الصفوف الأولى

أيام وتنتهي الإجازات بكل أشكالها ومناسباتها.. بحلوها ومرها وحكاياتها وذكرياتها سنة جديدة تمر..وإجازة طويلة تمر حتى تكاد تشعر بأن القليل من الأيام مثل كثيرها. هذا العام طالت الإجازات والراحة والاستراحة، وطال الكسل والنوم والاسترخاء، أيام طويلة استمتعنا بها وبكل ما فيها، خاصة أيام الشهر الفضيل رمضان، وأيام العيد الذي سعد الأطفال والأولاد بتأجيل الدراسة إلى بعد انتهاء أيامه. ومع نهاية حديث الإجازات تكون بداية حديث العمل، لنكتشف أولاً أننا نرهق أنفسنا في الإجازات إلى آخر يوم، مهما طالت أو قصرت الإجازة، وكأننا في سباق مع الزمن. من ينظر إلى قائمة حجوزات الطيران، وجداول الرحلات الإضافية سيعرف أن الناس يحاولون أخذ كل دقيقة وثانية من الإجازة، وهناك بعض الناس سيهبطون في المطار قبل موعد بداية العمل والدراسة بساعات فقط. إنها الطبيعة البشرية مهما حاولت أن تغيرها أو تقومها بنظريات ودراسات، وستجد دائماً من يلقون بكل ذلك خلف ظهورهم..ويلهثون خلف الرغبات الإنسانية هذا الأسبوع بعد انتهاء أيام عيد الفطر المبارك تكالب الناس على حجز مقاعد على الطائرات من كل حدب وصوب..كل يريد اللحاق بمواعيد الدوام ومواعيد الدراسة. وبشكل عام ليس المهم متى نعود، ولكن المهم أن نعود ونبدأ في العمل بجد كما أخذنا الإجازات بجد واجتهاد حتى القطرة الأخيرة..فأمامنا تحديات كبيرة وواسعة مع بداية الموسم السياحي الشتوي، سيبدأ موسم المؤتمرات والمعارض المحلية والدولية، وسيبدأ الموسم السياحي الشتوي الذي نستقبل فيه الوفود والرحلات السياحية. موسم هذا العام يأتي مكبلاً بالأزمة الاقتصادية أو تداعياتها..وبوباء انفلونزا الخنازير الذي لم يترك بلداً إلا وحط فيه. وهذه الظروف العالمية ليس لنا يد فيها، وتأثرنا بها كما تأثر غيرنا كجزء من هذا العالم. والسبيل الوحيد لكي نواجه ونقاوم وننجح في ظل كل الأزمات والظروف كما عودتنا دولة الإمارات الغالية، أن نعمل..، نعم..نعمل ونبتكر ونسبق بالأفكار والاقتراحات والجهود المخلصة والسعي الدائم والدؤوب للعمل الجاد والناجح. كنا دائما السباقين في مواجهة الأزمات، والباعثين للأمل في نفوس من حولنا..كنا دائما بارقة الأمل التي تضيء وسط لحظات الظلام، وسنظل كذلك بإصرارنا وأفكارنا وطموحنا الذي لا يتوقف، لم يتسرب اليأس يوما إلى قلوبنا في أحرج وأصعب اللحظات، واعلم جيداً أننا سنشكل الصفوف الأولى في جبهة مواجهة تلك الأزمات. كل عام وأنتم بخير..انتهت الإجازات وبدأ العمل.