الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ذكريات الشهد والدموع العنــوان الأبرز لـ «السباق الأغلى»

ذكريات الشهد والدموع العنــوان الأبرز لـ «السباق الأغلى»
27 مارس 2015 22:42
دبي (الاتحاد) كشفت كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله عندما قال: «إن أهم التزاماتنا في كل عام هو أن نجعل من كأس دبي العالمي الحدث الرئيسي على لائحة سباقات الخيل العالمية»، عما حققته دبي خلال السنوات الماضية ليس فقط في استضافة الكأس الأغلى في العالم، بل تحولت الإمارات إلى واجهة العالم في الخيول، ومنافس قوي في كل السباقات العالمية. وعلى مدار 20 عاماً جرت فيها أحداث كأس دبي العالمي من ند الشبا عام 1996 إلى ميدان تحفة المضامير العالمية، حدثت العديد من القصص والمشاهد الخالدة في الذاكرة، التي لا يمكن نسيانها سواء على مستوى الفوز بالكأس والصراع الدائر بين الخيول الإماراتية والأميركية، ومحاولة الخيول الأخرى الدخول في المنافسة، وبين أحداث كثيرة ارتبطت بأغلى الكؤوس على مستوى العالم. اختلط الشهد بالدموع، في الكثير من المشاهد، وهناك الكثير من الذكريات المفرحة وأخرى مؤلمة، وأخرى ارتبطت بأحداث كثيرة، ما بين تفوق إماراتي وعودة أميركية وفوز برازيلي للمرة الأولى ودموع يابانية في أمسية التتويج، وأحداث ومشاهد لا حصر لها. كانت البداية مع الجواد الأميركي «سيجار» بطل النسخة الأولى عام 1996، الذي نفق مؤخراً، وفاز بـ 16 سباقاً متتالياً، متضمنة أول سباق لكاس دبي العالمي للفئة الأولى عام 1996، قبل أن يعتزل وهو يحمل الرقم القياسي في معدلات الجوائز المالية البالغة 9,999,813 دولاراً في ذلك الوقت، وقد نفق «سيجار» عن عمر يناهز 24 عاماً بمستشفى رود ان رايدل في ليكزنجتون بكنتاكي بعد خضوعه لعملية في العنق. وكان «سيجار» قد أصبح أول جواد منذ «سيتيشن» الفائز بالتاج الثلاثي الأميركي في عام 1950 يحقق 16 فوزاً متتالياً بأميركا الشمالية، وهو الرقم القياسي الذي حطمته الفرس «زنياتا» بطلة البريدرز كب كلاسيك، وقد بدأ «سيجار» تاريخه السباقي مع المدرب اليكس هاسنجر لمصلحة مالكه الن بولسون، قبل أن ينتقل إلى المدرب بيل موت عام 195 حين كان في سن أربع سنوات. وتمكن «سيجار» من الفوز بسباقات كأس هوليوود الذهبي، دون هانكاب، وود وارد للتكافؤ، والبريدرز كب كلاسيك، وجميعها سباقات للفئة الأولى، وهزم «سيجار» في عام 1996 في سباق باسفيك كلاسيك بمضمار ديل مير، حين كان يسعى لتجاوز الرقم القياسي لمعدلات الفوز للجواد «سيتيشن»، واعتزل السباقات في نهاية العام، وتحول للتأصيل ولكن لم ينتج أي ذرية بسبب نضوب في مائه. وعندما تفوق «سيجار» على منافسه الأميركي الآخر «سول أوف ذا ماتر» تحت إشراف المدرب ريتشارد مانديلا قال مالكه آلان بولسون: «الفوز بالنسبة لي يعني أنني مالك أفضل حصان على وجه الكرة الأرضية». وبالفعل بات مضمار ند الشبا أروع مضامير العالم بالنسبة لسلالات الخيول المهجنة والأصيلة، ونحت كأس دبي العالمي اسمه في سجلات درة مضامير الخيول العالمية، في اليوم الذي نال فيه «سيجار» أول لقب لكأس دبي العالمي عام 1996 بقيادة الفارس الأسطوري جيري بيلي ترك انطباعاً جيداً لدى أكثر من 30 ألف متفرج كانوا شهود عيان على صناعة التاريخ، بالإضافة إلى ملايين البشر الذين شهدوا الحدث العالمي على شاشات التلفاز مباشرة. ما زالت الذاكرة تحمل المشهد الذي حدث في النسخة الثانية بند الشبا عام 1997، عندما هطلت الأمطار بشدة، لمدة 3 ساعات متواصلة، وكادت تلغي السباق الذي تأجل 5 أيام بعدما تحول مضمار ند الشبا إلى بركة من المياه، التي ارتفعت بمعدل 4 بوصات، وشوهد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وهو يجوب أرجاء ند الشبا لمتابعة الأضرار شخصياً، وخلالها التفت للجمهور، وأشار إلى إلغاء المنافسة، وفي اجتماع مع ملاك الخيول قال لهم سموه: إنه سباقكم، فماذا تريدون أن تفعلوا حياله؟ واتفق الجميع على قيام السباق في أول فرصة ممكنة فتم تأجيله لمدة خمسة أيام حتى الخميس التالي. ولجأت اللجنة المنظمة إلى المروحيات التي حلقت على ارتفاع قليل وخطير فوق فيضان المياه الذي خلفته الأمطار، وكان المشهد رهيباً ورائعاً لهذا الجهد الكبير، وبالفعل تم تجفيف المضمار ليقام السباق الذي فاز به الجواد «سنجسبيل» لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بقيادة من جيري بيلي أحد أعظم الفرسان العالميين الذي خلد اسمه في سجلات كأس دبي العالمي. ويعد التحول من مضمار ند الشبا، الذي ودع السباقات بعد النسخة الرابعة عشر عام 2009، إلى مضمار ميدان، هو الحدث الأبرز في مسيرة السباق، خاصة أن تجهيزات ميدان تفوق مضامير العالم كافة، وتليق بالإمارات، وهي تنظم السباق الأغلى في العالم، وتحول ند الشبا إلى مضمار للذكرى، بينما دشن ميدان استضافة السباقات قبل شهرين من كأس دبي العالمي خلال الكرنفال وبالتحديد في نهاية شهر يناير 2010. 5 أرقام قياسية في الليلة الختامية «أفريكان ستوري» يضرب بقوة ويعيد الهيبة للخيول الإماراتية دبي (الاتحاد) عاشت جماهير الإمارات ليلة من ليالي الانتصارات والإنجازات في مشهد رائع، بعد فوز الجواد «افريكان ستوري» لجودولفين، بكأس دبي العالمي للخيول في نسخته التاسعة عشرة وهو الانتصار الذي أعاد هيبة الخيول الإماراتية. وكانت مكاسب فوز «أفريكان ستوري» كبيرة، خاصة انه حطم الرقم القياسي، المسجل باسم «جولدن سورد» 2:02:40 دقيقة مسجلا زمنا قدره 2:01:61 دقيقة، ومنح الإمارات الفوز بالكأس للمرة التاسعة، وأهدى جودلفين اللقب السابع، حيث حقق اللقب خلال تاريخ البطولة من خلال، «المتوكل» 1999، «دبي ملينيوم» 2000، ستريت كراي 2002، «موون بلد» 2003، «إلكتروكيوشنست» 2006 و«مونتروسو» 2012، في الوقت الذي أهدى مدربه سعيد بن سرور الكأس للمرة السادسة في تاريخه، بعد انقطاع دام 8 سنوات. وشهدت الأمسية تحطيم الرقم القياسي 5 مرات في 9 أشواط، وكانت أول الأرقام التي تحطمت في الكأس الذهبي للخيول المهجنة الفئة الثالثة لمسافة 3200 متر خلال الشوط الثالث، وجاء عن طريق الجواد الأيرلندي «سرتراش» الذي انتزع الصدارة، بعدما قطع المسافة في 3:23:14 دقيقة ليضرب الرقم القياسي المسجل باسم الجواد الأيرلندي «اوينيان بول» بقيادة فرانكي ديتوري 3:23:73 دقيقة. وفي الشوط الخامس «بطولة القوز للسرعة» للفئة الأولى لمسافة 1000 متر، يسجل الجواد الأسترالي «امبر سكاي»، من هونج كونج رقما قياسيا، بعدما ضرب الرقم القياسي المسجل باسم الجنوب أفريقي «شي شي» 56:41 ثانية، وسجل زمنا جديدا قدره 56:21 ثانية، وتحولت دفة الأرقام القياسية إلى الجواد «جست اواي» الذي حقق أول فوز لليابان بعدما نجح في تصدر شوط «السوق الحرة دبي» لمسافة 1800 متر، مسجلا زمنا قدره 1:45:52 دقيقة، ويحطم الرقم المسجل باسم «سجع» والبالغ 1:47:93 دقيقة. «فيكتوار» يمسح أحزان أحفادالساموراي بعد تسونامي دبي (الاتحاد) لم ينس اليابانيون ما حققه الجواد «فيكتوار بيسا» عندما فاز بلقب النسخة السادسة عشرة، لكأس دبي العالمي عام 2011، ولم تكن فرحة اليابانيين بسبب أنها المرة الأولى التي يفوزوا بالكأس الأغلى في العالم فقط بل لأن هذا الانتصار مسح دموع أحفاد الساموراي الذين تعرضت بلادهم إلى زلزال كان من اكبر الكوارث الطبيعية في العالم، والذي راح ضحيته عدد كبير، وكان يوم 11 مارس 2011، يوما حزينا لليابان بل لشعوب العالم الذين تعاطفوا مع أحفاد الساموراي بعد تسونامي توهوكو. كان فوز بيسا بمثابة عودة الأمل من جديد للشعب الياباني الذي كان يتابع السباق وينتظر بسمة تمسح دموعه، وبالفعل امتزجت الأفراح بالدموع من مالكه الياباني كاتسوهيكو سومي الذي لم يصدق نفسه، بل بكى كل من حوله وكانت الاحتفالية كبيرة بعدما انهالت التهاني تعاطفا معه ومع شعبه. ولم يكن الفوز الياباني مفاجأة للكثيرين، حيث صبت الترشيحات قبل الانطلاق لمصلحة الكمبيوتر العالمي. وعلق كاتسوهيكو سومي مدرب البطل والفارس ميركو ديمورو على هذا الفوز العالمي بقوله: «أنا سعيد بحضوري للإمارات والمشاركة في هذا السباق المتميز في كل شيء، وأهدي هذا الفوز إلى شعب اليابان الذي يعاني حاليا الكثير من الآلام النفسية من جراء غضب الطبيعة». وتحت عنوان «فيكتوار بيسا» يمنح اليابان دفعة معنوية كبيرة كتب موقع «بريسنت دوت كوم» للصحيفة المتخصصة في سباقات تكافؤ الخيول بأميركا في صدر صفحاتها خبر منح الجواد «فيكتوار بيسا» الأمة اليابانية دفعة معنوية كبيرة. وقال الموقع: «فيما تكافح اليابان لإعادة الحياة لطبيعتها بسبب أحداث تسونامي الأخيرة، تلقت الأمة اليابانية التي تعشق الخيول دفعة معنوية كبيرة كانوا في أشد الحاجة لها حين تمكن ممثلهم «فيكتوار بيسا» ابن الفحل «يونيفيرس» من الفوز بكأس دبي العالمي البالغ إجمالي جوائزه المالية 10 ملايين دولار والذي يعد أغنى سباق في العالم». «الفوتوفينش» يمنح جولوريا اللقب بفارق أنف دبي (الاتحاد) كسر المهر البرازيلي «جلوريا دي كامبياو» احتكار الخيول الإماراتية والأميركية منذ انطلاقها عام 1996، ووقف حائلا دون وصول الكأس إلى أي منهما وفاز بالنسخة الخامسة عشرة، عام 2010، في أول نسخة في مضمار ميدان تحفة المضامير العالمية. وفوز جلوريا له قصة طويلة خاصة أن 3 خيول عبرت خط النهاية في زمن واحد، واحتفلت الجماهير بفوز الإمارات رغم أن النتيجة النهائية لم تعلن خاصة أن جوادين من الإمارات دخلا مع جلوريا وهما «ليزاردز ديزاير» و«علي بار» الذي كان يقوده الفارس أحمد الكتبي الذي كان أول فارس عربي يشارك في الشوط الأغلى. واضطر المنظمون إلى حسم النتيجة عبر «الفوتو فينيش» نتيجة اجتياز هذا الثلاثي بقوة خط النهاية لكنها اظهرت فوز «جلوريا دي كامبياو» بالمركز الأول بفارق أنف ليمنح صاحبه جائزة قدرها ستة ملايين دولار، وحصل «ليزاردز ديزاير» على المركز الثاني و«علي بار» الثالث». جاء السباق على التربة الرملية لمسافة 2000 م قويا ومثيرا خصوصا من «جلوريا دي كامبياو» ذي الست سنوات الذي تصدر مباشرة منذ خروج الخيول من بوابات الانطلاق وحافظ على مركزه رغم الضغط الهائل خصوصا من احد ممثلي فريق جودولفين «علي بار» بقيادة الفارس أيضا أحمد الكتبي والمهر الإماراتي آخر «ليزاردز ديزاير» اللذين دخلا بقوة في الأمتار الأخيرة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©