ما يمكنها من جمع مبالغ هائلة من المال. وكما هو الحال مع كلينتون، فقد عاش بوش أيضاً وتنفس السياسة على أعلى مستوياتها على مدار عقود. وبالنسبة لكليهما، فإن السياسة هي عمل الأسرة. وعند السؤال قد ينفر كثير من الأميركيين من احتمال حدوث سباق رئاسي آخر بين كلينتون وبوش، ليصبح تكراراً لسباق 1992، الذي خاضه حاكم أركنساس في ذلك الوقت بيل كلينتون ضد الرئيس جورج بوش الأب. وعلى مدار تاريخ الولايات المتحدة، كان الناخبون ينجذبون عادة تجاه العائلات السياسية ذات «الاسم المعروف»، وتقول «باربارا بيري»، وهي باحثة في الشؤون الرئاسية بجامعة فرجينيا إن: «هناك تناقضاً في الجسم السياسي الأميركي، فنحن دائماً نقول، إننا نريد شخصاً نشأ في كوخ خشبي، ولكننا أيضاً ننجذب نحو المرشحين من النبلاء والأثرياء». إن هذا ليس من قبيل المصادفة، لقد فتح حكم المحكمة العليا في قضية منظمة «مواطنون متحدون» (سيتيزنس يونايتد) الباب على مصراعيه للإنفاق الخارجي على الحملات، وأثار مخاطر بالنسبة لجمع التبرعات الرئاسية، ويعطي هذا ميزة كبيرة للمرشحين لاستقطاب دعم أصحاب الثروات الطائلة. وفي دورة رئاسية يتعين على كل مرشح فيها جمع ملياري دولار -تقريباً ضعف المبلغ الذي جمعه الرئيس أوباما وميت رومني في 2012- فإن القدرة على البقاء تعتمد على المال. وأن تقتصر انتخابات 2016 على اثنتين من كبريات العائلات، فهذا أيضاً نتاج لتخطيط متعمد. يقول أستاذ العلوم السياسية «كال جيلسون»، بالنسبة لآل بوش، فهذا «يمثل وعياً، وإعداداً عبر أجيال، بداية من السيناتور بوش من ولاية كونيكتيكت، ثم يأتي الجميع من بعده»، كما يشير أيضاً إلى بطريرك الأسرة، السيناتور الجمهوري «بريسكوت بوش»، والد جورج بوش، وجد كل من جورج دبليو بوش وجيب بوش. ويرى المؤرخ «جوليان زيليزر» أن «الناس تبحث عن شخص قادر على العمل وسط زحام واشنطن، وقادر على البقاء قوياً في نظام سياسي مثير للجدل وصعب للغاية، ومثل هذا النوع من الخبرة، سواء المكتسب من خلال الأسرة، أو المناصب الرسمية، يصبح جذاباً للناس». ولا توجد أشياء مؤكدة في السياسة بأميركا، بيد أنه في السباق إلى المكتب البيضاوي، فإن كلاً من كلينتون وبوش لديهما تجارب كبيرة سابقة ترجح موقفيهما. وفي استطلاع أجراه مركز «جالوب» وشبكة «سي إن إن» وصحيفة «يو إس إيه توداي» عام 2000، ذكر 25% من الأميركيين أن الرئيس الأسبق جورج بوش الأب جعلهم يشعرون بأنهم أكثر تفضيلاً لجورج بوش الابن، مقابل 15% قالوا عكس ذلك. وفي المقابل، فقد ذكر نفس الاستطلاع أن هيلاري كلينتون تحصل على دفعة شعبية من زوجها، فقد ذكر 24% من الناخبين المسجلين أن رئاسة بيل كلينتون جعلتهم يرجحون تأييد هيلاري، مقابل 16% ذكروا عكس ذلك. ليندا فيدلمان - واشنطن ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©