السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الدار البيضاء «تكعيبياً» في لوحات محمد السالمي

الدار البيضاء «تكعيبياً» في لوحات محمد السالمي
23 ابريل 2018 02:29
محمد نجيم (الرباط) يقدم الفنان التشكيلي المغربي محمد السالمي، أحدث أعماله الفنية في معرض أفتتح مؤخراً بمدينة الدار البيضاء، وقدم فيه لوحاته التي سكب فيها رؤيته الفنية عن هذه المدينة الغنية بتراثها المعماري الجميل، وقد اشتغل الفنان محمد السالمي، في لوحاته على المنهج التكعيبي، وليخص تلك المدينة بلوحات تنهل من التكعيبية لأنه اقتنع بهذا الفن وإن حاول الخروج عنه، لكنه بقي وفياً لقواعد تلك المدرسة. في كلمته، خلال افتتاح المعرض، قال محمد السالمي، «في لوحاتي يتحطم الشكل الخارجي للصورة المرئية لأجعل منه شكلاً فنياً، إنّها رؤية بصرية تعتمد على تفكيك الأشكال وتفتتيها إلى مكونات جزئية لتتم إعادة تركيبها بنمط أكثر حركية ودينامية، مع الاحتفاظ أحيانا على الصورة ثلاثية الأبعاد، فأقوم بهدم القواعد وأمحو كلّ ما بنيت». الدار البيضاء في لوحات هذا الفنان، ليست مدينة عادية، مزيج من الطرز المعمارية المتعايشة على إيقاع القديم والجديد، التقليدي والحديث، نهار ليس كالليل وضجيج من نوع آخر.. عمائر شاهقة مائلة توشك على السقوط في مقابل منازل متراصة تتكئ على بعضها بعضاً، والمارة يمشون بمحاذاة الحافلات وسيارات الأجرة التي تندفع متجاوزة عقارب ساعة المدينة المعلقة على مبنى محطة القطار غير أبهين بهذا الخليط المعماري (والبشري) النادر الذي يرسم الهوية الأخرى لمدينة الدار البيضاء. هي بلا شك، كما يصفها الناقد الجمالي إبراهيم الحَيْسن، «جمالية معمارية منفلتة وهاربة مطبوعة بكتل لونية متراصة ومحددة بخطوط متعامدة ومنحنية، إلى جانب أخرى متشابكة وذات اتجاهات متنوعة يسعى الفنان إلى القبض عليها برقة لونية وادعة. وبخطوطية منثالة». هكذا، وامتداداً لمحطات فنية تناول فيها فن البورتوريه والمناظر الطبيعة وعديد الصور المستوحاة من ثقافة رُحل الصحراء، فإن الفنان السالمي يطالعنا بتجربة جديدة، حيث تبرز لنا اللوحات المقترحة لهذا المعرض بأنه توفق في اختيار صيغة مغايرة للتصوير زاوج فيها بين التيمة والتقنية التلوينية مع الاحتفاظ بالمعالم الأساسية للرسم ومعالجة الواقع المرئي بنفس إبداعي ممتد وبجهد فني معبر يستدعي المتابعة والاهتمام. هذه النماذج التي يقوم الفنان بتطويعها لتبدو في شكل عمائر مُبجعة من دون أن يفقدها ذلك خاصيتها الجمالية الممتدة للمهارة التصويرية التي يتميز بها الفنان. يذكر أن للفنان محمد السالمي تجربة غنية في النحت، جعلت منه أحد الأسماء البارزة في هذا المجال باقترابه وملامسة واقع الإنسان المغربي، مجسداً ملامحه وتقاسم الوجه المعبرة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©