أبناء الطبقة الوسطى في بريطانيا يبحثون عن وظائف إضافية

بات العديد من أفراد الطبقة الوسطى في بريطانيا يتدافعون من أجل الحصول على وظيفة اضافية، وأضحى الآلاف من المحترفين وأصحاب الحرف التخصصية يعملون في مهنة اضافية من أجل مساعدتهم على مواجهة التكاليف المرتفعة للغذاء والوقود والرهونات وسائر انواع الفواتير المنزلية الأخرى· وأصبح عدد كبير من المحامين والمستشارين الماليين ومبرمجي أجهزة الكمبيوتر ومديري التسويق ضمن قائمة أولئك الذين يتصيدون الأعمال الحرة المستقلة بعد أو أثناء ساعات العمل المكتبية بهدف تغطية التكاليف المرتفعة للمعيشة· وبحسب تحليل أجرته مؤسسة كابيتال ايكونوميكز المعنية بالاستشارات الاقتصادية فقد أشارت الأرقام الرسمية في هذا الأسبوع إلى أن 1,15 مليون شخص اصبح لديهم الآن وظيفة ثانوية بزيادة 5 في المئة منذ نشوب أزمة الائتمان وفيما يعتبر الرقم الأعلى في هذا المجال طيلة السنوات الخمس الماضية· وفي الوقت الذي اتجه فيه معظم العدد الاضافي لهؤلاء الأشخاص والبالغ إجماليهم 65 ألف موظف الى استغلال مهاراتهم الوظيفية والمهنية من أجل استدرار المزيد من الأموال النقدية فإن البعض الآخر اتجه فيما يبدو لاستثمار هواياته ومقدراته ومواهبه في مجالات اخرى من أجل تحسين مستوى الدخل عبر ممارسة تعليم فنون الطبخ وتدريس اللغات الأجنبية وكيفية تصميم مواقع الويب وحتى تعليم الرقص الايقاعي· ويقول نيكي ريدوود الاقتصادي البريطاني في مؤسسة كابيتال ايكونوميكز الاستشارية ''لقد شهدنا ارتفاعا حادا في أعداد الاشخاص الذين يتقلدون وظائف ثانية اثناء فترات الكساد السابقة وهو الأمر الذي بدأ يحدث مرة ثانية، واعتقد أن الأعداد الحقيقية أكبر من ذلك بكثير بسبب أن العديد من هذه الوظائف الثانية غير معلنة ولا يمكن أن تظهر ضمن الأرقام الرسمية''· والى ذلك فإن العديد من المستخدمين اصبحوا يستخدمون مواقع الويب بصورة متزايدة والتي تسمح لهم بالإعلان عن خدماتهم الحرة المستقلة وبشكل لا يجعلهم عرضة لتساؤلات رؤسائهم في العمل بشأن امكانية حدوث تضارب في المصالح، إذ يقول اكزينيوس تراسيفاولو المدير التنفيذي لموقع ''بيبول بير اور'' الذي يختص بتوفير خدمات الأعمال الحرة المستقلة: ''هنالك العديد من الاشخاص الذين يعتقدون بأنهم مستغلون في وظائفهم ويبحثون عن مهن اضافية في الإنترنت''، ولدى الموقع حاليا أكثر من 6 آلاف مستخدم يعلنون عن خدماتهم بينما يقدر تراسيفاولو بأن العدد يشهد نموا بمعدل 35 في المئة في كل شهر· أما لوك افيت مؤسس موقع ''سيتوريت كوم'' على الإنترنت فقد ذكر من جانبه أن معظم مستخدمي موقعه حتى وقت قريب كانوا من المتقاعدين عن العمل والطلاب الباحثين عن دخل اضافي، و يقول: ''إن الفرق الكبير الذي شهدناه في خلال فترة الأشهر الثلاثة الماضية اصبح يتمثل في اندفاع العديد من أفراد الطبقة الوسطى الى هذا الموقع وتحديدا من أشخاص يعملون في مجال تكنولوجيا المعلومات والخدمات المالية أو في مجال التسويق وهم يعرضون خدماتهم للعمل بالساعة كمستشارين''، قبل أن يستطرد قائلاً: ''لقد بدأنا نشهد ايضا أشخاصا يبيعون مهاراتهم التي لا تتعلق أبدا بوظائفهم اليومية ولكن الشيء الوحيد الذي يوحد هذه المجموعات فيما يبدو هو ارتفاع فواتير الأغذية والبترول بينما يحتاجون الى دخل اضافي لمقابلة هذه النفقات المتزايدة''· والى ذلك فقد اعلنت قوات الشرطة ايضا عن زيادة في أعداد الضباط والأفراد الذين يتقلدون أعمالا اضافية من أجل تحسين دخلهم، إذ يشير بيتر سميث رئيس مجلس اتحاد شرطة ميتروبوليتان الى أن هنالك ارتفاعا بمعدل 5 في المئة في أعداد الضباط المسجلين في وظائف ثانية في الشركات والمؤسسات التجارية الاخرى في غضون فترة العام الماضي وحده، وهو يقول: ''لقد بدأنا نشهد أعدادا متزايدة من الضباط الذين يعملون في بيع الاناتيك والتذكارات في موقع (ئي باي) على الإنترنت أو في تصميم مواقع الويب أو كسائقين في خدمة العائلات''· أما شرطة منطقة سفولك فقد شهدت زيادة بنسبة 12 في المئة في أعداد الضباط الذين حصلوا على وظائف ثانية العام الماضي حيث تتراوح أنواع هذه الوظائف ما بين تعليم قيادة السيارات واخصائيين للعلاج الطبيعي في الأندية الرياضية وحتى في مهنة مدرب لكرة القدم· نقلاً عن تايمز