الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

علي راشد.. صانع فرسان المستقبل

علي راشد.. صانع فرسان المستقبل
27 مارس 2015 23:27
أشرف جمعة (أبوظبي) قضى علي راشد مدرب الخيول بنادي تراث الإمارات، ثلاثين عاماً بين الخيول يوادعها ويروضها، ويطعمها بيديه، له ذكريات كثيرة في عالم الفروسية، وهو على دراية كبيرة بتأهيل فرسان المستقبل من الشباب من خلال ترغيبهم في هذه الرياضة، حيث يشعر بسعادة غامرة حين يقف في ركن الخيول بجزيرة السمالية يعلم الطلاب الخطوات الأولى لفنون الفروسية، حيث يقوم بهذه المهمة في فترات مختلفة على مدار العام، رمال ناعمة على رمال الصحراء الناعمة، يسترجع علي راشد اللحظات الأولى التي ربطته بالحصان العربي وهو يقول: بهرتني في صباي أشكال الخيول وقوتها، فنشأت محباً للتعرف على سلالاتها، وما تمتاز به عن غيرها، وكذلك أنواعها إلى أن جاءتني فرصة ذهبية للعمل بالفروسية عام 1985، وفي هذه الأثناء تلقيت تدريباتي وظللت أعيش مع الخيول أختبرها وأتعرف عليها، حتى أصبحت صديقاً لها، ومع الأيام أمسكت زمام التدريب وأصبحت مدرباً ثم انتقلت إلى جزيرة السمالية 1995 لأمارس مهامي المحببة في تعليم الراغبين فنون الفروسية، ومن ثم أقدم الفرسان للمشاركة في المسابقات الكبرى التي يتنافسون فيها ويحصدون الألقاب. أسباب الامتياز ويلفت إلى أن بعض الناس كانوا يستخدمون خيلهم وسيلة للسفر، إذ كانت تقطع المسافات الطويلة في يوم وليلة، ولكن ذلك لا يحدث إذا توافرت بعض العوامل مثل نوع الحصان ومن أي السلالات ينحدر، وهل هجين أم أصيل؟ بالإضافة إلى نوعية الطعام الذي يأكله، وعدد الوجبات في اليوم، مشيراً إلى أنه إذا توافرت للخيل أسباب الامتياز فهو يمتلك القدرة على الانطلاق في قوة وإباء، وفي أثناء تلك الرحلات القليلة التي يقضيها الحصان مع صاحبه، كان يُحمل ضمن سرجه بعض الأطعمة الخفيفة، وأشياء بسيطة تصلح لفرش يوضع على الرمل، وغطاء على الجسد، حيث كانت الحياة الصحراوية رطبة بمناخها، تجري فيها الريح فلا تعمر الشمس بحرارتها اللاهبة طويلاً، ولا تستمر الرياح رافعة غبار الأرض إلى السماء بشكل مستمر، إنما كانت بين بين. شحيحة جداً وحول ما كان يملكه الناس قديماً من الخيول في بيوتهم البسيطة، وحياتهم التي تقل فيها الموارد، قال إن الخيول قديماً كانت شحيحة جداً ولا يكاد الحي الواحد يكون به إلا فرس واحد، لكون الخيول غالية الثمن من جهة، وطعامها مكلف من جهة أخرى، مشيراً إلى أن الوجهاء وأصحاب المال الوفير، وحدهم كانوا يمتلكون عدداً كبيراً من الخيول. ويقول علي راشد: إن طعام الخيول في الزمن الماضي كان بحسب ما يعودها صاحبها، فإما تأكل ما يتبقى من طعامه من أرز وما شابه، أو يطلقها لتأكل من الحشائش في الأماكن التي كانت تعرف بأنها مواقع إنبات العشب، وكذلك كانت تأكل الشعير «والسبوس» لكن أفضل الطعام الذي كان يصل إلى أمعائها فهو الحشائش الجافة، وذلك على عكس ما تعودت عليه الخيول في عصرنا هذا، فهي تأكل حالياً خلطات من الأعلاف الجيدة والمستوردة. عروض ممتعة وحول الخيل في الماضي، يذكر على راشد أن من كان يملك فرساً فإنه يركبها يوم عرسه، يسير بها من داره - وهو يرتدي أجمل الثياب، ويضع أطيب العطور، ومن حوله يسير الرجال، وعندما كان يصل يترجل عن خيله وينزل ليدخل دار عروسه، وسط فرحة الرجال وزغاريد النساء، مؤكداً أن الخيل أيضاً كانت تستخدم في المناسبات الخاصة، حيث يقدم الفرسان عروضاً ممتعة على وقع الأناشيد والأهازيج القديمة. وحول جزيرة السمالية التي تمثل مرحلة التأسيس الأولى للفرسان الجدد، يقول علي راشد إن اهتمام سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات كان له الدور الأكبر في أن يجعل ركن الفرسان بالجزيرة محطة مهمة لاكتساب المهارات اللازمة للتعامل مع الخيول.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©